أنتجت الحرب العالمية الثانية نظاما عالميا قام على محورين وقطبين هما المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي وكان يسمى المنظومة الشرقية، والمعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وكان يسمى المنظومة الغربية والامبريالية.
هذا النظام انهار بانهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991، الذي استنزفه سباق التسلح وغزو الفضاء، والإنفاق الروسي الضخم على دول المعسكر الاشتراكي (نفط وغاز وسلاح وقمح وزيوت، مجانا)،
وكان توريط الاتحاد السوفياتي واستدراجه إلى فخ غزو أفغانستان، هو القشة التي قصمت ظهر البعير.
من شروط انبعاث النظام العالمي الجديد، كما كانت شروط قيام النظام العالمي القديم، توفر الأمن الذي تحققه القوة العسكرية، وتوفر مخصصات مالية وعسكرية طائلة، لمساعدة الدول.
فعلى سبيل المثال، تقدم الولايات المتحدة الأمريكية نحو 50 مليار دولار مساعدات خارجية للعديد من الدول كل عام، تبلغ حصة الأردن منها 1650 مليون دولار هذا العام، علما ان الأردن هو ثالث أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأميركية السنوية على مستوى العالم.
وتحصل عدة دول عربية على المساعدات الأمريكية هي مصر والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين وتونس والمغرب واليمن.
ولنا تجربة مرة في مسألة المساعدات في خمسينات القرن الماضي، حين ضغطت مصر وسوريا لإنهاء المعاهدة البريطانية مع الأردن، مع التعهد بدفع ما كانت تدفعه بريطانيا للأردن، وهو التعهد الذي لم تلتزم به الدولتان.
فكان ذلك مقدمة لحلول النفوذ الأمريكي محل النفوذ البريطاني عام 1957.
وفي بعض المعلومات أن بريطانيا ارادت التخلص من اعباء المعونة السنوية إلى الأردن، فاوعزت إلى من دعا لذلك بالمظاهرات في الشارع والمقالات في الصحف، وتم «إخراج» الأمر على انه تخلص وتحرر من التبعية للأجنبي.
عندما قصفت اليابان قاعدة بيرل هاربر البحرية أواخر سنة 1941، جمع الرئيس الأمريكي روزفلت اعوانه وسأل:
كم هي ميزانية اليابان ؟
فلما اجابوه انها لا تقارن مع ميزانية اميركا الضخمة، قال ستهزمهم اميركا.
ان اجمالي ميزانية الدفاع العسكرية الأمريكية للعام المالي الحالي 2022 تبلغ 770 مليار دولار.
وتبلغ ميزانية الدفاع الروسية 40 مليار دولار لعام 2022، أي ما يعادل 5.2 ٪ من الموازنة العسكرية الامريكية !!