عاش الأردنيون وما زالوا في تجارب البرلمانات الديكورية ( المنتخبة ) عملياً والشفافة والنزيهة والحرة صورياً !! فكل مره نحتفل بالعرس الديمقراطي ونقدم المناسف والكنافة والقهوة الساده والشاي نكتشف أن المجلس مُزور !! ثم نعود للتحضير للعرس الثاني ونعاود الكره مرة آخرى وإذا بالعرس يتكرر !! المخرج والمنتج واحد أما العرسان يتغيرون !! بعظهم محجوز له المقعد منذ سنة 1989 !! حتى الآن ، العرسان يتغيرون أما العروس فهي ثابتة لا تتغير وهي الوطن !! مسكينة عليها أن تتزوج كل ما تنتج الأنتخابات من عرسان جوزك وأن راد الله !! المأذون موجود والشهود أيظاً جاهزين !! والذين يطلقون النار فرحاً بالعرس جاهزين !! والخرفان جاهزة للذبح !! والذين يوزعون القهوة والشاي والكنافة مستعدون !! والكتاب الذين يقبضون مقابل خدماتهم متهيؤون لكتابة أحلى المقالات عن العرس الديمقراطي وعن النزاهة والشفافية والحرية وغيرها من العناوين المعروفة والمعدة سلفاً !! أما العروس المسكينة عليها أن تقبل الأزواج على علاتهم !! وعلى المتفرجين أن يقبلوا المسرحيات على أشكالها وأنواعها .
نعيش اليوم في أجواء آخر مسرحية !! مسرحية الكازينو الكتاب المدفوعي الآجر يصفونها بالديمقراطية !! والمتفرجون يضحكون !! فقط العروس تبكي ولا أحد يسمعها أو يسألها لماذا تبكي ؟!! وحالها يقول لا تندهي ما في حدا لا تندهي !!
لكن المتفرجون اكتشفوا أخيراً سر بكاء العروس !! بدأوا يشتمون !! ويعارضون ويعتصمون ويرددون هتافات من كل قُطرٌ أغنية !!
على المخرج والمنتج أن يعيد السيناريو وأختيار الممثلين قبل أن تموت الأعراس الديمقراطية !! ويموت الوطن !!.
الدكتور تيسير عماري