قد يكون الوقت قد حان لصانع القرار كي يتوقف امام بعض الاقلام المكسورة التي سقطت في امتحان الانتماء للوطن منذ زمن بعيد، وقد يكون من دواعي الامن الوطني، لي بعض الالسن التي اتخذت من إثارة فتنة وطنية مهنة لصناعة منابر يعتليها اهل كساح الرأي، وعميان الضمير.
لقد اصبح لزاما على صانع القرار، ان يراجع قراره بالحرية والديمقراطية، نحو جهلة لا يفقهون من الديمقراطية والحرية إلا استغلال مساحاتها، لنفث سموم حقد اسود يغشى القلوب منهم قبل العيون، فلا من حقوق قبل الواجبات، ولا امن لمن ليس مؤتمن، ولا قرار لمن لا يقر.
بالأمس القريب توجسوا خيفة من قرار صاحب الولاية بتكليف دولة الرئيس سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة الاردنية، وراحوا بحثا في تاريخ العائلة، ونقلوا بعض مواقف الاب والجد بعد ان أُخرجت من سياقها التاريخي، وقاموا بعمليات اسقاط لا يتقنها الا محترفو لصوصية تاريخانية، ليبشروا بعهد من \"\"القمع والبطش والارهاب\"\".
وحتى بعد تشكيل الحكومة، واصل هؤلاء مطاردتهم للرئيس، واخضاع كل حركاته وسكناته، لمبضع مسموم، لنشر السموم في الجسد الوطني الاردني، وكان من اخر ما اخضعوا له من قرارات الرئيس للتشريح هو قرار تعيين الاستاذ صالح القلاب رئيسا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، كخطوة حكومية لفتح باب جهنم على إسلاميي الاردن، في محاولة بائسة لدفع هذه الجماعة الى معركة مبكرة مع الحكومة.
ولكي لا تفوت هذه الاقلام المأجورة اية مناسبة، فانها تلج اليوم الباب الذي خرجت منه بالامس، لا طلبا للغفران، بل امعانا في استغلال مساحة الحرية للاتيان عليها وتدمير مكتسبات المجتمع الاردني، والتجربة الاردنية التي باتت محط تقدير الباحثين والدارسين، في مجال حقوق الانسان، والتنمية السياسية والديمقراطية، حيث تعد التجربة الاردنية الابرز في العالم العربي.
فبقدرة قادر تحول هؤلاء الى الصف المقابل وتداعوا، للمنافحة عن الرئيس في مواجهة، ما يصفونه بالقصف الثقيل لحكومة الرفاعي، في اشارة لبعض ردود الفعل التي اعقبت فضيحة نتائج الدورة الشتوية لشهادة الثانوية العامة، وما قيل من ان وزير الزراعة سعيد المصري قام بطرد رئيس لجنة عمال المياومة محمد السنيد.
وقد اتخذت عملية الدفاع هذه شكلا جليا من التحريض والتشكيك، اخرجت النقد الذي وجه لوزيري التربية والزراعة، من نطاق المساءلة والرقابة الشبيعة والسياسية، وادخلتها في حيز المؤامرة والصراع على السلطة، الذي يستهدف بصورة اساسية رئيس الوزراء، الذي تم تصويره كابن سيدنا نوح الذي قاللأبيه سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.
لاشك ان هراء من هذا النوع يحاول اصطياد عدة عصافير في حجر واحدة، فهو أولا يحاول النيل من شخصية الرئيس وفطنته، حيث لم ينجح في اختيار فريقه الوزاري الذي اخذ ينفض من حوله عند أول منعطف، كما انه يزج الاعلام الوطني في معركة ليست له عندما يتهمه بالتحريض على وزير دون اخر، ومن هذا يجري الولوج لباب الفتنة، والتآمر على الوحدة الوطنية، عندما يذكر وزيرا بعينه وصفته، دون أي دليل على خطأ ارتكبه الوزير \"\" المحضوض \"\" .
ان المراهنة على روح التوحش على الوطن التي يراهن عليها هذا الفريق، لدى فئة من الذين قد ينساقوا وراء محاولات تضليل من هذا النوع، وصرف انظارهم عما يحاك من نسج خيوط مؤامرة اقليمية كبرى، هو ما يدعو ضرورة الى المسارعة للجم اعداء الداخل.
ركان العلي