زاد الاردن الاخباري -
كتب إياد الوقفي - أبدأ عجالتي بسؤالين مباشرين إلى رئيس الوزراء أولها، ماذا يلوح في الأفق حين بشرتنا إن أيامنا الجميلة لم تأت بعد؟ وثانيها، ما القصد في أن أجمل بحورنا التي لم نبحر بعد بها؟
من باب الإنصاف عدم التكهن في الإجابة عما يجول في خاطر الرئيس، بعد أن بدا متسلحا بثقة مطلقة تؤشر لكل تلك الحماسة، ويرى خلاف المشاهدات المدركات لمجاميع الشعب الأردني، في إشارة مباشرة تكشف أن السر يكمن في وصفة الرئيس، وفي جعبته ما يسر الخاطر وتطرب له الأذان، ولم يتبق سوى التقاط اللحظة للإعلان عنها، فيما الشعب ما زال قابض على جمر الانتظار بما ستجود به خلطة الرئيس السحرية.
وإن سمح لنا دولته من باب التخمين، سنضع بين يديه جملة من السيناريوهات والتوقعات التي بنى عليها فرضيته، وتزويده بعناوين لمد يد العون بنية صافية ومساعدته في زيادة مساحة التفاؤل التي سيطرت على لغة جسد الرئيس أثناء حديثه على خشبة المسرح، نستهلها بانتهاء حقبة تقمص الحكومة لدور التاجر جراء ما حققته من أرباح طائلة واثرائها على حساب جيب المواطن من بند تسعير المحروقات.
بدا من تفاؤل دولته أن الحكومة ستبدأ بإجراء جراحة ومراجعة شاملة وسريعة لجل سياساتها الاقتصادية مع تقديم شديد الاعتذار للشعب الأردني عن الحقبة السابقة التي نهشت جسد الاقتصاد، وإعادة النظر في برامجها وأولوياتها يكون المواطن غايتها ونقطة ارتكازها، إيمانا منها بأهمية الاستثمار في الكفاءات البشرية الأردنية التي إذا ما أتيح لها المجال ستبدع في تقديم رؤية في مجال الإصلاح الإداري والارتقاء بأداء المؤسسات التي وهنت نتيجة الضعف الذي ضرب في بنيتها الإدارية.
من باب الإمعان في التخمين، بدا جليا أن الفقر والبطالة آفتان فتكتا في المجتمع وسيحتلان الصدارة على سلم أولويات الحكومة لحين الخروج برؤية خلاقة، تجنب الوطن ما ينجم عنهما من هزات ارتدادية بعد أن وصلتا إلى مستوى يمثل السكوت عنهما في إطار المغامرة غير المحسوبة، وإعادة النظر بقرار فرض رسوم على الألواح الشمسية بعدما تنبه صاحب "الفكرة الخلاقة" أن أشعة الشمس هي نعمة وهبة من الخالق على عباده، لا يجوز تحت أي ظرف أن تخضع لأتاوة الحكومات.
العمل على الارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية بما يليق بالمواطنين بعد أن أدركت الحكومة أهمية التهيئة لثورة إصلاحية تشمل كل المفاهيم السائدة، واستحضار الكفاءة معيارا في اختيار القيادات الإدارية للنهوض في المؤسسات التي تكسرت على صخرة التنفيعات والمحسوبيات لاعوجاج مسطرة التعيينات، والعمل بما يكفل تحسين الواقع المعيشي للأفراد من خلال إعادة النظر بالمعاشات التي تآكلت نتيجة رفع الأسعار وزيادتها انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية، واستحضار قانون ضريبي أكثر عدالة يعطي حق الدولة والأفراد على حد سواء.
ومن باب الإفراط في التفاؤل، ستعمل الحكومة على تعديل قانون الاستثمار بغية إنعاش القطاع الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، لمنح الشباب مزيدا من التفاؤل بعد كل الخيبات التي عصفت بآمالهم حتى لا يقعوا فريسة ضغوطات نفسية تحتم عليهم التفكير خارج الصندوق.
التخمين على قدر المستطاع وضمن حدود اطلاعنا المحدود، بانتظار معرفة ما يدور في خلد الرئيس في كيفية تحقيق المستقبل الواعد، والإبحار في سفن الحكومة وهي مثقلة بالعجز والمديونية العالية، بما يفوق قدراتها وإمكانياتها لتحقيق وعود الرئيس الحالم.!