الترقيعات مرفوضة يا بخيت !! د. أكرم كريشان
بدأت تحاك المسرحيات علنا وأمام الجماهير الغاضبة جراء سياسات ألنهج الحاكم في الأردن.. فبالرغم من جم غضب الشعب الأردني وإصراره على التغيير في السياسات الحكومية والدستورية والاقتصادية وكافة مفردات الحياة اليومية ... إلا انه وللأسف الشديد يخرج علينا البخيت هذ اليوم بترقيعة جديدة لطاقمه الوزاري من خلال تغيير وجوه كان بعضها موضع شك واتهام من الشارع الأردني ... وكان لها دورا كبيرا في لعبة القط والفار... وعملية الشد العكسي...التي أضرت الوطن والمواطن ودمرت مؤسساته وإرادته الحرة ، فقد تم تغيير الطواقي فقط على غرار مسرحية غوار الطوشه ... وهذا الأمر حتما لن يزيد الشعب إلا إصرارا على ضرورة التغيير والإصلاح ، وضرورة تعيين حكومة إنقاذ وطني فورا ، وحل مجلس النواب الذي زور بعضهم إرادة الشعب من خلال مواقفهم السلبية تجاه الإصلاح والتغيير والكثير من القضايا ذات المساس المباشر بالشعب ، ومن خلال منحهم براءة للبخيت عن قضية الكازينو التي أصبحت حديث الشارع ليلا نهارا .. والقضية ابعد من ذلك بكثير وقد يأتي يوما سوف تنفلت بها الأمور ونخاف أن يقع المحذور لا سمح الله لأن الترقيعات لا تجدي الشعب والترقيعات لم تكن موفقة أبدا ... إلا إذا كانت ترضيات لأجندات معينة يرفضها الشعب قلبا وقالبا .
نعم الشعب يريد إصلاحا حقيقيا والشعب يريد حكومة إنقاذ وطني والشعب يريد إصلاحات على مستوى النظام والشعب يريد إصلاحات اقتصادية شاملة والشعب يريد رفع يد الأجهزة الأمنية عن كافة المؤسسات والوزارات والنوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية ، وكذلك الجامعات والبلديات والأحزاب والاتحادات العمالية والنقابات المهنية وغيرها من مؤسسات الوطن ...
لكن ما يشاهده الشعب هو بمثابة تحد واضح لإرادتهم المتأججة غضبا مما يحدث في الأردن ... فالعدالة أصبحت في مهب الرياح والحريات أصبحت تقمع ويتم تقليمها شيئا فشيئا ... وأما سياسة التوريث الوظيفي فلا زالت متبعة وهذا يخالف ابسط قواعد وحقوق الإنسان ويخالف الدستور الأردني الذي تنص مادته السادسة / (1 ) على ما يلي ... ( الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين ).
لذلك لا يلام الشعب على الاحتجاجات ولا يلام الشعب على الاعتصام ولا يلام الشعب على مقارعة الحكومات المهترئة ... لأن الوظائف العامة أصبحت توريثا من الجد إلى الوالد إلى الابن .. وبالتالي نهبا للثروات وسلبا للحقوق واعتداء على الحريات الفردية وحقوق الإنسان .. وأخيرا عدم احترام رغبة الشارع الأردني الذي يصرخ ليلا نهارا من شدة الظلم وقساوة العناد الذي تتبعه الحكومات وأصحاب القرار في الدولة الأردنية ...
ونؤكد مرة ثانية وثالثة وللمرة الألف بأن ما حصل يعتبر ضربة موجعة للشعب وإرادته .. ولا يتوافق وتطلعات الجماهير والحركات الشعبية والوطنية التي تطالب بالإصلاح والتغيير ...
نعم فالشعب يتطلع إلى حكومات شفافة مثل حكومة وصفي التل وهزاع المجالي وعبد الحميد شرف رحمهم الله جميعا ، حيث يتذكر الشعب مآثرهم الحميدة ووطنيتهم الصادقة وانتمائهم الحقيقي للأردن ، لأنهم خرجوا من رحم الشعب ولم يتخلوا عنه أبدا في محنته أو مصائبه أو أوجاعه أو تطلعاته وآماله ... أما أصحاب الكراسي المخملية والسيارات الفارهة والغرف الليلية المنارة بالشموع فلا اعتقد بأنهم قادرون على إدارة دفة الحكم في البلاد ولن يستطيعوا إيقاف غضب الشارع الأردني أبدا بل سيزيد الأمر تعقيدا ... وبالتالي فالوطن هو الخاسر الوحيد وأعان الله المواطن الأردني على ما ابتلي به من ابتلاءات كبيرة ومتعددة ومعقدة ... واعتقد أن حلها لن يكون هكذا أبدا...بل أن المعادلات الصعبة للمواطن الأردني تحتاج إلى خبراء ومختصين لحلها حتى لا يكون هناك خيارات أخرى سوف تأكل الأخضر واليابس وتدمر كل القيم والمبادئ والحلول .
Kr2002or70@yahoo.com