زاد الاردن الاخباري -
أقيم مساء الأربعاء حفل إشهار رواية "المهطوان" للكاتب والروائي رمضان الرواشدة في المركز الثقافي الملكي، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تحت رعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار.
وتحدّث خلال حفل الإشهار كلّ من الناقد عماد الضمور، والناقد والروائي الفلسطيني رجب أبو سرية، والناشر ماهر الكيالي، والمؤلّف أيضاً.
وأشارت الوزيرة النجار في الحفل الذي أداره مدير المركز الثقافي الملكي سالم الدهام، إلى أن هذا الإصدار الجديد الذي يضيف للسرد الأردني والعربي عنواناً جديداً، وللرواية الأردنية والعربية أيضا سفِراً جديداً يمثّل شهادة على مرحلة من تاريخ الأردن، موضحة أن الرواية وإن كانت تمزج بين الواقع والخيال، لكنها تدوّن الحكايات بواقعية قصصًا عشناها من مراحل عمرنا، وفي كل مرحلة كنا نكتشف شيئاً جديداً يضيف لمعرفتنا، ويدخلنا في "التجربة"، لا سيما وأن رمضان عاش "التجربة" بطولها وعرضها، وأعادها مدوّنة في هذه الرواية.
وأضافت وزيرة الثقافة "أننا نحتاج إلى تدوين سيرتنا، التي تشكل في كلياتها جزءا من التاريخ الاجتماعي، ونحن نحتاج للرواية ليس للمتعة، فحسب، وإنما أيضاً لتسجيل سرديتنا الوطنية، وكتابة التاريخ عبر الفنون المختلفة التي تضفي على الكتابة مساحة من الحلم".
وأوضحت النجار أن هذه الرواية التي تحمل أحلامنا في نهاية الثمانينيات، وتسرد قصة جيل، على اختلاف توجهاتنا وأفكارنا بالكيفية التي كنا نحلم فيها بصورة الوطن، وأن ما يربطنا في هذا الوطن هو الحب، وهي تمثل نموذجا لجزء من حقبة عاشها الأردن وأبناؤه في ظل الكثير من التحديات والتقلبات التي جرت حوله.
من جهته، بيّن أستاذ الدراسات الأدبية الدكتور عماد الضمور، أن أجواء الرواية مشحونة بالنضال وقضايا الفكر والثقافة الوطنية، حيث يختطّ الرواشدة نهجاً جديداً في التعامل مع القضايا السياسية، وكأنه يمارس فعله الإصلاحي من خلال الرواية.
ولفت أيضاً إلى أن رواية "المهطوان" تجسّد وحدة الدم والمصير بين الأردن وفلسطين، التي يمثلها بطلا الرواية عودة وسلمى، موضحاً أنها تتضمن تقنيات متعددة في السرد، مثل صوت القرين والقدرة على الاسترجاع وتوظيف التراث الشعبي الأردني، وطقوس تراثية استطاع العمل إحياءها، كما عكست مخاضات فكرية وسياسية عاشها الأردن في ثمانينيات القرن الماضي.
أما الناقد والروائي رجب أبو سرية، فأكد أن رمضان الرواشدة لفت متابعي الرواية العربية منذ صدور عمله الأول "الحمرواي"، التي رافقت بالإضافة لأعمال كتّاب آخرين نشوء المدينة الأردنية، من خلال رصد تحولاتها على امتداد ما يقارب ثلاثة عقود.
وأشار إلى أن "المهطوان" تنتمي إلى تيار الوعي وتتميز بالاقتصاد اللغوي وشاعرية اللغة، وتوظيفها تقنيات السرد الحديثة، وتخليقها لشخصيات تمزج بين الواقع والفانتازيا ضمن فضاءات أسطورية، واحتوت على ثلاثة عشر نصاً شعرياً للكاتب بالإضافة إلى احتوائها مقاطع شعرية لكتّاب آخرين، كما أنها تمثل رواية البطل الفرد ما يفرض المونولوغ الداخلي على السرد، ويمكن تسميتها بالمونودراما الروائية التي تأخذ القارئ إلى عالم أكثر عمقاً وعدالة.
وتخلل الحفل قراءات مسرحية مستوحاة من الرواية للفنانين محمد العبادي وداوود جلاجل وكمال خليل ورندة كرادشة وصلاح الحوراني، قدّموا خلالها صورة واضحة عن أبطال العمل وصراعاتهم الداخلية ومصائرهم وأحداث رئيسية فيه.
وبعد ذلك خرج من بين الجمهور الدكتور عودة الجعافرة الذي يجسد بطل رواية "المهطوان" سيرة حياته، وألقى كلمة ارتجالية لفت فيها إلى أن العمل يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ الأردن، ويشكل شهادة إبداعية عليها، حيث سجّل الرواشدة تفاصيل الحراك السياسي خلال تلك المرحلة.
من جهته، أكد مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الناشر ماهر كيالي، بأن رواية "المهطوان" تستحق القراءة مثل جميع أعمال رمضان الرواشدة، بدءاً من روايته الأولى 'الحمراوي' الصادرة عن المؤسسة عام 1989، والتي فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية سنة 1994، وكذلك رواية "أغنية الرعاة" التي صدرت عن المؤسسة أيضاً، وهي تمثل إلى جانب أعمال لروائيين أردنيين رحلوا وآخرين ما زالوا على قيد الحياة، مفخرة للرواية الأردنية.
وخُتم الحفل الذي شهد حضوراً كبيراً، وشارك فيه العديد من المسؤولين والصحفيين والكتّاب، بكلمة ألقاها الرواشدة، أشار فيها إلى عمّان التي تجمعنا بالحب على اختلاف الاتجاهات والمنابت، موضحاً أنه المكان الأردني وخصوصيته يشكّلان هاجسه الأساسي في كتابة الرواية، حيث رصدت أعماله تجارب الإنسان في عمّان والشوبك والكرك وإربد والقدس ويافا، في تأكيد على أن الأردن يمثل العمق الاستراتيجي لفلسطين وهويته عربية.