زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير الاقتصادي حسام عايش، إن الأردنيين يعانون من شكوى عامة ذات تأثير مضاعف على قدرتهم بتحملها تتمثل بارتفاع الأسعار وبالتالي تراجع القدرة على الإنفاق بسبب انخفاض معدل دخل الناس عن 2019، وما رافقها من زيادة الكلف.
وأضاف عايش في تصريحات صحفية أن كثير من الموظفين لم يستعيدوا هذا الدخل الفاقد بسبب المواجهة مع كورونا، مشيرا إلى أن معدل الدخل للأسرة الأردنية منخفض ولا يواكب الارتفاعات في الأسعار.
وبين أن أي ارتفاع في الأسعار سيؤثر مباشرة على الأسرة وعلى ترتيب أولوياتها، مضيفا أن 28% من الأردنيين رواتبهم تقل عن 300 دينار، و 7% فقط رواتبهم تزيد عن 1000 دينار، مما يعطي دلالة أن غالبية الناس ستتأثر بأي ارتفاع يطرأ على الأسعار.
ودعا عايش الأردنيين مع قدوم رمضان إلى البدء بإعادة ترتيب أولوياتهم بتنظيم أنفسهم ، وأن لا يحمّلوا أنفسهم كلفا إضافية، خاصة أن مسألة ارتفاع الأسعار أصبحت دائمة وليست عابرة.
وتابع:"واحدة من الوسائل المهمة في ذلك، أن يعتبر الأردنيين رمضان شهرا وطنيا لضبط الإنفاق، والتدرب على التسوق الذكي، ومنع الهدر في الطعام والشراب".
عايش بين أن الارتفاع في الأسعار من الممكن التقليل من آثاره إذا وجد تنظيما للمشتريات، بشراء الاحتياجات الحقيقية، ووضع ميزانية والالتزام بها، وتأجيل شراء السلع المرتفعة غير الضرورية أو استبدالها بسلع أرخص.
وكشف عايش أن كميات الهدر بالطعام والشراب في رمضان تشكل 20-30%.
ونوه إلى أن الولائم والعزائم في رمضان هذا العام بالذات ستكون مكلفة على صعيدين، الصعيد المالي وأيضا المتعلق بمخاطر كورونا وما تشهده من اختلاط و تجمعات سيما أننا لم نتجاوز مخاطرها بعد، داعيا إلى الانتباه كي لا تؤدي إلى مشكلات بالنسبة للناس إذا لم يعد الالتزام بالتعليمات الصحية كما ينبغي.
وشدد عايش بضرورة مراعاة الناس بعضهم البعض والتكيف مع الأوضاع الصعبة، وأن لا يفكروا في اللحظة الراهنة عندما يقررون وإنما أن ينظروا إلى المرحلة القادمة.
وأضاف عايش أنه لا يجوز العودة مرة أخرى والمواطن تحت وطأة الشكوى الهائلة من ارتفاع الأسعار لكي يحمل نفسه كلفا إضافية من خلال ولائم أو عزائم، تتحول في النهاية إلى ديون أو تؤثر على إنفاقه في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل وفي العيد والتزاماته.
ودعا مؤسسات المجتمع المدني وحماية المستهلك لتوجيه الناس بمقاطعة كل من يرفع سعره، للتأثير على الأسعار التي تحدث لأسباب تتعلق بالاحتكار أو الجشع أو التلاعب.