اذا كان المشهد يعرف من عناوينه فان عنوان المشهد الاوكراني اخذت تشكله آلة الحرب فى المعركة وذلك بعد فشل القنوات الدبلوماسية فى الوصول الى جملة تفاوضية تنهى ملف الازمة وتغير من اركان نظام الضوابط والموازين المتبع واذا كانت مناخات التضاد تشكل ميزان المعادلة القطبية فان الاتجاه العام ستشكله معركة عميقة ذات ابعاد ضمنية قد تطال خطوط التماس فى الشرق الاوسط كما فى اوروبا الاتحادية واذا كانت حالة الاشتباك نهايتها التفاوض فان طاولة المفاوضات ستشتمل كما يتوقع مراكز جيوسياسية اقليمية وهى عناوين الصورة التى يحذر من تبعات ابعاد تشكيلها .
فاذا كانت خطوط الاشتباك هى ذات الحدود الشرقية والغربية فى الشمال العالمي ومساحة التشابك تقوم من على ارضية مذهبية كما يعزوه البعض كما ودرجة تعمل وفق اطر سياسية فان الضدية الضمنية ستكون قائمة بين الاورثوكسية والكاثوليكية وخطوط التماس ستشكل اركانها من على مساحات الحالة القطبية والتى ينتظر ان تحد من تمدد الاتحاد الاوربي من جهة وتبخر امال اوروبا بالتحرر من الناتو ومن اقامة الجيش الاوروبي من جهة اخرى وكما ستعمل على تشكيل اسقاطات قطبية كما يتوقع فى كل نقاط التماس فى مسرح الاحداث العالمية وهى ما ستشكل عناوين التضاد القطبي بصورتة الجديدة القائمة على منهجية مغايرة عن تلك التى كان عليها الحال اثناء الحرب الباردة.
وكأن التاريخ يعيد نفسه على مسرح الاحداث وعناوين المشهد العالمي ستعاد للانتاج مرة اخرى بذات العناوين الضمنية التى كانت متذ فلاسفة الاغريق وعمقهم الروسي وحكماء روما بحاضنتهم الفرنجية (ألمانيا وفرنسا ) قبل ان يتشكل المذهب البروتستنتي بمرجعية التاج البريطاني بتضامن القساوسة سانت اندرو وسانت جورج وسانت باترك وهى الالوان التى تشكل الوان الصليب فى العلم البريطاني الثلاث برمزية دلالته وهى ايضا من يتشكل منها العلم الامريكي الذى يحمل العمق البروتستنتي بحواضنه العرقية والمذهبية.
ومن على مسرح اشتباك اوكرانيا ينتظر ان يعاد عبق التاريخ ومن على نتائج الحرب فى أوكرانيا سيعاد ترسم حدود النفوذ وتعميد مراكز القوى الاقليمية الجديدة كل هذا سيتكون فى حال اندلاع عمل عسكرى واسع وطال مساحات النفوذ السابقة لحلف وارسو واما فى حال حمل المشهد الصورة الاخرى التى تقف عند حدود انتسار عسكرى محدود فى اقليم دونباس فى ولاية لوكانتس ودونتس فان عناوين المشهد ستبقى قيد التشكيل وستبقى تنتظر لحظة سياسية اخرى تساعد لبناء جملة المتغير التى يبدوا ان القرار فيها فد اتخذ وان ميلادها وهو مسالة وقت .
والاردن الذى تقع حدوده على خطوط التماس فى الشرق الاوسط كما تقع اوكرانيا فى اوروبا من المحتمل ان يكون مستهدفا بشكل مباشر فى حال امتدت نقاط الاشتباك بين القطبين المتضادين.
فان الاردن ينتظر الدعم المقرون بعناية اقتصادية ورعاية اسنادات امنية معززة خاصة من واشنطن كما من بروكسل بما تمكنه من تحقيق حالة المنعة للمنطقة وتسعف موقفه فى احقاق درع واق للمنطقة وشعوبها وكما تعظم من دوره ومكانته بما يمكنه من مجابهة التحديات التى يواجهها على المستوى الاقليمي والايفاء بالالتزاماته تجاه الحالة المعيشية فان منعة الاردن باتت جزءا من امن واشنطن كما يصف ذلك بعض المتابعين وعلى العمق العربي مساعدة الاردن بصورة سريعة وعاجلة فان الاردن يشكل الدرع الصلبة وحجر الزاوية فى امن المنطقة واستقرارها وهذا ما يقره الجميع .