زاد الاردن الاخباري -
تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ، اليوم السبت، معلومات مهمة عن عسر الهضم الوظيفي، الحالة الشائعة التي تظهر وتختفي لأسباب غير واضحة طبيا.
وتوضح نشرة المعهد أعراض هذه الحالة، وأنوعها، وبعض الأسباب المحتملة لها، ومتى يكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة بها، إضافة إلى طرق التشخيص، وإجراءات علاجها.
هي حالة شائعة تحدث في أي مرحلة عمرية، يشكو فيها الشخص من اضطراب، أو ألم، أو شعور بعدم الارتياح في المعدة، أو الجزء العلوي من البطن، ويصاحبها بعض الأعراض مثل شعور بالتخمة والامتلاء قبل الانتهاء من الوجبة.
الأعراض:
أعراض عسر الهضم متقطعة: فهي تأتي وتختفي بدون أسباب واضحة، وحيث أن عسر الهضم الوظيفي مزمن فقد يختفي لفترة ثم يعود لأسباب غير معروفة.
ليتم تشخيص عسر الهضم الوظيفي، يجب أن يشكو المصاب من الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبشكل مستمر لمدة ستة أشهر على الأقل. سيكون لديك أيضًا أكثر من عارض من الأعراض التالية:
- الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن تحت القفص الصدري. تتواجد في هذه المنطقة المعدة والأمعاء الدقيقة والبنكرياس والكبد.
- الشعور بالانتفاخ، حيث يكون هناك شعور بضغط مزعج أو امتلاء في البطن، خاصة بعد الأكل.
- الشبع المبكر أو فقدان الشهية والشعور "بالامتلاء" بسرعة كبيرة بعد الأكل أو أثناءه.
- ارتجاع حمض المعدة: يخرج حمض المعدة من معدتك عبر المريء، مما يؤدي إلى إحساس بالحرقان وطعم لاذع في الفم.
- استفراغ وغثيان. في الحالات الشديدة، قد يتطور الشعور بالامتلاء وفقدان الشهية إلى غثيان أو قيء فعلي.
هل توجد أنواع مختلفة من عسر الهضم الوظيفي؟
يصنف بعض المتخصصين في الرعاية الصحية أعراض عسر الهضم الوظيفي إلى فئتين:
- متلازمة الألم في أعلى البطن (Epigastric pain syndrome): والتي تشير إلى الأعراض المصاحبة لألم وحرق أعلى البطن.
- متلازمة ضيق ما بعد الأكل (Postprandial distress syndrome): والتي تشير فقط إلى تلك الأعراض التي تحدث بعد تناول الطعام، مثل الشبع المبكر والانتفاخ والغثيان.
لا تندرج الأعراض لدى الجميع بدقة في هاتين الفئتين، ولكن عندما يحدث ذلك، فإنه يساعد المتخصصين في الرعاية الصحية على التركيز على علاج هذه الأعراض كمجموعة.
ما الذي يسبب عسر الهضم الوظيفي؟
لا يمتلك الأطباء إجابات واضحة عن أسباب عسر الهضم الوظيفي، ولكن لديهم بعض الاقتراحات. بعضها يشمل:
- ضعف المعدة/ تفريغها: عادة، من المفترض أن تسترخي المعدة وتتوسع لاستيعاب الطعام، ولكن في بعض الأشخاص، قد تتعطل هذه الوظيفة، مما يؤدي إلى شعور دائم بالامتلاء. قد تتعطل أيضًا الإشارات التي تخبر المعدة بإفراغ الطعام في الأمعاء الدقيقة. يمكن أن يتسبب ذلك في ارتجاع الطعام، وتراكم الغازات، وتكاثر البكتيريا كثيرًا أثناء بقاء الطعام لفترة طويلة في المعدة.
- حساسية الطعام: إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه الطعام، فقد ينتج عن ذلك استجابة التهابية في الأمعاء. بعض الأشخاص الذين يعانون من ذلك لديهم عدد أكبر من خلايا الدم البيضاء، مما يشير إلى تنشيط الجهاز المناعي للأمعاء. قد تفسر الاستجابة التحسسية أعراض الغثيان والغازات. يمكن أن يكون الالتهاب هو سبب الانتفاخ والألم.
- جرثومة المعدة: يمكن أن تسبب هذه العدوى البكتيرية الشائعة التهابًا مزمنًا في المعدة لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى تآكل الغشاء المخاطي الذي يحمي المعدة من حمض المعدة. يمكن أن يكون لعدوى (H-pylori) مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية.
- فرط الحساسية الحشوية (Visceral hypersensitivity)/ العوامل النفسية: بعض الأجهزة العصبية لدى بعض الناس شديدة الحساسية. قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص استجابة جسدية أكثر شدة للتوتر والعوامل العاطفية، مثل شد أعضاء الجهاز الهضمي. قد يعاني بعض هؤلاء الأشخاص أيضًا من فرط الحساسية الحشوية، مما يعني أن التمدد المنتظم وانقباض أعضاء الجهاز الهضمي يكون مفرطًا أو مزعجًا لهم.
ما عوامل الخطر التي تسهم في عسر الهضم الوظيفي؟
قد تكون أكثر عرضة للإصابة بعسر الهضم الوظيفي إذا كنت:
- لديك تاريخ من القلق أو الاكتئاب.
- لديك تاريخ من سوء المعاملة.
- لديك تاريخ من الإصابة بعدوى (H-Pylori).
- استخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- تدخين أو استخدام منتجات التبغ.
كما يزيد ظهور عسر الهضم الوظيفي عند النساء والفتيات
كيف يتم تشخيص عسر الهضم الوظيفي؟
يتم تشخيص عسر الهضم الوظيفي من خلال السيرة المرضية والفحص السريري، وقد تشمل الاختبارات للتشخيص:
- اختبارات الدم للتحقق من العدوى والأمراض الشائعة التي قد تفسر أعراضك.
- التنظير العلوي.
- فحوصات جرثومة (H-pylori).
- دراسات تفريغ المعدة لمعرفة مدى سرعة تفريغ المعدة في الأمعاء الدقيقة.
إذا لم يكن هناك دليل على وجود مرض بيولوجي أو كيميائي حيوي، واستمرت الأعراض لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، فسيتم تشخيص حالتك على أنها عسر هضم وظيفي.
كيف تعالج عسر الهضم الوظيفي؟
إذا أثبتت إصابتك بعدوى بكتيرية، فسيتم علاجك بالمضادات الحيوية للعدوى أولاً. ولكن إذا استمر عسر الهضم الوظيفي، ولم يتم العثور على سبب مباشر آخر، فإن خيارات العلاج المتبقية تركز على إدارة الأعراض. قد يشمل الدواء:
- تقليل الأحماض: غالبًا ما يبدأ الطبيب بوصف دورة علاجية قصيرة الأمد للتخفيف من حمض المعدة. سيعطي هذا بطانة المعدة فرصة للراحة وإصلاح وتقليل أعراض ارتداد الحمض. تشمل الأدوية الموصوفة الشائعة مثبطات مضخة البروتون (Proton pump inhibiters) وحاصرات مستقبلات (H2-blockers). عادة ما يتم وصف هذه الأدوية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر ثم إعادة تقييمها.
- العوامل المحفزة لحركة الأمعاء (Prokinetic agents): إذا كان هناك شيء ما يبطئ أو يضعف حركة المعدة، فيمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحفيز المعدة على إفراغ الطعام في الأمعاء الدقيقة بشكل أسرع، كما أنها تقلل من الميل إلى ارتجاع الطعام أو السوائل مرة أخرى عبر المريء.
- مضادات الاكتئاب منخفضة الجرعات: يستفيد بعض الأشخاص الذين يبدو أن أعراضهم مرتبطة بالجهاز العصبي من فئة من الأدوية تعرف باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressants)). قد تساعد هذه الأدوية، التي تُعطى بجرعات أقل بكثير مما تُعطى لعلاج الاكتئاب، في السيطرة على الإحساس بالألم وعدم الراحة وكذلك المحفزات النفسية. يساعد البعض أيضًا المعدة على الاسترخاء أثناء الهضم، مما يسمح لها بالتوسع أكثر لاستيعاب الطعام.
كما يشمل العلاج الممارسات التالية:
- التقليل من الكافيين مثل: القهوة، والشاي.
- التقليل من الوزن إذا كنت تعاني السمنة.
- تجنب الأكل قبل النوم بـ 3 -4 ساعات.
- التقليل من التوابل الحارة والأكل الذي يحتوي على دهون.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الرياضة بعد الأكل مباشرة.
- تناول وجبات صغيرة ومضغ الطعام جيدًا.
- التقليل من التوتر، من خلال الاسترخاء، وتقنيات تقليل التوتر.
- شرب السوائل بعد الوجبات.