زاد الاردن الاخباري -
عندما حصلت ليسيا فاسيلينكو على سلاح للدفاع عن نفسها وبلادها ضد الجيش الروسي، أدركت أنه سيتعين عليها قص أظافرها الطويلة الجميلة.
وقالت النائبة الأوكرانية: "كان ذلك مأساة بالنسبة لي لأنني أقاوم منذ 34 عاما عادة قضم أظافري. كنت أشعر بالفخر حيال أنني تمكنت أخيرا من التخلص من تلك العادة وإطالة أظافري".
وتابعت: "ثم يقول الكون لك (لا) من خلال فلاديمير بوتين، الذي قرر الهجوم على بلدك ويجبرك أنت ورفاقك على الدفاع عن أنفسكم ثم يتعين عليك حمل سلاح ومن أجل أن تتمكن من استخدامه عليك قص أظافرك."
وطبقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن التفاصيل الصغيرة هي التي تكشف واقع الحياة اليومية للحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن فاسيلينكو، لديها ثلاثة أطفال أحدهم بعمر ثمانية أعوام، والثاني 6 أعوام، والثالث تسعة أشهر، وكانت لتفضل دائما طلاء الأظافر على مدفع رشاش.
وقالت: "حتى المكالمة الهاتفية التي تلقيتها الساعة الخامسة من زملائي لتشغيل التلفاز ومشاهدة إعلان بوتين الحرب، كنت أضع المكياج كل صباح وأزيله كل ليلة. إنه أمر لابد منه، ما زلنا شعبا متحضرا."
ودرست المحامية الحقوقية، في لندن، وهي ابنة فولوديمير فاسيلينكو، السفير الأوكراني السابق بالمملكة المتحدة، لكنها الآن مسلحة ومستعدة للقتال، حيث علمها والد زوجها كيفية استخدام الكلاشينكوف وكيفية وضع الرصاص بسلاح نصف آلي.
وقالت النائبة الأوكرانية: "يجب أن تتمتع أصابعك بقوة كبيرة لتتمكن من استخدام السلاح على النحو الصحيح. استغرق الأمر مني بعض الوقت لفعل ذلك".
أما بالنسبة لحساب فاسيلينكو على "تويتر"، فيتناول الصراع بطريقة مؤثرة ومفجعة.
ونشرت هذا الأسبوع صورا لأطفال خلال الحرب: الطفلة تانيا (8 أعوام)، التي ماتت بسبب الجفاف، وصوفيكا (6 أعوام) التي أصيبت بالرصاص هي وشقيقتها داخل سيارة، وجسد صبي يرتدي قميص تغطيه الدماء.
ووجهت النائبة الأوكرانية عبر حسابها، رسالة حادة لقادة العالم الذين رفضوا دعم منطقة حظر طيران في أجواء أوكرانيا: "لا تجرؤوا على أن تشيحوا ببصركم بعيدا عن العواقب".
وقبل يوم على حديثها مع "التايمز" خلال مكالمة عبر "سكايب"، تعرض مستشفى للولادة إلى القصف، حيث قالت النائبة عن ذلك: "إنها فظائع الحرب لكن لا أعتقد أن هذا يصفها."
وأضاف: "لا كلمات تصف ما يحدث هنا على الأرض، ولهذا أختار مشاركة الصور.. إنهم يحاولون إبادتنا كدولة وهذا يرقى لمستوى الإبادة الجماعية".
وانتخبت فاسيلينكو عام 2019 لحزب هولوس الليبرالي، وهي جزء من المعارضة في البرلمان الأوكراني، لكن يقف جميع النواب الآن خلف الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وبصفتها نائبة برلمانية، تم تحذير فاسيلينكو من أنها من المرجح أن تكون هدفا للجيش الروسي، وقررت في النهاية إرسال أطفالها للبقاء مع شقيقتها في الخارج.
وكان الانفصال عن أطفالها مفجعا بالتأكيد، لكنها لم تفكر في الفرار معهم، وقالت: "لأصدقكم القول، لا أعتقد أنني سأكون أما جيدة بالوقت الراهن بالمعنى التقليدي، لأن بالي مع أوكرانيا دائما."
وأشارت إلى أن المقاومة "جزءًا من الشخصية الوطنية. لا تزال أوكرانيا مستقلة. الحكومة لم تستسلم. لذلك نحن لسنا ضحية. نحن مقاتلون ونحن مقاتلون أقوياء جدا حيث وثبت أن ذلك مفاجأة للجميع".