زاد الاردن الاخباري -
كشفت وزارة الدفاع الروسية، حصيلة إنجازاتها العسكرية، السبت، في عاشر يوم من الهجوم العسكري الذي تشنه على جارتها أوكرانيا.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن القوات الروسية شنت هجوما واسع النطاق في أوكرانيا، استولت خلاله على عدة بلدات وقرى.
وأضافت أنه تم "إسقاط 4 طائرات مقاتلة أوكرانية من طراز سو-27، في معركة جوية قرب زيتومير، على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة كييف".
من جانبها، قالت وكالة "تاس" للأنباء، إن القوات الروسية "دمرت 69 طائرة على الأرض و21 طائرة في الجو، منذ بدء حرب روسيا مع أوكرانيا في 24 فبراير الماضي".
والسبت أيضا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، سيطرة قواتها على قاعدة بالقرب من قرية رادينسك في مقاطعة خيرسون، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية، إن "الجيش الأوكراني ترك معداته ومواقعه على عجل"، لافتة إلى أنه من بين المعدات، دبابات من طراز "تي 64" و"تي -80 "، وناقلات جنود ومدرعات.
أميركا: نستعدّ لسقوط العاصمة كييف
ومع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يومها الحادي عشر، ومع اقتراب القوات الروسية من اقتحام كييف، أفاد مسوؤل أميركي السبت، بأن بلاده وحلفاؤها يستعدون لدعم معركة طويلة في العاصمة الأوكرانية حال سقوطها.
وأضاف أن حلفاء أوكرانيا يخططون لتوجيه عمليات حرب شوارع ضد روسيا في كييف، مؤكداً أنهم يزودونها بأسلحة ومعدات تصلح لهذا النوع من الحروب.
كما تابع أن الأسلحة التي قدمتها أميركا لأوكرانيا ستكون حاسمة في مرحلة حرب الشوارع، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ولفت أيضاً إلى أن سيطرة روسيا المحتملة على كييف استنفرت البنتاغون والوكالات الأميركية، مشيراً إلى أن الغرب يستعد لـ "حكومة أوكرانية في المنفى".
كذلك أوضح أن بولندا قد تكون مقر الحكومة الأوكرانية المؤقتة إذا سقطت كييف.
وأعلن أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يستعدون لمرحلة ما بعد سقوط العاصمة الأوكرانية، وسط التطورات الميدانية الأخيرة، ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الآن الانتقال إلى مدينة لفيف غرب البلاد.
موسكو تحاصر العاصمة
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني، صباح السبت، إن روسيا تعمل على حصار العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة خاركيف شرقي البلاد.
وذكر في بيان، إن هجوم موسكو دخل يومه العاشر بدعم جوي واستخدام أسلحة روسية عالية الدقة، فيما استمرت القوات الروسية بمحاولة الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي لوهانسك ودونيتسك، من أجل إنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وحتى المناطق الانفصالية.
ووفقا للتقرير، فإن عمليات الدفاع في العاصمة كييف مستمرة في صد الهجوم الروسي.
كذلك تابع أن موسكو واصلت أيضاً التعرف على نقاط الضعف في الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية جنوبي البلاد، في حين من غير الممكن التحقق من المعلومات المتعلقة بالقتال بشكل مستقل.
جولة مفاوضات ثالثة
وكانت كييف قد أعلنت السبت، أن جولة محادثات ثالثة بين روسيا وأوكرانيا ستعقد الاثنين القادم، بهدف وقف الأعمال القتالية، بعدما لم تفض الجولتان السابقتان اللتان عقدتا عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية والأوكرانية-المجرية إلى وقف المعارك.
يشار إلى أن القوات الروسية كانت أطلقت في 24 فبراير الفائت عملية عسكرية على الأراضي الأوكرانية، بعد أيام قليلة من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني ما استتبع استنفاراً دولياً، وحزمة واسعة من العقوبات ضد موسكو.
وقبل أشهر عدة شهدت الحدود الروسية، استنفاراً عسكرياً وحشوداً عسكرية، وسط توتر غير مسبوق مع الغرب، على خلفية رفض الروس توسع حلف شمالي الأطلسي في الشرق الأوروبي، أو ضم كييف إليه، لا سيما أن بين موسكو والعاصمة الأوكرانية توترات تمتد إلى سنوات خلت، لا سيما عام 2014 عندما سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم.
تصعيد متزايد بين بريطانيا وروسيا
أزمة أوكرانيا ألقت بظلالها بقوة على العلاقات البريطانية الروسية، حيث تشهد تصعيدا متزايدا مع مرور كل يوم من أيام العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولعل أحدث تصعيد بين روسيا وبريطانيا ما يتعلق باتهام بريطانيا لروسيا باستغلال وقف إطلاق النار في ماريوبول لإعادة تنظيم قواتها.
وقالت بريطانيا، اليوم السبت، إن وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا في مدينة ماريوبول الأوكرانية كان على الأرجح محاولة لتشتيت الإدانات الدولية في حين تتيح لنفسها إعادة تنظيم قواتها لشن هجوم مجدد.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه من "المرجح أن روسيا تسعى من خلال اتهامها لأوكرانيا بانتهاك الهدنة إلى إلقاء المسؤولية على عاتقها عن الضحايا المدنيين في المدينة الآن وفي المستقبل"، وفقا لرويترز.
وفي وقت سابق قالت روسيا إنها فتحت ممرات إنسانية بالقرب من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اللتين تطوقهما القوات الروسية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت "القوميين" الأوكرانيين بمنع المدنيين من الخروج من المدينتين.
لكن مجلس المدينة في ماريوبول قال إن روسيا لا تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار اللازم لتوفير الممرات الآمنة، وإنه بالتالي طلب من السكان العودة إلى المخابئ وانتظار المعلومات الجديدة بشأن الإجلاء.
رسائل شديدة اللهجة من موسكو
وسبق ذلك، أن موسكو أرسلت رسالة شديدة اللهجة إلى لندن، أكدت فيها روسيا أنها لن تنسى لبريطانيا دورها وتعاونها مع القوميين في أوكرانيا ومع النظام في كييف.
كما شددت موسكو على أنها لن تنسى للندن دورها في عمليات التسليح لكييف بأسلحة تستخدم ضد القوات والجنود الروس.
وتوعدت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت باتخاذ إجراءات صارمة، لكن متناسبة، ضد المصالح البريطانية في روسيا، ردا على ما وصفته "بهيستيريا العقوبات" في لندن أثناء الصراع في أوكرانيا.
وقالت الوزارة إن بريطانيا "اختارت بوضوح السير نحو مواجهة مفتوحة مع روسيا"، الأمر الذي لم يترك لموسكو أي خيار سوى الرد باتخاذ إجراءات غير محددة حتى الآن "ستقوض بلا شك المصالح البريطانية في روسيا".
بريطانيا وبوتين
وأمس الجمعة، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب بالنار بمهاجمة محطة للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، وطالبه بوقف استهداف مثل هذه المواقع.
وقال والاس في مؤتمر صحفي خلال زيارة لكوبنهاغن "نطالب الرئيس الروسي بأقوى العبارات الممكنة بالكف تماما عن مهاجمة مثل تلك المواقع.. إنه شديدة الخطورة.
"لا تمثل خطورة على أوكرانيا وروسيا فحسب، إنما هي خطورة على أوروبا، وهي لعب بالنار يتجاوز حقا كل ما له علاقة بالمنطق أو الضرورة".
وذكرت أوكرانيا إن قوات روسية سيطرت على محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا، بعد مهاجمتها في الساعات الأولى من صباح الجمعة، مما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة تدريب مجاورة مكونة من 5 طوابق.
وأول أمس الخميس، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بريطانيا، في مقابلة مع التلفزيون الروسي الحكومي، ببناء قواعد عسكرية في أوكرانيا.