زاد الاردن الاخباري -
“نظامنا تابع لروسيا”، عبارة استهل بها أحد لاجئي سوريا بالأردن، حديثه، اختصرت كل الكلام، وعبّرت عن مخاوف تسيطر عليهم من تداعيات هجمات حليف النظام في بلادهم على أوكرانيا، وأثر ذلك على إمكانية حل “محتمل”، مع مرور 11 عاما على ثورتهم.
وعلى الرغم من إقامتهم لسنوات طويلة خارج حدود بلادهم، ما زال الخوف من طغيان النظام يعيش مع اللاجئين السوريين؛ إذ أصروا على استخدام أسماء مستعارة، ورفضوا التصوير بشكل قاطع، خلال لقاءات متفرقة مع مراسل الأناضول، في محافظة إربد، شمال المملكة.
أحمد أبو محمد، قال: “روسيا تُصارع العالم، ولا يهمها إن طالت الأزمة في سوريا أعوام أخرى، وبهجومها على أوكرانيا، ستُعطي بشار الأسد قوة إضافية؛ لمواصلة التنكيل وتصفية حساباته مع الثوار”.
ومضى “هدنة ومصالحات مع النظام، لكنها لم تمنع من قتل أبرياء كثر، وكل يوم نسمع عن مقتل أحد الأشخاص، والفاعل مجهول، لكننا نعلم تماما بأنها تصفية”.
أبو خالد المسالمة، وصف النظام السوري بأنه “تابع لروسيا، ففي وقت يتابع فيه العالم ما يجري في أوكرانيا، نجد بشار الأسد يعرب عن دعمه ويؤيد”، متسائلا: “كيف لا يفعل ذلك وقد فعل فينا ما فعل بنفس الطريقة؟”.
بحرص واضح والتفاتة إلى الكاميرا بين اللحظة والأخرى؛ للتأكد من عدم التصوير، قال أبو مالك: “أرجوك لا تؤاخذني لأنني لا أريد التصوير، لكن هذا النظام لا أحد يسلم من شره، وأهلي في الداخل (سوريا)”.
وتابع: “11 عاما ونحن نعيش على الأمل، فعندما وصلت إلى الأردن، قلت بأنه شهر ونعود، ولكن مرت كل هذه السنوات ولم يتغير شيء”.
وزاد: “كنا نتوقع حل قريب ومحتمل، لكن مع هجمات حليف النظام الأول على أوكرانيا، ظهرت للعالم أزمة جديدة لم تكن بالحسبان، ستنسيه ما يجري في سوريا”.
وأثنت أم عبد الله على دور الأردن مع اللاجئين، وقالت: “الأردن ما قصّر معنا، لكن لا يوجد مثل بلدك (سوريا)، وإن شاء الله تهدأ الأوضاع ونعود، مع العلم بأنني أرى ذلك بعيدا، خاصة مع ما يجري في العالم”.
منال أم محمود، لم تختلف هي الأخرى في رأيها عمن سبقوها في الحديث، إلا أنها أضافت بأنه “إذا ما حقق الروس انتصارا في أوكرانيا، فإن ذلك سيكون دافعا لهم في إحكام السيطرة على سوريا، لنصبح في النهاية مستعمرة جديدة لهم، وتبرز تحديها مع العالم في بلادنا، وفي النتيجة طغيان أكبر للنظام، ولن نعود بعدها إلى بيوتنا”.
إبراهيم أبو خالد، كان الأكثر تشاؤما، حيث اعتبر بأن “الوضع قبل ذلك لم يكن مطمئنا، فكيف الآن؟ الحل لأزمتنا في السماء، الدول العظمى تتصارع ونحن الضحية”.
وأطلقت روسيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وبدأت الثورة السورية ضد النظام منتصف مارس/آذار 2011 بمظاهرات في درعا؛ احتجاجاً على اعتقال قوات الأمن أطفالا كتبوا على الجدران عبارات مناهضة للنظام ورئيسه، سبقها في ذات الشهر احتجاجات في دمشق مطالبة بالإصلاح والحرية.
وامتدت رقعة المظاهرات بعد ذلك لتشمل بقية المحافظات السورية، وتحولت من مظاهرات مطالبة بالإصلاح، إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام واجهها بالعنف والقتل.
ومع إمعان النظام في الحل العسكري ومواجهة المتظاهرين بإطلاق النار، اتخذت الثورة منحى عسكريا.
وبدأت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى “الجيش السوري الحر”، مطلع عام 2012، بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السلمية، رداً على استخدام الأسد لآلة القتل الوحشية ضد المدنيين المحتجين.
وحسب بيانات سابقة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن “6.7 ملايين سوري تحولوا إلى لاجئين”، حيث يستضيف الأردن 1.3 مليون منهم، نصفهم دخلوا المملكة قبل بدء الثورة في بلادهم، بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة، حسب أرقام رسمية.
وفي مقابلة سابقة مع الأناضول، أعرب دومينيك بارتش، ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (التابعة للأمم المتحدة) لدى الأردن، عن قلقه من عدم عودة وشيكة للاجئين إلى بلادهم، وبأنه سيتعين عليهم “الاستمرار في الانتظار حتى تصبح الظروف مواتية”.