زاد الاردن الاخباري -
اعلن الاتحاد الاوربي عن موافقته على إنشاء قوة استجابة سريعة تتكون من 5 آلاف جندي بناءا على الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي ترفع من قدرته على التصرف في مواجهة الأزمات، وذلك في خضم الحرب الروسية الاوكرانية
القوة ليست جيشا اوربيا
ورغم أن مسؤول السياسة الخارجية والدفاعية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أكد أن هذه القوة ليست جيشا أوروبيا، إلا أنه كلامه حمل في طياته ما يشي بذلك.وقال برويل إن حلف شمال الأطلسي لا يوفر حل للمشكلات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي.
وصرح في مؤتمر صحفي أعقب اجتماعا لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل لإقرار الاستراتيجية الأمنية: "نحن لا نتحدث عن إنشاء جيش أوروبي، فلكل دولة في الاتحاد الأوروبي سيكون لها جيش خاص بها، لكن ما يجب فعله هو أن نعمل مع بعضنا البعض، ومن بين ذلك القدرة على الانتشار السريع والمشترك".
وأكد أن الاستراتيجية الدفاعية ليست حلا للأزمة الاوكرانية، لكنها تأتي وقت مهم جدا، فهي تظهر البوصلة الاستراتيجية التي تعمل على تعزيز الدفاع في الاتحاد الأوروبي وأضاف: "الجميع الآن مقتنع بأن أوروبا في خطر بسبب الهجوم الروسي، الذي غيّر المشهد الجيوسياسي".
قوات لمنع اللاجئين العرب
والعام الماضي انتشرت عناصر من الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية (فرونتكس)، عند الحدود البرية التركية اليونانية، لمنع المهاجرين المحتشدين في كاستانييس وهو معبر حدودي من الجهة اليونانية، من الدخول إلى الأراضي اليونانية. وكانت أثينا قد طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدة عاجلة لحماية حدودها من تدفق المهاجرين الآتين من تركيا.
القوة بعيدة عن الناتو
والحديث عن الجيش الأوروبي ليس جديدا، فقد تصدر المناقشات الأوروبية الداخلية منذ سنوات، وتعالت الأصوات التي تدعو إلى إنشائه بعيدا عن حلف الناتو.
وأعرب عن سعادته بإقرار الاستراتيجية، التي تمكن الاتحاد من حشد 5 آلاف جندي للتصرف للأزمات، فذلك "يعزز من قدرتنا في القيادة والسيطرة وإجراء تدريبات مشتركة، ففي السابق لم تكن الجيوش الأوروبية تنخرط في تدريبات مشتركة".
وأضاف: "اعتقد أن تبني هذه الوثيقة يرسل إشارة قوية عن الوحدة والعزيمة، ويأتي في وقت مهم للغاية، لأننا نحتاج إلى زيادة قدراتنا العسكرية والدفاعية".
فشل سابق
بعد فشلها في معالجة أزمة البلقان، لجأت أوروبا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) فكثر الجدل، وتولدت قناعة بضرورة إنشاء قوة أوروبية عسكرية مستقلة.
وفي مؤتمر سان مالو الذي انعقد بفرنسا في ديسمبر/ كانون الأول 1998، اتفقت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وحكومات الدول الأعضاء الأخرى على اعتماد سياسة أوروبية للأمن والدفاع وبناء القوة اللازمة لذلك.
ثم وافق المجلس الأوروبي بقمته المنعقدة في هلسنكي في ديسمبر/كانون الأول 1999 على إنشاء قوة عسكرية أوروبية، بحيث تكون قادرة على القيام بعمليات حفظ السلام وعمليات إدارة الأزمات.
وتشكلت أول قوة عسكرية مكونة من 60 ألف جندي تم اختيارهم من جيوش بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا ولوكسمبورغ، وهي قوات مستقلة وإن كان بالإمكان وضعها تحت إمرة المنظمات الدولية.