هذه الحكاية قد تحدث مع أية عائلة أردنية ؛ وقد أضفتُ إليها قليلاً من التصرّف..:-
العائلة منذ الصباح منشغلة بالترتيبات للخروج في رحلة عائلية ..وصوت ربّ الأسرة يرعبهم وهو يصرخ فيهم : يلاّ استعجلوا شويّة بدنا ننبسط..! يتراكضون في التجهيزات ؛ ولد يحمل صحوناً و معالق و آخر يحمل فرشتين و وسادتين ؛ وإحدى البنات تضع في كرتونة البندورة و البصل و البهارات..و ربّ الأسرة يقف في منتصف الطريق في الصالون و يصرخ في الجميع : يلاّ يلاّ بدنا ننبسط ..!
عند السيارة ؛ وهم يركبون ؛ يشرفُ ربّ الأسرة على دخولهم في السيارة وهو في عصبية : اقعد إنت هون و إنت هون و إنت لفّي من هناك و إنت تعالي من هون ..يصرخ في الأم : ولك طالعين ننبسط مش طالعين على حفلة عرس عشان تتمكيجي بهالطريقة ..بعدين بنتحاسب اطلعي هسّا ؛بديش أنكد عليك يا بقرة ..!
في الطريق يفتح الراديو على إحدى الاذاعات الإخبارية بينما الأولاد منشغلون بالمزاح مع بعضهم ..فيصرخ فيهم : ولكو يا حيوانات بدنا ننبسط ؛ اخرسوا و انطموا لحد ما نصل ..! ثمّ يتجه لزوجته بجانبه : ولك احكيلك كلمتين مع قرودك بدل ما أوقف السيارة و أشبع فيهم كفوف و شلاليط ..!
يتوقف عند منطقة جميلة ..فيها بعض المتنزهين : آه شو رأيكم هون ؟ يقولون : بتجنن بابا ..لكنه يستدرك وهو يشغل السيارة : لالا هذا الموقع مش أحلى شي ..إحنا بدنا ننبسط ..!! وفي موقع أخر نفس الشيء و في الثالث و الرابع ..!
مشهد أخير : العائلة تجلس تحت شجرتين ناشفتين ..يلتفون حول الطعام ..والأب منهمك تماماً في الأكل بشراهة ..وين الملح ؟ وين كاستي اللي باشرب فيها دايماً ..وين جمر الأرجيلة ..؟ وين رايحين يا قرود ؛ كملوا أكلكو..يلا بسرعة انبسطوا ..قربت الشمس تغرب و بدنا نروح ؛بكفي انبساط..!
في طريق العودة يتكلم ربّ الأسرة في الموبايل : أمّا كانت رحلة ..انبسطنا ليوم الانبساط ..فعلاً يا زلمة الواحد بحاجة كل فترة ياخذ العيلة و يطلع هيك ويغيّر جو وينبسط عن جد..! ينظر إلى أبنائه و يقول لهم جاحر العينين مع تغليظ في الصوت : سمعوا عمّكم على التلفون انبسطتوا وإلا لأ .. يقولون بصوت واحد ذليل : آآآآآآآآآآآآه ..!!