أمن الأردن في خطر
فايز شبيكات الدعجه
بصراحة طفح الكيل وانعطفنا منعطفا آخر خطير خرج عن الطريق الصحيح الموصل إلي الإصلاح واتخذنا فيما يبدو مسربا وعرا يكاد يقتادنا إلى التيه في شيطان التفاصيل وانعكاس الأولويات فدخلنا في مرحلة تمييع المطالب وعالم الاحتجاجات المحقة وغير المحقة المنبثقة عن حالة التغيير السياسي التي يشهدها العالم العربي اليوم فاكتظت الساحة بالمنظرين وتزاحمت التكتلات والجماعات ونبتت السنة وتمادت على أركان النظام .
اغلب الإشاعات ملفقة أو مضخمة ومبالغ فيها وجرى تشويه الحقائق عن سبق الإصرار والتعمد أما قضايا الفساد المالي والإداري الكبرى فباتت واضحة وأسلوب التلكؤ في التعامل معها والتقصير واضح أيضا لكن هذا لا يعني تجاوز الحدود الطبيعية في التعبير التي طالت الشؤون الفردية الدقيقة للقرارات الإدارية اليومية العادية في مستوياتها التنظيمية الدنيا من النقل والإحالة والتعيين وربما الإجازات والجزاءات والزيادات السنوية للموظفين والعمال .
النسبة الأكبر من المطالب نفيسة ومتصلة بالنقد في ظل ضائقة اقتصادية تعم العالم بلا استثناء ونحن نحمل الخزينة ما لا طاقة لها به مع علمنا (بالبير وغطاه) والنفقات محسوبة بدقة ولا تلبي في الفترة الحالية ما تتطلبه الهجمة المالية من إنفاق والاستمرار بمحاصرة الحكومة لا يفيد لان فاقد الشيء لا يعطيه .
اتضحت معالم أركان الإصلاح الأساسية بتشعباتها المختلفة لكن يستحيل تحقيقها بين عشية وضحاها ويجب أن تأخذ وقتها دون تسرع او إطالة وإبطاء فليس بمقدور أي حكومة في العالم ناهيك عن حكومة البخيت ولا من كان قبلها أو سيأتي بعدها يمكن أن تحقق على عجل عموم المطالب وتحل كل المشكلات .
المعضلة ليست في الطبيعة الثانوية لغالبية المطالب المتناسلة وإنما في مظاهر الإلحاح على تحقيقها الفوري تحت طائلة التهديد بتنظيم المسيرات والاستغلال البشع لموجة الاعتصامات والاستقالات أو اللجوء لاستخدام بعض أشكال التصعيد الإعلامي الرديء.والتمادي بترسيخ مفاهيم الثورة والتمرد والحض على الصدام و التطرف التي تلبي طموحات من يقف خلف تفجيرات عمان والعقبة والموقف الصهيوني الذي يعبر عنه النائب ارييه اداد ومن هم في حكمهم أمثال اللبناني جهاد الخازن والكويتي فؤاد ألهاشم .
رغم هذا يلوح في الأفق ما يبعث على الاطمئنان ويبدو أننا توقفنا وبدأنا ندرك مخاطر إتباع خطوات من في قلبه مرض وحاول أن يخلط حابلنا بنابلنا والإمساك بزمام مصيرنا وفصلنا عن مؤسستنا الرسمية وطلائها بالسواد ويدفع باتجاه التعامل معها كمؤسسة عدو تحت عنوان التغيير والإصلاح وإقناعنا بان الفساد حالة أردنية منفردة بخلاف كل الدول والمجتمعات ويمحو من أذهاننا حقيقة أن الفساد والظلم صفة ملازمة للمجتمعات تجتاحها بدرجات متفاوتة لارتباطها بالنفس البشرية الأمارة بالسوء.
الأخطر من هذا وذاك أننا كدنا لولا النباهة الوطنية أن نقع في فخ إنكار المؤامرة والغلو برفض فكرة وجود الأعداء واعتبارها وسيلة دفاع حكومية مثبطة وتجاهل ما يحاق بنا من مخاطر خارجية وداخلية وأصبحنا ندرك أهداف تصعيد الاحتجاجات والمسيرات ونعي دهاء مخطط الاعتلال العدواني المتصل الذي طالما استهدف امن الأردن مرارا وتكرارا ويحاول جاهدا الآن جر البلاد للتوغل بالفوضى والعنف وإراقة الدماء وشهدنا في الأيام الماضية حركة نشطة للأردنيين الأصحاء في كل الاتجاهات آخرها تجمع بني عباد المبارك يوم أمس تهدف لزيادة الحذر والوعي لدى كافة أطياف المجتمع ومكوناته من خلال جهود توعوية مكثفة تدعو للوسطية والاعتدال ستقينا شر البلاء والغلاء وشماتة الأعداء بإذن الله.fayz.shbikat@yahoo.com