أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت … طقس بارد إلى معتدل المعارضة السورية تدخل وسط حلب وتسيطر على قلعة المدينة والجامع الأموي (شاهد) الرواشدة يكتب: حزب التفاهة يرحب بكم الاحتلال يلمح إلى احتمال انتهاء العمليات في جباليا ويعترف بمقتل 30 جنديا الأردن ينظم الجولة الثانية من بطولة كأس العالم لرالي الباها صحة غزة: أسلحة إسرائيلية تبخر الأجساد في شمال القطاع خبير متخصص يسأل: أين قرار تجميد ضريبة الكاز الذي أوعز به جلالة الملك؟ الفايز: الأردن دولة محورية في الإقليم والمنطقة وآمنة ومستقرة رغم الفوضى والصراعات من حولها إسرائيل تحظر عودة نازحين ولبنان يندد بخرق الاتفاق حكاية ابتزاز إلكتروني تنتهي بالسجن في الأردن هآرتس تشنّ هجوما عنيفا على نتنياهو: القتل ليس انجازا، والاسرائيليون منبوذون في العالم المعارضة تسيطر على أحياء بحلب .. وانسحابات متلاحقة لقوات النظام (شاهد) خبر مهم لسكان هذه المناطق في عمان - اسماء مدعي الجنائية الدولية يطلب رفض الاستئناف الإسرائيلي شمال غزة: 70 شهيداً في مجزرتين ارتكبها الاحتلال ابو عمارة: سوء التخطيط وراء نتائج الفيصلي الشاب الأردني الذي طلب الرخصة من الملكة يرسب مرة أخرى والا: "جنون العظمة" يقود نتنياهو لإعادة الاستيطان في غزة استهداف قوات إسرائيلية بالخليل وبيت لحم والاحتلال يقتحم بلدات بالضفة بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الشباب الذي لا يريده المجتمع ولا تريده المرأة...

الشباب الذي لا يريده المجتمع ولا تريده المرأة تحديداً؟!

27-06-2011 11:59 PM

كي لا تُحمل مقالتي هذه تجنِّياً على الرَّجل أو بُغضاً منه, للجنس الذكوري لدينا شخصيّاً, "قيمـة عليــا" !!!. ونحن لا نلجأ للتعميم أولاً, ولا يحق لنا ذلك, لأنه الظلم بعينه. بل هناك العديد من الشبّان, هم كالشعلة لم تنطفئ ولم تَخْبُ بعد، وكالكوكب الدرِّيِّ يشعُّ النور من حوله, ويا الله كم يعجز لساني و تتقزم كلماتي, أمام وصف نبل أخلاقهم, ومروءتهم العالية, وحسّهم النبيل بالمسؤولية, فينتشي القلب سعادة بذكرهم, (ولكنّهم باتوا قلّة يا إخوة, وأصبحنا نبحث عنهم, كمن يبحث عن حبة قمحٍ في كومةٍ من القــش.

ولقد بلغ السَّيل الزبى, لِما آل إليه حال بعض شباننا اليافع اليوم, والذين بتنا نمتعض لرؤيتهم في هذا الحال؟! وهذا ما دعانا لنكتب ما نكتب الآن وبكل أسف؟! وما هذا إلا تصويرٌ واقعيٌّ لشريحةٍ واسعةٍ من مجتمعنا الآن, باتت ظاهرة لذَوي الْبَصَائـِر, ولنبتعد قليلاً عن المجاملات والمحاباة, فلا أَرَب لنا فيها. فبعض شباننا الذين هم في أوج الفتوة والعطاء والطاقة, والذين هم ثروة هائلة لا تُقدّر بثمن, ما حالهم اليـــوم؟! وإلى أين انحدروا, وبأي مستنقع باتوا يختـــزلون طاقاتهم؟! لعلّ البعض يشاطرني العديد من النقاط التي بتنا نراها بأم أعيننا نظراً لاستفحالها بيننا.

****أولاً: لم نعُد قادرين على التمييز بين الذكر والأنثى في الكثير من المشاهد البصريّة, إلا من الناحية البيولوجية, أما ما دون ذلك حدّث ولا حرج, فالشباب ينافسون الفتيات على عروض الأزياء والموضة في الشوارع, ومنافستهن على مستحضرات التجميل, (كتحديد السكسوكة والحاجبين بالليزر, وكريمات تبييض البشرة, وتقليم وطلاء الأظافر, ووضع "التاتو" الوشم, و تمليس الشعر, ليتطاير على كتفيه كالحرير, أو لينتصب مُحلقاً شامخاً راسخاً كبرج إيفل, "تسريحة سبايكي" التي لن تهزّها الريح ولن تنال منها الأعاصير, ناهيكم عن وضع العدسات الزرقاء تارة والخضراء تارةً أخرى, لزوم رؤية جمال الطبيعة بألوانها الزاهية, لعلّه لا يُلام هنا؟! فلا داعي للتحامل عليه أكثر من ذلك, رجاءً)

*** ثانياً: أصبح البعض من شباننا يفتقرون للهمّة والمروءة, وعزّة النفس؟! ما أن ينهي شهادته الجامعية, ولم يحصل على وظيفة, يخلد في مضجعه لينام نهاره, ويسهر ليله حتى الهزيع الأخير منه, شاخصاً بصره على الأفلام وغيرها, وما أن ينبلج الفجر يَغط بالنوم تارة أخرى, إلى أن يتم توظيفه. وحينما تقول له اذهب, اعمل, اضرب بالصخر,, سرعان ما يُسمّر لك عينيه, ويصدح بصوتٍ عالٍ مُتبَجُّحاً،:( أنا أنا أخو هدلا أشتغل هيك, أنا أبو ندهتين ) أها لقد ألجمتنا المفاجأة هنا, خِلناهُ أخو عبلة, وأبو ندهة وحدة, لذا نُسجّل له اعتذاراً على الملأ, ولكن لدينا طلبٌ صغيرٌ من أخو هدلا البالغ من العمر 25 عاماً أو يزيد, أن يتولى نفقته على نفسه بنفسه, بدلاً من أخذ مصروفه اليومي من والديه, وله منا عظيم الشكر والامتنان؟!

على كلٍّ مفهوم العيب لا محل له, إن كان يطغى على مروءة الإنسان ؟! أليس كذلك يا إخوة.

***ثالثاً: تجدهم أيضاً قد استهوتهم الدنيا, وانشغلوا عن النفيس بالخسيس, من ملذات الدنيا الفانية, ممزقون بين شهوات الدنيا، ضائعون بين الشرك الخفي والجلي, مما يؤدي لوقوعهم في مزالق المعاصي, (فالنفس إن لم تشغلها بالطاعات, أشغلتك بالمعاصي), فلو قمت بإيقاظه لصلاة الفجر أو حضور صلاة الجمعة, سرعان ما تخور قِواه الجسمية, وتتكشّف عليه الأوجاع والآلام من كل حدبٍ وصوْب, و يلتحف جيداً بالغطاء, مع تركيز وضع الوسادة جيداً على الرأس, من ثم وضع اليد اليمنى فوق الوسادة, وكأنك قمت بحقنه بنسمة برد قارسة, ولكن " الوصفة السحريَّة لإيقاظه" أخبره أن الحبيبة على جنبات الشارع تنتظر الحافلة, ستتبعثر هنا الكلمات, وستتوه منا الحروف, وسيحارُ العقل في وصف مدى اللياقة البدنية والرشاقة, التي باتت تكتنز جسدهُ العليل في تلك اللحظات العارمة, فيقفز كالصاروخ, وإذ به على قارعة الطريق, من ثم يبدأ بتسبيل العينين مع الرمشين مع الشفتين, مع بريق ضياء أسنانه من بعيد (لزوم الابتسامة الساحرة ولـو؟!) ... الخ, ويدندن أنشودته المعهودة التي لطالما رجَف لها قلبه, ولهج لسانه بها ولاكتها, ويرددها قبل النوم وبعد النوم, وقبل الغداء وبعد العشاء (آآه من الحب ومن اللي رماني وخدني إليك,, وما أن يخلو إلى نفسه, ينتهك محارم الله, على الأفلام الإباحية, والمواقع الالكترونية المنحلّة وغرف الدردشة, والفيس بوك. أها ونراهم أيضاً يتفاخرون, حينما يجلسون مع بعضهم البعض, ولكن على ماذا يتفاخرون برأيكم؟! نعم, كم فتاة شبكت مصيدته, صاحب العدد الأكبر من الصداقات ويتهافتن عليه الفتيات, ماذا يكون؟! أفســحوا الطريــق, افرشــوه بالورود, تصفيق الآن, نعم إنه

" دون جــوان", معــذور يا جماعة جميل وجذّاب هالدون جــوان ؟!على كلٍ وكأن بعض شباننا لا يعلمون, أن الله حينما أودع في قلوبنا وفي أنفسنا هذه الشهوات, أودعها لنرقى بها إلى الله، لا لننحدر بها لأسفل سافلين ونصبح كالبهيم ؟! أليس كذلك يا إخوة؟



*** رابعاً: تجدهم خالين الوفاض, قلوبهم وعقولهم خاوية على عروشها من العلم والثقافة, ولا صُبابة من الحكمة, فلا إصابة بقول لهم ولا فعل, ولكنها تهتزُّ طرباً حينما تسألهم عن آخر البومات المطرب الفلاني, وأحداث المسلسلات التركية, اسمع قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾ ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ بلغ أشده في قوته البدنية، ونضجه الانفعالي والاجتماعي والعقلي, واختلف العلماء في تحديد هذا السن أهو 18 ,25 , 30), على أية حال,هذا قانون وسنة ربانية, المحسن جزاؤه الحكمة والعلم, السؤال ما نصيب وجزاء البعض لا بل الأغلبية الساحقة من شباننا في هذا الزمن ؟! العلم والحكمة, أم البحث عن المال واللهث وراء إشباع شهواته الدنيوية بغير هدىً؟!

في النهاية نقـــــــول: ماذا وكيف ومتى سيتم الاستفادة من طاقة الشبّان, في خضم هذا التيه والضياع؟! يؤكد علماء النفس التحليلي أن الإنسان إذا استنفذ الطاقة السيكولوجية والطاقة الجسدية في جوانب سلبية ( لن يتبقى) طاقة للجوانب الايجابية؟! متى سيتم إذاً (إعادة تحويل الطاقة) بكلتا نوعيها الى الجوانب الايجابية, في سن الكهولة مثلاً ربّمـا ؟!

والآن كيف سنعوّل أسباب انحدار العديد من الشبّان؟!

البعض قد يرتئي تفسير انحدار الثروة الشبابية الهائلة, إلى مؤامرة حُبكت جيداً لتضييع دورهم في النهوض في المجتمعات العربية,. والبعض الآخر قد يعوِّل انحدارها إلى فقدان أهم عنصرين في المجتمع, ألا وهما: فقدان (دور الأم الحقيقي في خضم المفاهيم المستحدثة من حقوق المرأة وغيرها, التي سعت من خلاله إلى تحصيل جميع الأدوار, وفقدت أهم دور وأهم وظيفة, ألا وهي الأمومة في تنشئة ورعاية الأبناء في أبهى صورة.

أما العنصر الثاني: فهو فقدان وانتقاص دور المعلم في تنشئة الأجيال بطرق مقننة؟! وقد يُعوّل البعض انحدار الثروة الشبابية إلى الانفتاحية والعولمة والرأسمالية وما رافقها من انحلال خلقي, الذي يتأتى بالتقليد الأعمى الناجم عن الشعور بالنقص لعدم اللحاق بعجلة التطور لذا (يختزلون التحضّر في بنطال يلا نشطف, وبحذاء مدبّب كحذاء الطنبوري). فمثل هؤلاء الشبّان أو الذكور ليسوا سنداً ولا عضداً للمجتمع وللمرأة تحديداً, لأنهم يمارسون أدواراً اجتماعية متنوعة لها, فليس كل ذكر رجل؟! فــ بين الرجــل والذكــر بَوْنًا شاسعًا كما الليل والنهار؟!

ولكننا في النهاية نقول أيّاً كان التأويل والتفسير, فنحن أمام حقيقة مؤدّاها أن مثل هؤلاء الشبان قــد (وقد هنا تفيد التحقيق لا التشكيك) قــد" ظلـــم نفســه", وانغمس باللهث وراء شهواته من أخمص قدميه حتى قمة رأسه, هو من اختـــار أن يقع في حفرةٍ فيها ماءٌ آسن, لأنه مكلّف يمتلك "ميــزان العقل" و"ميــزان الفطرة" و"ميــزان الشرع "(منهج الله عز وجل), فـ على ميزاني العقل والفطرة أن يتوافقا مع ميزان الشرع في ضبط سلوكاته وأقواله ومفاهيمه وتصوراته, ولكن العقل ضلّ وانحرف!! و أصبحت الرؤية ضبابيّة. فليس لإنسان أو أي جهة, سلطة على أي إنسان في اختيار طريقه, والدليل هناك العديد من الشبان يعيشون تحت نفس السقف من الفتن, فما بال سين صالح والآخر طالح؟! وأخيـــراً نقـــول "العاقل من اتعظ بغيره، والشقي لا يتعظ إلا بنفسه", لذا يجدر الإشارة هنا, أن هناك العديد من الشبّان, لا زالوا تحت تأثير سمة طفوليـّة ألا وهي (حب الاستكشاف والتجريب) فالبعض يرغب تجريب كل ما يراه سواء سلباً أو إيجاباً, فما أن تطأ قدماهُ لأي "وكـــرٍ" أو جحرٍ منحرف, ساعياً للاستكشاف والتجريب, يحسبه في بادئ الرأي طريقاً يبسا, من السّهل عليه مغادرته بأي وقت, وإذ به كثبـان من "الرِّمــال المتحــرِّكة", فينجرف في وحولها ويغرق في فتنها, فتنضب مقاومته وتضعف, و يهيب بمن حوله, وما أن يستفيق من غفلته يكون قد دفع "الثمـــن باهظــاً من عمره ووقته وسمعته وأسرته و , و ...الخ, هذا إن استفاق فعلاً وهو حيّ, وليس حينما يحتدّ بصره, ويحضر ملك المــوت؟! وختامـــا هل نشعر بالرِّضى لما آل إليه حال شباننا هذا اليوم ومتى سيستفيق يا ترى ؟! أم سيبقى في سبات عميق وإلى متى؟! وما سر تفشيهم بهذه الصورة؟!وما سر قلة لا بل ندرة الرجل الذي بمعنى الكلمة ؟!

فائق احترامي وتقديري للجميــع





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع