زاد الاردن الاخباري -
أشارت وسائل إعلام أميركية، إلى أن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين يبحثون كيفية تأمين قيادة أوكرانية بديلة في حالة القبض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو قتله على يد القوات الروسية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، قولهم إن حلفاء أوكرانيا يبحثون كيفية المساعدة في إنشاء ودعم حكومة في المنفى، والتي يمكن أن توجه عمليات حرب العصابات ضد "المحتلين الروس".
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة السبت، أشار المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هويتهم، إلى أن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، والتي تستمر في التدفق إلى البلاد، ستكون حاسمة لنجاح حركة التمرد.
وأضافوا أنه إذا اختارت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعم تمرد عسكري، فسيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوة المحورية، بحيث "يحافظ على الروح المعنوية ويحشد الأوكرانيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الروسي لمقاومة خصمهم القوي والمجهز تجهيزاً جيداً".
سلامة الرئيس الأوكراني
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المسؤولين الأميركيين أجروا مناقشات مع زيلينسكي حول ما إذا كان يجب أن ينتقل غرباً إلى موقع أكثر أماناً في مدينة لفيف، بالقرب من الحدود البولندية.
بدوره، أوضح مسؤول أوكراني رفيع المستوى في ما يتعلق بالتفاصيل الأمنية لزيلينسكي، أن هناك خططاً جاهزة لنقله وأعضاء حكومته بسرعة، لافتاً إلى أنه "حتى الآن، يرفض المغادرة".
وأعرب النائب الأوكراني عن "حزب التضامن الأوروبي" المعارض، فولوديمير أرييف، عن ثقته في أن برلمان بلاده سيستمر في الاجتماع على الرغم من الوضع في زمن الحرب، مشيراً إلى أن العديد من المشرعين لا يزالون في كييف.
ومع ذلك، بدأ الدبلوماسيون الأوروبيون، على غرار نظرائهم الأميركيين، في الاستعداد لكيفية دعم الحكومة الأوكرانية في حالة سقوط كييف أو احتلال روسيا لأوكرانيا بالكامل، وقال أحدهم: "لم نضع خطة بعد، لكنها ستكون شيئاً سنكون مستعدين للمضي قدماً به على الفور"، وتابع "من خلال تجربتنا، من المفيد أن تعرف عموماً أن لديك دعماً دولياً".
وأبدى قياديون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إعجابهم بالروح المعنوية للقوات الأوكرانية، لكنهم في الوقت ذاته اعتبروا أن قدرتها على الصمود في مواجهة روسيا "ليست بلا حدود"، خاصة مع تضاؤل مخزونات الذخيرة، في ظل تقدم الجيش الروسي وتطويقه للمدن الكبرى.
من جانبه، قال دبلوماسي أوروبي كبير ثان، إن "روسيا لديها قوات أكثر من أوكرانيا. القوات الأوكرانية شجاعة للغاية، لكنها تقاتل بالفعل منذ أكثر من أسبوع".
"تأمين قيادة بديلة"
من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية"، أن الحكومات الغربية المتحالفة مع أوكرانيا تبحث كيفية تأمين قيادة أوكرانية بديلة في حالة القبض على الرئيس فولوديمير زيلينسكي أو قتله.
وذكرت أن المخاوف تدور في المقام الأول حول التأكد من استمرار وجود حكومة أوكرانية مستقلة بشكل ما، وذلك حتى لو استطاعت روسيا حسم الحرب وتثبيت "قيادة شكليّة" في العاصمة كييف. وفي هذا الصدد قال مسؤولون غربيون، إن "وجود زعيم مستقل مُعترف به سيساعد في منع أي قادة مدعومين من روسيا من اكتساب الشرعية".
وبحسب شخص مطلع على المحادثات، فقد دفع المسؤولون الأميركيون الأوكرانيين إلى عدم السماح لكبار المسؤولين المرشحين لخلافة زيلنيكسي (في حال وقوع أي حدث طارئ)، بالبقاء في نفس المكان لفترات طويلة، وحثوا أيضاً على نقلهم إلى مواقع أكثر أماناً خارج العاصمة كييف.
ويود المسؤولون الأميركيون والحلفاء أن تقوم الحكومة الأوكرانية بإنشاء موقع للقيادة لاستخدامه في حالة سقوط كييف، وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل استخدام "موقع رئاسي في جبال الكاربات غرب أوكرانيا"، لكن المسؤولين الأوكرانيين لم يوضحوا ما إذا كانت المنشأة مُجهزة بملاجئ قنابل وقدرات اتصالات معززة.
"استمرار معارضة الغزو"
وبموجب الدستور الأوكراني، يتولى رئيس البرلمان منصب رئيس الدولة بالإنابة، إذا ما تعرض الرئيس لأي مكروه.
وقالت "نيويورك تايمز" إن رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك، ظهر الاثنين في صورة مع زيلينسكي وهو يوقع طلب أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، قبل أن يشارك الجمعة، في لقاء افتراضي مع رئيس البرلمان الأوروبي.
ويُعتبر ستيفانتشوك سياسياً مؤيداً للغرب، ومساعداً كبيراً لزيلينسكي. وأوضح مسؤولون أميركيون وأوروبيون أنه من المتوقع أن يواصل ستيفانتشوك وآخرون من الخلفاء المحتملين لزيلينسكي معارضة الغزو الروسي.
وكشف شخصان مطلعان على المحادثات، أن المسؤولين الأوكرانيين قاوموا اقتراحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين بنقل ستيفانتشوك، لكنهم قالوا إنهم يتفهمون الحاجة إلى ضمان الخلافة القانونية لرئاسة أوكرانيا.