حسن محمد الزبن - كنت قد بدأت مقالا اعقاب الهجوم الروسي على اوكرانيا لكني لم أكمله بسبب عارض صحي، واليوم أكتب بمنحى آخر من حيث انتهى الحديث عبر اتصال من صديقي البرفسور فارس البياتي، وأخذ الاتصال جانبا من الحديث عن الأزمة الراهنة التي فجرها الهجوم الروسي، وأخذت أبعادها على المشهد الدولي برمته، وكان رأيي أنني ضد اضطهاد أي شعب، وتشريده وقهره، والموقف ذاته لأي دولة لها سيادة، وأوكرانيا ضحية موقعها وخيراتها وأطماع الأقطاب العالمية فيها، عدا عن استراتيجيتها الجغرافية، وما يحدث مع اوكرانيا سبق للروس أن مارسوه على فنلندا عام ١٩٣٩م، ولمن لا يقرأ التاريخ يعيد قراءته ، فالسناريو يتكرر للهيمنة والنفوذ والسعي لإعادة بناء أمجاد الماضي للاتحاد السوفييتي، وطبعا هذا يأخذنا للتذكير بالهيمنة الامريكية التي مارست قوتها ونفوذها وخلق الذرائع للدخول إلى العراق، والذي كان ضحية للقوة الناعمة في الغرب وتحديدا في امريكا، وكان ما شهدناه ونشهده من تدمير وقتل وخراب، وتفتيت للجبهات الداخلية، وانقسام طائفي وعشائري، ويحتاج الى ربع قرن إذا كنا متفائلين ليعود العراق الذي عرفناه، والمكان لا يتسع للتشعب والحديث عن مناطق أخرى في عالمنا العربي ، وفي مناطق أخرى من العالم.
لكن المغزى من الحديث أن الأقوياء يفرضون شروطهم، أو لنقل أوامرهم، فما يحدث على أرض أوكرانيا لن ينتهي بسرعة سيمتد أشهرا، وستظل المماحكات حاضرة في المشهد، وستفرض بالنهاية روسيا رغبتها بعدم انضمام اكرانيا لحلف الناتو، وهي بالإنضمام أو عدمه خاسرة ، وليس مهما من أي الطرفين تأتي خسارتها، وستخضع للتنازل عن المنطقتين دونيتسك ولوجانسك.
والمسألة ليس مع أو ضد، المسألة يجب أن نأخذها بالبعد الإنساني، بعيدا عن التحالفات، وعن مراكز القوة، وعن جانب المعتقد الديني، والله جل جلاله قال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) ، بمعنى لكل الناس ولكل البشر ، وليس للعرب وحدهم.
فانتصروا للإنسانية في داخلكم، سيكون العالم أما رأي عام عالمي جديد.