أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت … طقس بارد إلى معتدل المعارضة السورية تدخل وسط حلب وتسيطر على قلعة المدينة والجامع الأموي (شاهد) الرواشدة يكتب: حزب التفاهة يرحب بكم الاحتلال يلمح إلى احتمال انتهاء العمليات في جباليا ويعترف بمقتل 30 جنديا الأردن ينظم الجولة الثانية من بطولة كأس العالم لرالي الباها صحة غزة: أسلحة إسرائيلية تبخر الأجساد في شمال القطاع خبير متخصص يسأل: أين قرار تجميد ضريبة الكاز الذي أوعز به جلالة الملك؟ الفايز: الأردن دولة محورية في الإقليم والمنطقة وآمنة ومستقرة رغم الفوضى والصراعات من حولها إسرائيل تحظر عودة نازحين ولبنان يندد بخرق الاتفاق حكاية ابتزاز إلكتروني تنتهي بالسجن في الأردن هآرتس تشنّ هجوما عنيفا على نتنياهو: القتل ليس انجازا، والاسرائيليون منبوذون في العالم المعارضة تسيطر على أحياء بحلب .. وانسحابات متلاحقة لقوات النظام (شاهد) خبر مهم لسكان هذه المناطق في عمان - اسماء مدعي الجنائية الدولية يطلب رفض الاستئناف الإسرائيلي شمال غزة: 70 شهيداً في مجزرتين ارتكبها الاحتلال ابو عمارة: سوء التخطيط وراء نتائج الفيصلي الشاب الأردني الذي طلب الرخصة من الملكة يرسب مرة أخرى والا: "جنون العظمة" يقود نتنياهو لإعادة الاستيطان في غزة استهداف قوات إسرائيلية بالخليل وبيت لحم والاحتلال يقتحم بلدات بالضفة بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحف الالكترونية...

ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحف الالكترونية .. ؟

30-06-2011 01:10 AM

في مقولة تعود للثورة اللوثرية على الكنيسة ، عندما قال احد القساوسه أن ثوب الكنيسة يضيق على رعاياها ، وبدء بعد ذلك حدوث تحولات جذرية في العلاقة ما بين الكنيسة والبشر والحياة .
ونحن هنا نقول أن ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحافة الالكترونية ، فهي نقابة انشئت في الخمسينيات من القرن الماضي ، وفي وقت كانت به الصحافة الورقية في أوج عضمتها وعنفواها ، ولعب دورها الكبير في ابراز القومية العربية ، وفي نفس الوقت واجهة الصحافة الورقية كل اساليب القمع والاحتواء من قبل الانظمة السياسية العربية التي رغبت بأن تكون هذه الوسيلة بوقا لها لتزييف الحقائق وايهام الشعوب أن لازعماء غير زعمائهم .
نحن الان في القرن الواحد والعشرين وفي العام الحادي عشر بعد الالفين ، ولسنا بعيدين عن الثورات العربية التي اقصت هؤلاء الزعماء عن كراسيهم بعد ان حكموا لمدة اربعين عاما ويزيد ، وهذا الاقصاء تم من خلال وسائل اتصال الكترونية فرضتها حتمية التطور التنكولوجي لهذه الوسائل .
ومع كل هذا الزخم في الحياة السياسية العربية ومطالبة الشعوب بالحرية ، وقدرة هذه الشعوب على الخروج للشارع لرفض وجود مثل هذه الاصنام من الزعامات ، تصر نقابة الصحفيين الاردنيين على انها الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الامور والعلاقة ما بين الصحافة الالكترونية والمجتمع والحكومة ، وتستند النقابة بذلك على ما لها من إرث تاريخي تنظيمي ، وما يربطها بعلاقات قوية مع السلطة السياسية نتيجة للتاريخ الطويل والمشترك معا في تشكيل هيئاتها ، فجميعنا يعلم أن رئاسة نقابة الصحفيين لم تخرج ومنذ اكثر من عشرين عاما من يد الصحافة الرسمية أو شبه الرسمية ، بل نجد أنه وخلال الثمانية اعوام الماضية لم تخرج هذه الرئايسة من بيت جريدة الراي التي تتملك الحكومة منها أسهمها أكثر من 60% ، ولاننسى أن هذه الصحف تضم في جنباتها أكبر عدد من الصحفيين الاعضاء في النقابة ، وفي هذا توجيه واضح للأصوات البتي تسقط في صندوق الاقتراع للنقيب والاعضاء ،بل أن رؤساء تحريرها ونوابهم ومدرائها العامين يعينون من قبل مجلس الوزراء ،وذلك بعد حصولهم على موافقة امنية مسبقة ، وان كانت هذه الرئاسة في فترة ما من عمرها قد حققت مجموعة من المكاسب لأعضائها إلا انها في نفس الوقت أبقت سيطرتها على الحراك الاعلامي الاردني .
ويشكل عدم وضوح الرؤية لهذه الرئاسات في نقابة الصحفيين الاردنية مشكلة رئيسية في توضيح حدود هذه العلاقة ما بين السلطة والاعلام ، وتكاد تكون هذه العلاقة تجمع ما بين الامامة والتجارة وبدون تورية أو إخفاء لهذه الحقيقة .
أما العلاقة ما بين نقابة الصحفيين الاردنيين والصحافة الالكترونية الاردنية ، ففي ذلك دليل واضح على أن ثوب هذه النقابة يضيق على أهله في البداية ومن ثم على الاعلام الاردني ككل ، فنجد أن هذه النقابة تحرص دوما على إبقاء العاملين في المؤسسات الاعلامية الحكومية ( الاذاعة والتلفزيون ) أعضاء لديها لكسب أكبر رصيد ممكن من الموالاة عند صناديق الاقتراع ، مع أن الواقع الاكاديمي وعلى مر التاريخ وفي كل المدارس والكليات الاعلامية يفصل ما بين الصحافة الورقية والاذاعة والتلفزيون في طرح التخصصات والمساقات الدراسية ،بل اصبح الان يوجد مساقات دراسية متخصصة في الصحافة الالكترونية ، وقد قامت عدة اقسام بفتح صحف الكترونية من أجل إكساب طلابها الخبرة والممارسة في هذا النوع الجديد من الصحافة ، ومع ذلك تصر نقابة الصحفيين الاردنيين على مخالفة هذا الواقع الاكاديمي .
والدليل الاخر على ضيق ثوب النقابة على الصحافة الالكترونية أن معظم أصحاب وناشري الصحف الالكترونية هم اعضاء في نقابة الصحفيين وعاملين في صحف يومية أو اسبوعية ، ولكن هؤلاء الناشرين والعاملين قد وجدو أن فضاء حرية التعبير في الصحافة الالكترونية أرحب واوسع من الصحافة الورقية ، بل وجدوا أن في ذلك خروج من تحت مقص الرقيب والخطوط الحمراء والممنوع من النشر ومزاجية وتوجهات رئيس التحرير صاحب السلطة العليا في السماح بالنشر أو عدم السماح ، وفي نشر العديد من الكتاب لمقالاتهم في الصحف الالكترونية بعد أن يمنع نشرها في الصحافة الورقية لأكبر دليل على ذلك ، بل أنك تجد بعضهم يشيرون إلى أن هذا المقال قد منع من النشر في الصحيفة الورقية .
والحديث عن الفوارق ما بين الصحافة الورقية الخاضعة لقانون المطبوعات والنشر وسيطرة نقابة الصحفيين ، والصحافة الالكترونية ، وهنا لاأريد ان ازيد بل ساضع فرقيين اثنين هما صفة التفاعلية التي تمتلكها الصحافة الالكترونية والتي في نفس الوقت تعجز عن امتلاكها الصحافة الورقية ، وأن ملكتها فهي تمر دائما من تحت يد مقص الرقيب وتفضيلاته ،والفارق الاخر هو السرعة في نشر الخبر أو الحدث وعلى مدار الاربعة والعشرين ساعة ، وهذ ما كانت تعجز عنه الصحافة الورقية ولاتزال ، مع انها أجبرت ونتيجة للتطورات الحتمية لتكنولوجيا الاتصال على انشاء مواقع اليكترونية خاصة بها كمحاولة لكسب حصة من السوق الذي اوجدته الصحافة الالكترونية الخاصة .
وخلاصة الحديث هنا أن ما قامت به نقابة الصحفيين يوم الاحد الماضي ومحاولتها للسيطرة على الصحافة الورقية وإخضاعها لقوانين المطبوعات والنشر ، هو محاولة لإلباس الصحافة الالكترونية ثوب يضيق عليها ، والزملاء الذين ركبوا موجة النقابة فهم قد رضوا على انفسهم أن يلبسوا ثوبا يضيق عليهم ، وذلك من باب أنهم يريدون أن يمسكوا عشرة عصافير في يد واحده ، حتى وان كان ذلك على حساب ما تملكه صحفهم الالكترونية من صفات ومميزات تعجز عن إمتلاكها أكبر الصحف الورقية اليوم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع