زاد الاردن الاخباري -
اكد سكان ماريوبول الاوكرانية ان القصف الروسي المتواصل منذ اسابيع على مدينتهم يحول دون دفن جثث القتلى التي تظل ملقاة لايام في الشوارع، فيما قالت موسكو انها استخدمت مجددا صواريخ فرط صوتية ضد منشآت عسكرية أوكرانية.
وتتحدث عائلات في مدينة ماريوبول الإستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، ونقص في المياه والغاز والكهرباء تسبب في جوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة التي امضوها في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.
وقالت السلطات في ماريوبول الأحد، إن ما يقرب من 40 ألف شخص فروا خلال الأسبوع الماضي. وهو عدد يقرب من 10% من تعداد سكان المدينة البالغ 430 ألف نسمة.
وفي شمال البلاد، تحدث رئيس بلدية تشيرنيهيف، فلاديسلاف أتروشنكو، عن "كارثة إنسانية مطلقة" في مدينته.
وقال للتلفزيون إن "القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي الى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء". وأضاف أن "لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل".
وتابع أتروشنكو في مستشفى أصيب في القصف أن "المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية".
ولم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي مدينتي ميكولاييف وخاركيف، المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأحد، إن 902 على الأقل من المدنيين قُتلوا وأُصيب 1459 آخرين في أوكرانيا حتى منتصف ليل 19 آذار/ مارس.
وأضاف أن سقوط معظم الضحايا جاء نتيجة استخدام أسلحة متفجرة مثل القصف بالمدفعية الثقيلة ومنظومات إطلاق الصواريخ المتعددة والضربات الصاروخية والجوية، مشيرا الى انه يعتقد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وفرّ عشرة ملايين شخص من منازلهم في أوكرانيا بسبب حرب روسيا "المدّمرة"، حسبما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأحد.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 شباط/فبراير، فر أكثر من 3.2 ملايين أوكراني من البلاد، وتوجه نحو ثلثيهم إلى بولندا التي تشكل في بعض الأحيان مرحلة قبل مواصلة نزوحهم الجماعي.
صواريخ فرط صوتية
وفي الغضون، أعلن الجيش الروسي الاحد، إنه نفذ سلسلة هجمات على منشآت عسكرية أوكرانية بصواريخ طويلة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت وصواريخ كروز.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف إن صاروخ "كينجال" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، أصاب مستودع وقود أوكرانيا في كوستيانتينيفكا بالقرب من ميناء ميكولايف على البحر الأسود.
وهذا اليوم الثاني على التوالي الذي تستخدم فيه روسيا صاروخ "كينجال" القادر على ضرب أهداف على مسافة 2000 كيلومتر بسرعة تبلغ 10 أضعاف سرعة الصوت.
وقال الجيش الروسي السبت، إن صواريخ "كينجال" استخدمت لأول مرة في القتال لتدمير مستودع ذخيرة في ديلياتين في جبال كاربات في غرب أوكرانيا.
وأشار كوناشينكوف إلى أن صواريخ "كاليبر" كروز التي أطلقتها السفن الحربية الروسية من بحر قزوين شاركت في الهجوم على مستودع الوقود في كوستيانتينيفكا، مضيفا انها اطلقت كذلك لتدمير مصنع لإصلاح المدرعات في نيجين في منطقة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا.
كما ذكر كوناشينكوف أن ضربة أخرى بصواريخ أطلقت من الجو أصابت منشأة أوكرانية في أوفروش في منطقة جيتومير الشمالية، حيث يتمركز مقاتلون أجانب وقوات أوكرانية خاصة.
وافادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بمقتل أكثر من 100 من القوات الخاصة الأوكرانية والمرتزقة بقصف قاعدة عسكرية في جيتومير.
زيلينسكي يحدد استعداده للقاء بوتين
الى ذلك، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيكسي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" استعداده لعقد محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مضيفا ان "القوات الروسية جاءت لإبادتنا لكن علينا اغتنام أي فرصة للتفاوض".
وشدد زيلينسكي على أنه "إذا فشلت المفاوضات مع روسيا فإن القتال قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة".
وحضّ روسيا، على القبول بمباحثات "جدية" لوضع حد للغزو الذي بدأته القوات الروسية. وقال في شريط مصوّر السبت ان: "هذا هو الوقت للقاء، للتحدث، لتجديد وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا".
وفي الغضون، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو لصحيفة "حريت" الأحد، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من اتفاق بشأن القضايا "الحاسمة"، وكادتا أن تتفقا على بعض المواضيع.
وأضاف أنه يأمل في التوصل إلى وقف للنار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي تم إحرازه نحو التوصل إلى اتفاق.
فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ("ناتو")، ينس ستولتنبرغ، إن تركيا تبذل جهودا لتسهيل المحادثات بين الطرفين، لكن من المبكر توقُّع نتائجها.
ومن جانبها، ذكرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس - غرينفيلد، لشبكة "سي إن إن"، أن "المفاوضات التي يحاول الرئيس الأوكراني عقدها مهمة ونحن ندعمها".
وقالت إن "المفاوضات تبدو كأنها من جانب واحد، لأن الروس لم يبدوا أي إمكانية لحل النزاع عبر حل دبلوماسي".
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك، وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله للصحافيين إن "الصين لن تقبل أبداً أي إكراه أو ضغط خارجي، وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين".