زاد الاردن الاخباري -
بدأ العمل بالتوقيت الصيفي في الأردن هذا العام 2022، منذ فجر يوم الجمعة 25 شباط الجاري، وذلك بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة عند الساعة الـ12 منتصف الليل، وسيستمر العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام لما يقارب 8 شهور، حتى يعود العمل مجدداً الى التوقيت الشتوي، بتأخير عقارب الساعة 60 دقيقة اعتبارا من منتصف ليل الخميس 27 تشرين أول القادم، بحسب التعديل الذي أقرّه مجلس الوزراء.
الأردنيون استقبلوا القرار الحكومي بإنتقاد شديد غلب عليه طابع التهكم والسخرية في الإستعجال بالعمل بالتوقيت الصيفي، نظرا لأن الأجواء ما زالت شتوية ولا مبرر لإتخاذ هذا الإجراء قبل نهاية شهر آذار المقبل أي بعد فترة الإعتدال الربيعي، معتبرين أن لا حجة أو ذريعة مقنعة للإصرار على تقديم التوقيت الصيفي.
أحد المواطنين علق على القرار قائلا: "من عجائب الحالة الأردنية الساعة الان 7,10 صباحاً، وعمان ما زالت تغرق في الظلام، درجة الحرارة قطبية، والتوقيت صيفي"!
وقال آخر ممتعض من ذات القرار: "ياحكومة لازم حاولتوا تغيروا التلفونات تلقائيا حسب التوقيت الصيفي الجديد، لكن أبا التلفون أن يطيع إلا يدوي، يمكن نسيتوا إنه التوقيت مربوط عالميا مع حركة الطيران.. عجقتوا الكوكب".
وبدورها إنتقدت ناشطة على الفيسبوك القرار ونشرت: "حسب التوقيت الصيفي الجديد ستشرق الشمس الساعة 7:08 ص!، والاردن الدولة الوحيدة في العالم التي يتحول فيها التوقيت الى الصيفي في شهر فبراير حسب القرار الجديد.. مع التوقيت الجديد صيفنا بفرواتنا!!!".
وتهكم آخر عبر تويتر قائلا: "اكتشفـت إنـه المعنيين أذكـى بكثيـر مـن تلفوناتنـا الذكيـة المُرتبطة بخوارزميات الزمن الحقيقي، الساعة صارت ١ بـ "توقيت المعنيين"، لكن تلفوني الذكي متأخر ساعة كاملة عن التوقيت الجديد وموقف عند الـ ١٢.. شو فيه وسيلة نقدر نلحق بالعالم يلي سبقونا غير وسيلة السفر عبر الزمن؟".
الى ذلك، طالب عدد من النواب من خلال مذكرة الأسبوع الماضي الحكومة، بإعادة النظر في موعد بدء التوقيت الصيفي وضرورة إبقاء موعد التوقيت الصيفي حتى نهاية الشهر الحالي لعدم ملاءمة الموعد الحالي وصعوبة تطبيقه من قبل الموظفين وطلاب المدارس.
وبدورها ردت الحكومة على تلك المطالبات، بأنه لا عودة عن قرار تغيير التوقيت نهاية شباط الحالي.
وكانت وزارة التربية والتعليم، جددت التأكيد على تعديل دوام المدارس نظرا لتعديل التوقيت الصيفي، وقررت أن يكون دوام المدارس في الفترة الزمنية من 27 شباط الحالي وحتى 31 آذار المقبل بحيث تبدأ الحصة الأولى في المدارس ذات الفترة الواحدة في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا، أما المدارس ذات الفترتين؛ فتبدأ الحصة الأولى في الفترة الصباحية الساعة الثامنة والنصف صباحا، فيما تبدأ الحصة الأولى في الفترة الثانية، الساعة الواحدة والنصف ظهرا، على أن يكون زمن الحصة الصفية في الفترة المسائية 35 دقيقة.
وبحسب الخبير الفلكي عماد مجاهد، فإن الغاية من وراء تطبيق التوقيت الصيفي هو الاستفادة أكثر من ضوء النهار خلال ساعات العمل في فصلي الربيع والصيف، وبالتالي يقل إستهلاك الطاقة، وهذا التوقيت لا يُحقق ذات النتيجة في فصل الشتاء لأن عدد ساعات النهار بالأصل قصيرة للغاية، ما سينعكس تلقائيا على زيادة فاتورة الطاقة المنزلية على المواطن وعلى الحكومة ايضا.
وبين مجاهد وهو راصد فلكي في وادي رم "أم الدامي وزميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية، أن التوقيت الصيفي يهدف الى جعل وقت شروق الشمس خلال أشهر الربيع والصيف منطقياً، بحيث يصبح وقت شروق الشمس في أشهر الربيع والصيف "5:30 صباحا"، بينما لو لم يتم تطبيق التوقيت يُصبح وقت شروق الشمس في فصل الصيف عند الساعة "4:30 فجرا"، وهذا أيضا لا ينطبق على شهر شباط الحالي، إضافة الى أن جميع الدول العربية تعمل على تغيير التوقيت الصيفي في نهاية آذار أو مطلع نيسان وهو الموعد الأنسب لبدء إعتدال وقت الشروق والغروب للشمس.
وأوضح الخبير الفلكي، أن الخطر والصعوبة الأكبر تكمن في أن الناس ستقوم لصلاة الفجر في تمام الساعة 5:47 بينما سيكون وقت شروق الشمس 7:02 ما يعني أن الموظفين والطلاب سيتوجهون مباشرة لأعمالهم قبل شروق الشمس، وهنا يجب الإنتباه الى مسألة خروج الأطفال والنساء في هذا الوقت المبكر الذي يكون مظلما.