زاد الاردن الاخباري -
كشف الأطباء في دراسة حديثة أن الموت الليلي المفاجئ نادرٌ نسبيًا، ولكن ما أسبابه؟ وما عوامل الخطر؟.
و في هذا السياق، فقد قالت لكاتبة أليكس جانين: "إن وفاة الكوميدي بوب ساغيت عن سن يناهز 65 عامًا أثارت الجدل حول احتمالات ومخاطر الموت المفاجئ أثناء النوم بعد أن عُثر عليه ميتًا في غرفة أحد الفنادق، دون الإعلان عن سبب الوفاة، حيث يقول الأطباء إن الموت أثناء النوم يمثّل مصدر قلق دائم لدى المرضى، لا سيما لأولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب"، وفق (الجزيرة نت).
و أكدت رينا ميهرا، وهي طبيبة ومديرة أبحاث اضطرابات النوم في مركز كليفلاند كلينك، "يأتينا المرضى وهم يشعرون بالفزع من فكرة احتمال الموت أثناء النوم".
و يوضّح الأطباء أن الموت الليلي المفاجئ غير شائع نسبيًا، ويمكن أن يحدث نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل تشمل السكتة الدماغية والنوبات والجرعات الزائدة من المسكنات وفي معظم الأحيان السكتات القلبية المفاجئة.
وتُعد السكتة القلبية المفاجئة مسؤولة عن 90% من الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة التي تحدث ليلًا، حسب ما يؤكّده المدير الطبي لمركز سيدار سيناي لأبحاث القلب سوميت تشوغ.
و يزيد احتمال التعرض لخطر السكتة القلبية المفاجئة أثناء النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية معروفة مثل مرض الشريان التاجي، وأمراض الرئة مثل داء الانسداد الرئوي المزمن، وانقطاع النفس الانسدادي النومي.
و يخشى الأطباء تأجيل بعض المرضى مواعيدهم الطبية بسبب الوباء والانتشار السريع لمتحوّر أوميكرون في الآونة الأخيرة، ومن المحتمل أنهم يعانون من حالات صحية غير مشخصة.
وحسب آتييف ميهروترا، أستاذ سياسة الرعاية الصحية والطب في كلية الطب في جامعة هارفارد، فإنه عندما ترتفع الحالات تنخفض الزيارات الشخصية وتزداد استشارات العلاج عن بعد، مشيرا إلى أن الناس يميلون قليلا لتأجيل الزيارة إلى وقت لاحق أو يقررون أنها ليست ضرورية أساسًا.
أمراض القلب والرئة والموت المفاجئ
و نبّه الدكتور تشوغ إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب والرئة والذين يتعاطون الأدوية التي تؤثر على الدماغ، مثل المسكنات ومضادات الاكتئاب أو الأدوية المسكنة للألم، يكونون أكثر عرضة لخطر الموت أثناء النوم.
و أضاف تشوغ، الذي درس حالة الموت القلبي المفاجئ لمدة 25 عامًا، "إنها ضربة قاتلة ثلاثية"، ويوصي بأن يتحدث الأشخاص الذين يندرجون ضمن هذه الفئة مع أطبائهم للحد من خطرها.
و يؤدي انقطاع النفس الانسدادي النومي، أحد أكثر أشكال انقطاع النفس شيوعًا، إلى توقف الأشخاص عن التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، وهي مشكلة يعاني منها تقريبًا مليار شخص حول العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عامًا.
ويقدر الباحثون أن 80% إلى 90% من البالغين في الولايات المتحدة الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم لا يزالون دون تشخيص، وذلك وفق ما تؤكده الدكتورة ميهرا من مركز كليفلاند.
و أشارت العديد من الدراسات إلى أن خطر الوفاة المفاجئة لدى الشخص الذي يعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي يكون أعلى في فترة منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحًا، حيث قالت ميهرا إنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي أن يتوقفوا عن التنفس بمعدل 30 إلى 60 مرة في الساعة بينما يستغرقون في النوم.
نقص الأكسجين يؤدي إلى رفع معدل ضربات القلب
وحسب تشوغ، فإن نقص الأكسجين يؤدي إلى رفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يزيد من خطر حدوث السكتة القلبية المفاجئة، التي تكون نسبة الموت فيها حوالي 90%.
و أكد الدكتور جاك فلاير، وهو طبيب قلب مقيم في واشنطن، أن الجسم أثناء النوم يكون أقل قدرة على الاستجابة لأعراض مثل الاختناق بسبب السوائل التي تفرزها الرئتان أو التغيّرات الخطيرة في معدل ضربات القلب.
ووفقاً لدراسة نُشرت في عام 2018 في مجلة رابطة القلب الأميركية، تشكّل الوفيات القلبية المفاجئة نسبة تتراوح ما بين 15% و20% من جميع الوفيات على مستوى العالم، وربما يكون وباء كورونا قد غيّر تلك النسبة في السنوات الأخيرة وحسب بحث تشوغ عن دراسة أوريغون للموت المفاجئ غير المتوقع، فإن التقديرات تشير إلى أن ما يقارب 22% من الوفيات القلبية المفاجئة تحدث أثناء الليل.
و قال الأطباء: "إن أفضل طريقة للحد من المخاطر هي تحمل مسؤولية صحتك، أي أن تطلع على التاريخ الطبي لأسرتك، وتطرح الأسئلة على طبيبك أثناء الفحص الصحي العام، وتُسلّح نفسك بمعلومات عن جسمك، ويشير تشوغ إلى أن خطر الموت الليلي المفاجئ ينخفض نسبيًا إذا لم تكن تعاني من أمراض القلب أو الرئة أو انقطاع النفس النومي أو تتعاطى أدوية تؤثر على الدماغ، والحفاظ على نمط حياة صحي -بما في ذلك تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام والنوم لساعات كافية- يمكن أن يساعد في الحد من هذه المخاطر".
و أكد مهيرا أن النوم الكافي مهم أيضًا، وأن النوم لأقل من 7 إلى 8 ساعات في الليل يمكن أن يزيد من المخاطر المتعلقة بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
و أشار فلاير إلى أنه لا يوجد ما يدعو للقلق بالنسبة للمرضى في العشرينيات والثلاثينسات من العمر ما لم يكن لديهم تاريخ من حالات الموت المفاجئ في عائلاتهم، في حين يزيد الخطر مع التقدم في العمر.