أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء باردة وغائمة جزئياً سموتريتش يدعو مجددا لتهجير سكان غزة .. "لدينا فرصة مع ترامب" ما حقيقة وفاة عسكري ظهر محتفلاً قبل أيام بمناسبة تخرجه؟ مصابون بقصف لحزب الله على "نهاريا" .. والاحتلال يستنفر خشية هجوم صاروخي واسع (شاهد) ضبط اعتداءات لسحب مياه النبع وبيعها في وادي السير سوريا: قصف إسرائيلي يستهدف عدّة جسور في منطقة القصير بريف حمص الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت خطوات التسجيل الأولي للحج إلكترونياً - فيديو فيديو - قوات الاحتلال تداهم منازل ومحلات في قلقيلية الأمن: لا حدثاً أمنيًا في إربد فقط تعطل بطارية سيارة كهربائية مسؤول رفيع بالناتو يدعو للاستعداد للحرب .. ويتحدث عن ضربة استباقية لروسيا خبير اقتصادي: حرب غزة خفضت الايرادات الضريبية مليار دينار خلال 2024 الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن الصفدي :الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستعد لإرسال المزيد حال فتح المعابر بحكم قضائي .. الخطيب ينتصر مجدداً على مرتضى منصور اليونيفيل: الاعتداء على الجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701 عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول "الشبح" الروسي 17 مفقودا في مصر بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر
الغرب وعقدة التفوق.. جريمة مشتركة!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الغرب وعقدة التفوق .. جريمة مشتركة!

الغرب وعقدة التفوق .. جريمة مشتركة!

06-03-2022 07:34 AM

مكرم أحمد الطراونة - ما يزال العالم العربي يعيش في “يوتوبيا” غريبة، فهو لا يتورع عن “ممارسة الاستغراب” حيال سلوك الغرب في القضايا المختلفة، ويستغرب أكثر من ممارسته العنصرية الواضحة تجاه تلك القضايا، خصوصا ما تبدى بسفور من عنصرية تجاه اللاجئين من الشرق الأوسط ودول أفريقيا ممن ذهبوا إلى أوروبا بحثا عن الأمان جراء حروب أنهكت دولهم بفعل ماكينة الغرب ومؤامراته، وأسلحته، وفكره الاستعماري!
لم نكن بحاجة إلى حرب روسية أوكرانية لكي نتعرف إلى النظرة الفوقية التي تتعامل بها دول أوروبية وشعوبها مع العرب والمسلمين وغيرهم، فطالما كنا بالنسبة لهم شعوبا رجعية متطرفة، فلماذا نسارع في التعبير عن سخطنا مع فتح أوروبا حدودها للاجئين الأوكرانيين، والتسابق نحو استرجاع مقاطع فيديو مؤلمة تظهر مئات الألوف من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفارقة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء على الحدود، وكأنهم بلا قيمة؟
النفاق الإنساني والفوقية والعنصرية، لم تستحضره الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فحسب، فالأمر ليس مفاجئا بل له امتدادات تاريخية طويلة، بدأها المفكرون الغربيون بالتمييز بين العقل الغربي وسواه، ما أوجد ما يمثل “معادلا موضوعيا” بالنسبة إليهم تأسست على إثره نظرية التفوق. الغرب وماكينته الإعلامية ونخبه ظلوا على الدوام عنوانا للتمييز الديني والعرقي، فرفعوا كل ما يشبههم، وخفضوا ما سواه، حتى كان في بعض العصور يصل إلى ما دون قيمة الإنسان، أو هو مساو للبهائم. هذا هو الغرب “الإنساني” في أوضح صوره.
في المقابل، هل يتوجب علينا لوم الغرب أو السخط عليه جراء هذه السياسات التي أصبحت ميزانا للتعامل معنا؟ بالتأكيد لا، فكل ما يحدث لنا وللشعوب التي تشبهنا هي صنيعة أنفسنا وعمل أيدينا، وقد ساهمنا في التأسيس لها عبر عقود من التبعية السياسية والاقتصادية والفكرية، ما أفرز نهج السادة والعبيد، حتى وصلنا إلى ما يشبه “العقيدة” باستحالة وجود العبد من غير وجود سيده.
خلال عقود من العبودية وما جلبته لهم من منافع، وما جلبته لنا من مخازٍ، كان من الطبيعي أن يستشعر هؤلاء بالفوقية والتفوق والأحقية في الحياة والوجود، أما بقية الشعوب فهي مستهلكة وعالة على العالم الأول الذي يتصدى لمهمة التأسيس للحضارة والعلم والازدهار والتطور والنهضة والديمقراطية المزعومة.
لماذا نغضب من الغرب عندما نراه يتعامل بازدواجية وعنصرية على الحدود الأوكرانية، فترفض دول استقبال لاجئين من هذه الدولة وتسمح لآخرين بالدخول، تحت عنوان أن لا دخول إلا لذوي الملامح البيضاء والشعر الأشقر والعيون الزرقاء، والبقية مكانهم الحدود مع البرد والجوع القاتل، وأسلحة الدمار تحيطهم من كل حدب وصوب.
يجب ألا نعتب على الغرب، فالجار أولى برعاية جاره، ولو أن دولا عربية وإسلامية فتحت أبوابها لملايين اللاجئين من بلاد أنهكتها الحروب، لما اضطر هؤلاء لركوب البحار والمجازفة بالروح من أجل طرق أبواب الغرب. لقد ساهمنا في قتل أبناء العروبة، وصادرنا كبرياءهم وكرامتهم عندما أغلقنا أمامهم حدودنا، وكأنه لا تربطنا بهم أي علاقة، كما تغاضينا عن أرواح كثيرة خسرناها في رحلات اللجوء والبحث عن ملجأ!
لكن، هل كان تجذّر العنصرية هو السقطة الوحيدة في مفهوم علاقة الغرب مع غيره؟ بالطبع لا، فقط سقط أيضا الإعلام الغربي خلال تغطيته للحرب الروسية الأوكرانية، فأثبت أنه “مسيّس” وموجه، وأن مقولات النزاهة والحيادية والحقيقة ما هي إلا “كلاشيهات” للاستهلاك، وأنه يلعب دور التعبئة على جميع المستويات، حيث سمح لعشرات السياسيين والمتعجرفين الإساءة لباقي الشعوب عندما أعطاهم مساحة واسعة للتعبير عن فوقيتهم بأقبح الصور والعبارات.
من حق اللاجئين الأوكرانيين أن يحصلوا على معاملة إنسانية، وفرصة حياة فضلى بعد تعرض بلادهم للخراب، فهؤلاء بشر، وفي معظمهم لا علاقة لهم بالسياسة والحروب، وأمنياتهم العيش في سلام، كذلك تأمل شعوب دول عربية وإسلامية لم يتردد الغرب عن تدمير بلادهم وتمزيقها. إنهم يأملون أن يتم الانتباه إليهم، وترقيتهم في التعامل لمستوى البشر!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع