زاد الاردن الاخباري -
من الأطفال الرضع، إلى مقاتلين بأزياء عسكرية تتراكم الجثث في مستشفى مدينة ميكولاييف الأوكرانية التي تقاوم بشراسة غزوا روسيا نجحت في إيقافه حتى الآن، لكن من غير المعروف إلى متى.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن جندي أوكراني، كان في المستشفى للبحث عن جثمان شقيقه الأصغر تقديره أن نحو "200 جثة" موجودة في ثلاجة المستشفى، مضيفا أن الكثير منهم عسكريون.
وقال الجندي إن شقيقه دانييل كان يبلغ من العمر 17 عاما عندما توفي خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات الروسية.
وانضم الشقيق إلى قوات الدفاع الإقليمية المحلية التي تقاتل الروس، مضيفا للصحيفة "كيف أحضر لوالدتنا ابنها الميت الآن، ليس لدي أي فكرة."
خط المواجهة
وتعتبر مدينة ميكولاييف الواقعة على خط المواجهة الجنوبي في أوكرانيا قصة نجاح لكيفية دفاع أوكرانيا ضد الغزو الروسي، بحسب الصحيفة، "فهذا هو المكان الذي حافظت فيه القوات الأوكرانية على الأرض، مما أدى إلى تأخير أي هجوم روسي على ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، صاحب القيمة الكبيرة استراتيجيا، وهذا هو المكان الذي شنوا فيه هجمات مضادة لصد القوات الروسية، وهذا هو المكان الذي تستمر فيه الجثث في التراكم".
وفي حين ألحقت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة بالروس، قالت الصحيفة إن هناك ثمنا رهيبا دفعته أوكرانيا بالأرواح.
ولم يصدر الجيش الأوكراني أي أرقام للضحايا، ولكن في ميكولاييف الأسبوع الماضي فقط، ضربت الصواريخ الروسية ثكنة أوكرانية، مما أسفر عن مقتل العشرات.
ونقلت الصحيفة عن رقيب أوكراني من أحد مواقع الخطوط الأمامية في ميكولاييف قوله إن "استراتيجية روسيا العسكرية غير مفهومة، إنهم يقصفون المدن المسالمة ويقصفون الثكنات مع مجندين جدد ينامون في الداخل، لكنهم لن يقتحموا مواقعنا العسكرية الفعلية".
الجثث
وحث حاكم ميكولاييف، فيتالي كيم، السكان على إخطار السلطات المحلية عندما يصادفون "الكثير" من الجثث الروسية التي تركت متناثرة حول ضواحي المدينة.
وقال إن الناس يمكنهم أيضا وضع الجثث في أكياس ، والتي سيتم شحنها في النهاية إلى الأمهات الروسيات لأننا "لسنا حيوانات"، وقال كيم على موقع Telegram إن "المشكلة هي أنهم لا يأخذون أجسادهم دائما"، مضيفا "الكلاب لا تأكل كثيرا، نفس الشيء مع الذئاب".
وقال ديمتري سميرنوف، الذي يملك دار جنازة في ميكولاييف، إن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة كانت تشهد عادة حوالي 20 حالة وفاة يوميا.
وفي ذروة جائحة فيروس كورونا، قفز ذلك إلى 50 في اليوم، حسب تقديراته.
وقال سميرنوف إن المدينة تتعامل الآن مع أكثر من 100 حالة وفاة يوميا - دون احتساب الروس.
وسيصل بيت جنازته وغيره قريبا إلى نقطة الانهيار، حيث أن لديه فقط ما يكفي من التوابيت لتستمر حتى نهاية هذا الأسبوع.
وعادة ما يتم الحصول على الخشب اللازم لصنع التوابيت من الغابات في منطقة خيرسون، التي تحتلها القوات الروسية الآن وقد تضطر بعض الجثث قريبا إلى الدفن في أكياس مغلقة.
وتتساقط الصواريخ الروسية في كل مكان في المدينة، حتى على المقبرة.
ونقلت الصحيفة عن حفار القبور، يوري مالاشوك، قوله إن صاروخا على الأقل هبط في المقبرة كل ليلة تقريبا منذ بداية الحرب مضيفا "حتى الأماكن المقدسة ليست آمنة".
وفي الشهر الماضي، حفر مالاشوك قبورا لعائلات بأكملها دفنت من قبل جيرانها، كما أنه حفر مقابر للرجال الذين تركوا بعد إجلاء أفراد أسرهم.
وتطلب أوكرانيا من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما البقاء في البلاد للقتال.
وتوقع محللون في معهد دراسات الحرب أنه "إذا استقرت الحرب في أوكرانيا في حالة من الجمود، فإن القوات الروسية ستواصل قصف المدن الأوكرانية، وتدميرها وقتل المدنيين، حتى في الوقت الذي تفرض فيه القوات الأوكرانية خسائر على المهاجمين الروس وتشن هجمات مضادة خاصة بها".
ومع خروج الكثير من مدفعيته الآن عن نطاق وسط مدينة ميكولاييف ألقى الجيش الروسي، الاثنين، قنبلة على فندق في أول ضربة في وسط المدينة. ولم يصب أحد بجروح خطيرة في الانفجار لكن العديد من المباني السكنية خلف الفندق تضررت.
وبعد أقل من ساعة من الانفجار، كان السكان في الشوارع في الخارج، يعملون معا لإزالة الأنقاض من جدران منازلهم ونوافذها.
وقال ضابط شرطة أصيب في قصف روسي على المركز الذي يعمل به "الروس يحاولون تخويف السكان". كل هذا ضغط لخلق الذعر.