بث التلفزيون الأردني ببرنامجه الإخباري (ستون دقيقة) حلقة عن الاستعدادات السياحية للصيف القادم تحدثت فيها معالي وزيرة السياحة والضيوف الكرام عن خطط الحكومة والقطاع السياحي لهذا الصيف. و قد كان أحد الكتاب الذين اقرأ لهم قد تساءل عن دور الحكومة في هذا المجال بإحدى المقالات. نعم، فالحكومة ممثلة بوزراة السياحة تقع عليها المسؤولية الكبرى في هذا المجال؛ لكن هذ لا ينفي أن هناك دوراً كبيراً على الجميع بما فيهم الإعلام الخاص وخاصة الألكتروني و المطالبين بالأصلاح، و لا أقلل من مسؤولياتنا نحن المغتربين بهذا المجال.
فعلى الإعلام الألكتروني واجب كبير بالتسويق للسياحة بتخصيص زاوية بكل موقع عن المناطق السياحية مع نبذة موجزة أو مفصله عن هذه المواقع وأهميتها، ولا يجب أن ينتظر هذا الموقع التمويل من وزارة السياحة حتى ينشر عن هذه المواقع، فهذا واجبه تجاه بلده حتى لا يُتهم بأنه يكتب من أجل المناكفة فقط. ومن الجدير بالذكر ان نشر مثل هذه المعلومات يجعل من الموقع مصدراً مهماً للحصول على المعلومة، وهذا يزيد من عدد الزوار للموقع وهو الذي يشغل بال العديد من أصحاب المواقع. ولهذا تشكل هذه الخطوة أهمية وطنية و تجارية للموقع. وأرجو أن يبادر هذا الموقع الى أخذ زمام المبادرة بهذه الخطوة الوطنية.
وهناك واجب آخر على منظمي المظاهرات ولا أقول المتظاهرين أن يضعوا الموسم السياحي نصب أعينهم، فهذه المظاهرات الأسبوعية التي تتسابق المحطات الفضائية بنقلها لا تشجع السيّاح للقدوم إلى الأردن، خاصة أن معظم المناطق السياحية يقع في الجنوب العزيز. أنا أقترح أن نأخذ أجازة من التظاهر الأسبوعي لأكثر من سبب اولاهما اعطاء الفرصة لمخرجات لجنة الحوار والتعديلات الدستورية التي شارفت على الانتهاء لتأخذ مسارها، وثانيهما هو الموسم السياحي الي سيتأثر بهذه الأجواء؛ فعلى الرغم اننا نكرر مراراً أن الأردن بلد آمن أكثر من غيره الا ان السائح سيفكر أكثر من مرة قبل القدوم الى بلد أصبح التظاهر فيه مكملاً لصلاة الجمعة. وثالث الأسباب وآخرها هو اقتراب شهر رمضان بما فيه من معان يعرفها أصحاب الفضيلة أكثر مني فهو شهر العبادة والتقرب الى الله ويحتاج للراحة الجسمية و النفسية.
و لا أنسى دورنا كمغتربين بهذا الخصوص؛ فكثيراً ما نكرر أننا سفراء غير معينين لوطننا، ويجب أن نكون كذلك فعلاً. أجزم أنه ربما لا يمر أحد الإخوة هنا بأردني مغترب والا وسأله كيف الأحوال بالأردن؟ وهنا يكمن دورنا بعدم تضخيم ما يحدث هنا بحيث نظهر الأردن كبؤرة ملتهبه كالدول المحيطه بنا، فالأردن أمانة في أعناقنا جميعاً، ولا يقل دور المغتربين عن دور وزراة السياحة والإعلام بهذا المجال. هنا أقدر للأخوة في الهيئة الإدارية بالنادي الاجتماعي الآردني بصلالة بسلطنة عُمان دعوتهم للأخوة العُمانين وممثلين عن الجاليات العربية للمشاركة باحتفالنا السنوي بأعياد الوطن، وهذا هو الدور الذي أعنيه بأن نكون سفراء حقيقين لبلدنا.
بعد الانتهاء من برنامج (ستون دقيقة) تابعت البرنامج المميز للدكتور محمد نوح القضاة ( الميزان) فأجاب فضيلته على سؤال لإحدى الأخوات المتصلات من كندا (على ما أذكر) قائلاً بأنه سمع من والده سماحة الشيخ نوح رحمه الله بأن ( الوطن مثل العائلة ولا يقبل أحد أن ينشر أخباراً عن عائلته أمام الناس جميعا) هذا هو واجبنا تجاه وطننا.
ختاما: هل ما زلنا نعتقد ان التسويق للسياحة هو مسؤولية الحكومة فقط؟
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com