في كل ثامن من آذار ينتفض العالم من أقصاه اه إلى أقصاه محتفلا ومهللا ومجتهدا في إظهار اهتماماماته في هذا اليوم الذي خصص لتكريم النساء قاطبة في ذكرى انتفاضتهن أمام تغول الظروف المعيشية وقسوتها وورفضا لتدني أوضاعهن المعيشية ومعاناتهن مع ذاك التمييز المنتقص لحقوقهن وقدراتهن أمام صلف المشرعين والمسؤولين الذين لم يلتفتوا لذلك ولم يعيروه ذاك الإهتمام المطلوب ، والذين كانوا يتمننون عليهن بفتات مما يتساقط من بقايا استحواذهم على المواقع الأولى والرواتب الأعلى وما يتبع ذلك من تهميش لأدوارهن المزدوجة في تحمل مسؤولياتهن الأسرية وما يقمن به من أعباء منزلية وتربية منفردة لأبنائهن إضافة إلى عملهن المضني الوظيفي الذي يثقل كاهل كل واحدة منهن ومع ذلك لا ينلن سوى النزر اليسير وحصار لحقوقهن وقسوة في التعامل آن ذاك ، فكانت تلك الإستجابة الطبيعية الرافضة لكل اشكال الهيمنة الذكورية الغير منصفة والتي أدت لخروجها إلى الشارع لرفض كل تلك التحديات وللمطالبة العادلة بفرض المساواة المشروعة والتي تمنحهن الطمأنينة والرضى وتجعل منهن نساءا يعشن بكرامة دون منة من أحد لا هبة من مسؤول أو مشرع ينحاز دون اي اعتبار لأحقيتهن بذلك .
فكرامة المرأة هي جزء لا يتجزأ من وجودها منذ كانت النشأة الأولى ومنذ كانت بداية القصة ومنذ بدء الخلق، التي جعلت منها شريكا كاملا غير منقوص لا يستجدي ولا يستعطف ولا يتسول حقه من أحد ، ولا يقايض من أجل نيل كرامتة والحفاظ على وجوده وبقاءه وأحقيته في البقاء ضمن ظروف معيشية وبيئة تضمن لها ذاك المستوى اللائق بها ا والذي يتناغم مع وجودها ليكون عنوانا للحياة .
وهنا نتساءل نحن معشر النساء ، ونحن على مسافة قرنين من ذاك الحدث هل تحقق كل ما تصبو له النساء أم أن مسيرة الكفاح لا زالت تلقي بظلالها على كثير ممن هن لا زلن في دائرة المعاناة والعوز وازدواجية التعامل والحقوق المشطورة التي لا زالت تتوارى خلف كثير من العقبات والتي تغلف ذاتها متنكرة بتشدق البعض بأن حقوق المرأة هي من اولويات المجتمع وصانعي القرار وواضعي الإستراتيجيات المموهة التي تخفي وراءها أشكالا من الإلتفافات وتوهم القاريء ببهرجة المصطلحات .
المرأة يا اخوة لا تبحث عن موقع ديكوري أو حق تزينه الكلمات ، هي تبحث عن عدالة واحترام ينسب لأنوثتها حيث تكمن القوة وحيث تتجلى اسمى المعاني وتكتمل البدايات ، وحيث تكون في موقعها العملي تلك المميزة التي تقدر جهودها ولا يغبن حقها ، تزين هامتها بإكليل من تقدير وعقد من كرامة ففي كينونتها تنتصر كل معاني القوة والعطاء وبدونها تتهاوى كل عروش الحياة وتصبح فارغة عرجاء ناقصة وخاوية من أسمى المعاني واكتمال حضورها وبريق للحظات .
وهنا أقول لكل امرأة ، أنت قنديل الحياة ، وسراج البيوت ، وأقحوانة الشرفات .
أنت القوة الممتزجة بأنوثة لا تنتقص منك بل تحسب لك لتمنحك صولجان التفوق وتجعل منك رمزا للحب وأقنوما للحياة ، وتضفي على البيوت والمجتمع لمسات من رقة و دفق من سخاء ، كيف لا وأنت مزيج من أمومة ورونق ومصدر للحب وباذلة للعطاء بحضور ك تستوي معالم الحياة وبدونك تجف كل منابعها فلا تكون وتتلاشى أحلى الأمنيات .
كل عام وكل نساء وطني و نساء الأرض قاطبة بألف خير وتقدم ورفعة حال .