أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حزب إرادة : ما يحدث الآن ليس مجرد حرب عابرة، بل هو جزء من مشروع استيطاني ممنهج، الفناطسة: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن إلى 300 دينار على الأقل "أصبح حقا وجوبيا" إيقاف رفع الطاقات الاستيعابية الخاصة لبرامج تكنولوجيا المعلومات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة يزور حاضنة ومسرعة الأعمال "جوردن ستارت" ومركز الخدمات الحكومي في اربد نقابة الصحفيين تعلن أسماء الفائزين بجائزة الحسين للإبداع الصحفي الجامعة الأردنية تستضيف أعمال مؤتمر دولي لتوجيه الطلاب نحو مهن المستقبل استشهاد مسعف في غارة إسرائيلية على لبنان مجلس الأمن يناقش التطورات في الشرق الأوسط رويترز: خامنئي أرسل مبعوثا يحذر نصر الله فقتل معه هذا ما طلبه الخميني من نصر الله قبل اغتياله الأردن يحبط محاولة تهريب مخدرات من الحدود الجنوبية الأردن يدخل مرحلة تاريخية جديدة في مسيرته السياسية تعادل العربي وسحاب بدوري الدرجة الأولى لكرة القدم. اتفاقية تعاون بين القوات المسلحة وهولندا في المجالات العسكرية مقتل 8 ضباط وجنود إسرائيليين وإصابة 7 بمعارك جنوب لبنان الرئيس الإيراني يصل إلى قطر رئيس هيئة الأركان يزور قيادة المنطقة العسكرية الوسطى رئيس الوزراء يزور سبعة مواقع في مناطق بلعما ورحاب والبادية الشَّماليَّة الصفدي: ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري وفاعل لوقف التصعيد فرنسا تعلن مشاركتها في اعتراض الصواريخ الإيرانية على إسرائيل
ما فعلناه بأنفسنا وما فعلوه بنا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ما فعلناه بأنفسنا وما فعلوه بنا

ما فعلناه بأنفسنا وما فعلوه بنا

14-03-2022 10:50 AM

حسين الرواشدة - لدينا “وفرة” من الإنتاج السياسي، ‏عشرات المجلدات من الخطط والأجندات، ومخرجات اللجان، ومثلها، خبراء في السياسة، يتبادلون الكتابة، ويتناوبون على الشاشات والندوات، الناس في بلدنا تعترف بالسياسة، وتتحدث باسمها، تبحث فيها عن الحل، وتعتقد أنها مصدر البلاء، إنتاج وفير، لكنه في الغالب بلا جودة حقيقية، وبلا معايير للتصنيع، يستنكر له، أول من يستنكر، أصحابه والمروجون له، والنتيجة مكدسات في الخزائن، او اعوجاج وسوء في التطبيق.
يتحدث أغلبية الأردنيين في السياسة، لكن ثلثيهم استقال من العمل العام، والمشاركة بتحريك العجلة السياسية، كما يتحدث أغلبية المسؤولين في السياسة والإصلاح والمشاركة بالعمل العام، ولكن قليلا منهم من يؤمن بذلك، او من يفعل لأجل ذلك ما يجب أن يفعله، هذا وجه “للشيزوفرينيا” التي أصابتنا، وتمكنت من شخصيتنا، وانعكست على سلوكنا.
حين غابت الثقة وتراجعت الجدية، وانحسرت الحسابات بأضيق الحدود، وتعالت صرخات اليأس، تعطلت ” ماكينة” الدولة عن إنتاج ماركات سياسية حقيقية، تقنع الجمهور، ونخب موثوق بها قادرة على تحريك السوق، ” وزبائن” تدفع من وقتها وجهدها ما يلزم لشراء المعروض.
لدينا، أيضا، مخزون فائض من المجاملات الاجتماعية، ‏نحن اكثر من يتكلم عن الخير والمعروف ومساعدة الآخرين، وأكثر من يكتب ويتباكى أحيانا علي اليتامى والراحلين الذين قد لا نعرفهم، جاهزون للفزعة وقت الطلب، لكننا في الغالب لا نثق ببعضنا، ولا نحترم المخلصين والمبدعين بيننا، تضج جلساتنا بالوشاية، وأسواقنا مزدهرة بالكراهية، نوزع الاتهامات على بعضنا لمجرد إشاعة من مجهول.
هذا وجه آخر ” للشيزوفرينيا” الاجتماعية التي تمارسها الحكومات، مثلما تمارسها المجتمعات، ‏فنحن أسعد ما نكون بالمصاهرات الاجتماعية حين تختلف اصولنا وأنسابنا الديموغرافية، لكننا نفرز أسوأ ما لدينا، حين نتجادل حول المصاهرات السياسية، ونبدأ بحسابات المحاصصة ونتبادل وصفات المظلومية، ما تزال تسكننا عقد الخوف من المستقبل والحاضر، ‏والانتقام من الذات والآخر، والإحساس بالانقسام والتشتت وتكسير الرموز، والتيئيس من القرارات، والهروب للماضي والاستغراق فيه.
يمكن -أيضا – ان ندقق بمجالات أخرى كثيرة، التدين الذي نمارسه، مثلا، ‏في دور العبادة، وعند الخروج منها للبيوت والأسواق، القيم الدينية والأذكار والدعوات والتقوى التي نرددها بألسنتنا وصلواتنا، ثم لا نجد لها أثرا في الواقع العام، الدين – للأسف- تحول أحيانا إلى ” سوبر ماركت” كبير، نذهب إليه عند الحاجة، ونشتري منه ما نريده، الدين أيضا اصبح مشجبا نعلق عليه فشلنا، ونرفعه لتبرير اخطائنا، ونهرب إليه من عجزنا عن فعل ما يجب أن نفعله بأيدينا، وليس ما يفعله الغيب بالنيابة عنه.
فيما مضى، كان أغلبية الأردنيين فقراء، لكنهم يتدبرون “المعاش” القليل، ويمدون أرجلهم على قد ألحفتهم، وينتجون اكثر، ‏الفقر كان دافعا للعصامية، وعنوانا لعزة النفس، قلما يشتكي الأردنيون، آنذاك، او يقبلون “مدَّ اليد”، الآن لا نسمع إلا صوت الفقر والشكوى، والبطالة والاستهلاك، والاعتماد على المعونات والمساعدات، هذا الفقر لم تصنعه الحكومات فقط، وإنما نحن شركاء فيه أيضا، وهذا الفقر الذي نلعنه تحول إلى “حالة” تلبستنا، وأصبحنا ننتظر من يطردها عنا بشيء من البخور، وكثير من نهم الاستهلاك.
نعم، ننتقد الحكومات ونحاسبها، ونجلد قراراتها أيضا، لكن بموازاة ذلك يجب ان ندقق بصورتنا، ليس لجلد الذات، او الانتقاص من الإيجابيات، او المبالغة بالنقد وافتعال المبررات، ‏وإنما للاعتراف بما فعلناه بأنفسنا، ثم ما فعله الآخرون بنا، هذه أول خطوة للخروج من دائرة الإحساس بالمظلومية، وتحميل الآخرين، وحدهم، مسؤولية ما حدث لنا، نحن أيضا جزء من الأزمة، وشركاء في الخيبات، كما نحن ضحايا لها أيضا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع