أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال .. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏ المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي معارك عنيفة في بلدة الجبين جنوبي لبنان .. ومسيرات في أجواء الجليل الغربي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم
مُنعت من الكتابة وفُـصِلت من العمل !
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مُنعت من الكتابة وفُـصِلت من العمل !

مُنعت من الكتابة وفُـصِلت من العمل !

22-03-2022 06:34 AM

عملتُ بضراوةٍ شديدةٍ في الصحافة، بدأتُ في صحيفة الأخبار التي كان مديرها العام الشاعر عبد الرحيم عمر، الذي قال لي بعد أن لاحظ إنتاجي وانصرافي الكليّ إلى العمل: «أنت يا محمد.. تتمتّع بضمير مهني لم أعهده في أحدٍ غيرك».
جملة عبد الرحيم عمر تلك، تصلح موسوعة في متطلبات التحفيز، فتلك الجملة البسيطة دفعتني إلى المزيد، إنَّ احتفاظي بجملة عبد الرحيم عمر إلى اليوم، دليلٌ على أنَّ التقدير المعنوي الذي لا يكلّفُ فلساً واحداً، يدوم وقد ينتج عنه عطاء لا يقـدّر بمال،
أتقنتُ كلَّ مراحل إنتاج الصحيفة، ازدادت قدرتي على الدقة والتنظيم والإتقان، ورغم أنّني كنتُ سريعاً ومنظّماً ودقيقاً جدّاً، ومُتْقِناً بلا تردّد، إلّا أنّني واصلتُ الضغط على طاقتي إلى أن أصبحت خبيراً ومعلماً بشهادة كلِّ مَـنْ عملتُ معهم.
كنتُ أكتب مقالة يومية بعنوان «عرض حال»، وقد تــمَّ منعي من الكتابة وفصلي من العمل ولم يكن في جيبي ثمن علبة حليب لابنتي عدن، ولا أجرة المنزل التي كانت ستين ديناراً.
كان إبراهيم حماتي صاحب المنزل الذي أستأجره شديد الحرص، يحسبها بالفلس ويحاسبني على الفلس، طرق باب منزلي مساءَ نفس اليوم الذي فُصِلت فيه من عملي، واستأذن في الدخول قائلاً: «سمعتُ أنّك فُصِلت من عملك».
قلتُ: صحيح أخ إبراهيم، اطمئن ولا تقلق على إيجار المنزل، كما أنَّ موعد دفع الإيجار لم يَحِنْ بعدُ، فنحن ما نزال في منتصف الشهر.
قال :اسمعْ يا جار، لا تقلق من أجرة المنزل على الإطلاق، لن أطلب منك الإيجار حتى لو بقيتَ مفصولاً خمس سنوات وأكثر.
أجبته مندهشاً: بارك الله فيك، فهذه شهامة في وقتها.
اتصل بي عـز العرب أبو العينين، محاسب صحيفة الأخبار، قائلاً:» الفول في انتظارك أستاذ محمد، تعال نفطر معاً». وقبل الإفطار ناولني المحاسب راتبي كاملاً.
قلتُ لنفسي:» إنَّ هذا المبلغ هو أجرة نصف شهر، وبدل إجازات نصف شهر»، دخلتُ إلى مكتب فؤاد سعد النمري صاحب الصحيفة، الذي استقبلني بحماسة ملحوظة، قال وهو ينظر إليّ بمودةٍ عارمةٍ، وتعاطفٍ مكشوف:
«اسمع يا محمد، سيظلُّ راتبك الشهري سارياً إلى أن تعود إلى العمل، مهما طالت المدة، إنسَ موضوع الراتب كلياً».
شكرته مستغرباً من الذي يحدث، فالرجل هو أيضاً شديد الحرص على المال ويحسبها بالفلس.
تنفسّت الصعداءَ، وغمرني ارتياحٌ لا أستطيع وصفه، قلتُ لنفسي: «ما أجمل النزاهة !! وما أرقى شعبنا وبلدنا !! يستحقُّ هذا الأردن الزاخر بالخير والشرفاء، أن نحبَّه وأن نغار عليه، وأن نسعى إلى أن يصبح أفضل».
- (مقطع من كتاب «من الكسارة إلى الوزارة» - صفحة 150).








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع