أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام الصفدي: حكومة جعفر حسان تقدم بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل حريق سوق البالة "كبير جدًا" والأضرار تُقدّر بـ700 ألف دينار الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الازمة الاوكرانية تقود أسعار النفط تجاه ارتفاع أسبوعي الصفدي: عرضنا على العمل الإسلامي موقعًا بالمكتب الدائم إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد
الصفحة الرئيسية تحليل إخباري جيوش المتعثرين ماليا .. قنبلة ستنفجر بحضن الحكومة

جيوش المتعثرين ماليا.. قنبلة ستنفجر بحضن الحكومة

جيوش المتعثرين ماليا .. قنبلة ستنفجر بحضن الحكومة

26-02-2022 02:24 AM

زاد الاردن الاخباري -

محمد العرسان - يقطن الأربعيني ماجد في أحد النُزل الرخيصة في إسطنبول بعد أن هرب من بلاده الأردن عقب ما تسببت جائحة كورونا في خسارته لوظيفته وتراكم الديون عليه.

كان ماجد يعمل سابقا مديرا لإحدى صالات الأفراح في مدينة إربد (100 كم شمالي العاصمة عمان) إلا أن أوامر الدفاع التي قيدت فتح صالات الأفراح تسببت في إغلاق العشرات منها مخلفة عددا من العاطلين عن العمل.

يخشى ماجد أن تقوم السلطات الأردنية بسجنه بعد عجزه عن سداد قرض مالي كان قد استلفه من أحد البنوك بقيمة 25 ألف دولار.

مهلة حبس المدين

الحكومة الأردنية كانت قد مددت مهلة وقف حبس المدين حتى الثلاثين من حزيران/ يونيو القادم استنادا إلى العمل بأحكام أمر الدِّفاع رقم (28) الذي جاء لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.

إلا أن ماجد وغيره الآلاف من الأردنيين الذين يعيشون أوضاعا مادية سيئة يعيشون حالة ترقب؛ ماذا سيحل بهم بعد هذا التاريخ.

ويطرح كُتاب واقتصاديون ونواب، السؤال نفسه: ماذا ستفعل الحكومة في اليوم التالي لانتهاء المهلة؟ إذ ستجد نفسها أمام ما يقارب المليون متعثر ومتعثرة ماليا، بحسب تقديرات غير رسمية يضافون إلى آلاف الأردنيين المطلوبين للتنفيذ القضائي.

آلاف المطلوبين على قضايا مالية

تشير دراسة صدرت عن المجلس القضائي الأردني عام 2021 إلى وجود 143 ألف قضية قضائية مالية مسجلة في 2019 في مختلف أنحاء البلاد، بينما بينت دراسة أصدرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني أن عدد الأفراد المطلوبين بسبب عدم تسديد ديونهم زاد عشرة أضعاف في أربع سنين فقط، من 4352 في 2015 إلى 43624 في 2019.

تداعيات جائحة كورونا وما خلقته من أوضاع اقتصادية بسبب إغلاق القطاعات، دفعت نوابا إلى توقيع مذكرة اقترحوا من خلالها إصدار قانون عفو عام بغية "حفظ الأمن المجتمعي والتخفيف عن كاهل المواطن".

وكان آخر عفو عام أقرته الحكومة في 2018 استثنى منه جرائم التجسس والخيانة، والإرهاب، والقتل العمد، أو تجارة المخدرات، وهتك العرض.

وبحسب الدستور الأردني فإن العفو العام يمر بمراحل حيث تضع الحكومة مشروع قانون وتحيله إلى مجلس النواب ليوافق عليه ثم يحتاج موافقة مجلس الأعيان قبل أن يصادق عليه الملك.

النائب خليل عطية، متبني المذكرة يشير لـ"عربي21"، الى وجود "مبررات قانونية واجتماعية ونفسية لإصدار العفو العام"، قائلا إن "ما تقدمنا به هو مذكرة لسن مشروع قانون، وإذا وافق عليها مجلس النواب فإنه بات ملزما على الحكومة في نفس الدورة أو الدورة التي تليها أن ترسل مشروع القانون إلى المجلس تماشيا مع أحكام المادة (95) فقرة (أ) من الدستور الأردني وأحكام المادة (70) من النظام الداخلي لمجلس النواب".

بعد حقوقي

وتعكف السلطات الأردنية على تعديل قانون التنفيذ حيث أرسلته إلى مجلس النواب للنقاش، ونص التعديل الحكومي على عدم حبس المدين وخاصة بين الأصول والفروع، وفي الديون التي تقل عن 5 آلاف دينار، بحسب ما قالت وزيرة الدولة للشؤون القانونية وفاء بني مصطفى.

ويرى المستشار القانوني في منظمة "محامون بلا حدود"، معاذ المومني أنه "لا يمكن الاستمرار في حبس المدين حسب المواثيق الدولية كون ما قام به هو التزام تعاقدي ولا يمكن اعتبار عدم الالتزام بأنه جريمة، إذ يخالف حبس المتعثر المالي المادة 11 من العهد المدني الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي اشترطت منع سجن الإنسان بعد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي".

ويتابع: "أمر الدفاع 28 تم تمديده لنهاية شهر حزيران/ تموز القادم، في وقت طرحت الحكومة مسودة مشروع قانون التنفيذ، وكما وصلني من معلومات سيقر مشروع القانون قبل نهاية شهر حزيران/ تموز المقبل قبل انتهاء أمر الدفاع رقم 28، بحيث لا يحبس من هو مدين بمبلغ أقل من 5 آلاف دينار"، مضيفا: "مع ذلك فإن الدولة مجتمعة بما فيها الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني مطالبة بإيجاد مقاربة حقوقية معقولة في ما يتعلق بحبس المدين وحلول أخرى مستدامة تعزز الأمن والسلم المجتمعي. الحبس ليس حلا للمدين المعسر".

ولا يقتصر التعثر المالي على الرجال، فقد كشف تقرير صادر عن شبكة مؤسسات التمويل الأصغر في الأردن أن 68% من المقترضين نساء، بينما نقلت جمعية تضامن النساء أرقاما عن وزارة العدل تبين وجود 62 ألف أردنية غارمة و23 ألف محكوم عليهنّ بأقل من ألف دينار.

وفي محاولة للتخفيف من عدد الغارمات أطلق الملك عبدالله الثاني مبادرة في عام 2017 أطلق عليها "أردن النخوة" لسد ديون الغارمات من خلال صندوق الزكاة ضمن مبالغ معينة، الا أن ذلك لم يحل المشكلة.

النائب موسى هنطش من أنصار إصدار عفو عام، يرى " ضرورة "منح فرصة من جديد للشباب خصوصا، نسعى ليكون العفو في هذا العام خصوصا مع تفاقم المشاكل المالية بين الناس، لا نريد شمول تاجر المخدرات والقتلة والاغتصاب، نريد فرصة لمن ارتكب مخالفة لمرة أولى، الجو مشحون بالأردن، هناك بطالة والشباب لا يجدون عملا، وهؤلاء يجب استيعابهم إذا ارتكبوا أخطاء".

تداعيات اجتماعية.. السجون مكتظة

ويحذر أستاذ علم الاجتماع، حسين الخزاعي، من "أضرار اجتماعية واقتصادية وأمنية على المجتمع في حال حبس المدين، ويقول لـ"عربي21": "بقاء المدين يعمل وينفق على أسرته ورفد المجتمع والسوق بدخل أفضل من سجنه دون فائدة".

ودعا الخزاعي إلى ما يسمى بـ"العدالة التصالحية بين أفراد المجتمع من خلال تراضي المدين مع صاحب الدين، وترك المجتمع لحل المشكلة لأن هناك آثارا نفسية وتفكك الأسر والتشرد في حال حبس المدين وإخلاء المستأجرين"، متسائلا: "هل لدينا مراكز إصلاح لاستيعابهم، إذ إن مراكز الإصلاح تحوي 6 آلاف نزيل زيادة عن العدد المقرر بـ 13 الف بنسبة إشغال 140%".

ويطالب الخزاعي بـ"تمديد أمر الدفاع رقم 28، مؤيدا العفو العام والخاص كون مكرري الجرائم 39% مقارنة مع من يدخل لأول مرة السجون نسبتهم 60%، مع استثناء جرائم ماسة بأمن الدولة، وتلك التي لا يوجد بها إسقاط الحق الشخصي لإعطاء النزلاء فرصة كي لا يرجعوا إلى السجون".

يبقى السؤال الذي لا يجد جوابا في أروقة الحكومة الأردنية هو عن كيفية خلق توازن بين المدين والدائن والتفريق بين المتعثر ومن لا يريد الدفع، مع الحفاظ على السلم المجتمعي في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع