يحضرون على المشهد السياسي الاردني ومن ثم يغادرون ، ولا نعد نسمع بهم وكأن وجودهم يشابه وجود حلم ليلة صيف ، ثم نعود للوجوه الجديدة ، ونبدء تقدير الامور وقياسها ، والبحث عن الخلفيات السياسية والعائلية والصحوبية والمناطقية ، ولانجد شيء جديد في عملية الاختيار للوزراة الاردنية .
تمثل اغلب الحديث عن التعديل الوزاري الاخير أنه طريق الخروج لبعض الرجال من الساحة الاردنية وخصوصا اؤلائك الرجال الذين كانوا يسيرون الامور بالخفاء ، ويوشوشون في أذن الرئيس طوال فترة حكومته السابقة أو الحالية ، وهم الان في العلن ، وهنا نقول هل يستطيع هؤلاء الرجال العمل بالعلن بعد سنوات طويلة من العمل بالخفاء وادارة شؤون البلاد مبتسمين بينهم وبين انفسهم لأنهم رجال الخفاء السياسي الاردني ؟
خلال اقل من سنتين ونحن نشاهد رجال يتقلبون على مقاعد الوزارات ذات اليمين وذات الشمال و..... ، ولانجد كمواطنين اي مبررات لهذا الخروج العنيف من الوزارة سوى أنهم استخدموا اي هؤلاء الرجال كعتبات للأنتقال لمرحلة أخرى ربما وهنا أضعها بين قوسين ، قد تحمل للوطن شيء جميل ، وفي نفس الوقت لايحق لنا ان نسأل لماذا غادر بعض الرجال الوزارة ؟، وما هي الاسباب ؟ ، ويبقى الجواب عند باب الرئيس .
وفي هذه الطريقة من الدخول والخروج في الوزارة أكبر الاعذار لمن يبحث عنها لتبرير فشله في ادارة كفة البلاد للأفضل ، والكلمة المعتادة السماع في الموروث السياسي الاردني أن هذا الوزير أو ذاك لم يتمكن من الجلوس على مقعد الوزارة كي يحكم عليه بالنجاح أو الفشل ، ويختم قوله بأنه قد أكل يوم أكل الثور الابيض ، وأن الافضل له كان في رفضه الدخول من بوابة المقبرة الوزارية للرجال .
ورجوعا لحديث الشارع الاردني ، وهو حديث قريب للواقع أكثر من حديث الصالونات السياسية ، فحديث هذا الشارع لايخرج عن كلمات محددة وبسيطة ، وهي أن الدخول للوزارة هو بابا الخروج من الحياة السياسية الاردنية سواء العلنية أو الخفية ، وان هؤلاء الرجال هم رجال مراحل وليس رجال خطط ، وان من ترد اسمائهم في قائمة التشكيل أو التعديل يعلمون أنهم كبش فداء .
والحديث السابق يعيدنا الى المربع الاول والمفصلي في حياة البلاد السياسية ، والمتمثل في طريقة اختيار هؤلاء الرجال ، وفي نفس الوقت في طريقة اختيار الرئيس نفسه ، التي من خلالها يتم اختيار هؤلاء الرجال ، متى نصل الى مرحلة أن من يحاسب الوزير أو رئيس الوزراء قاعدتهم الحزبية والشارع الذي يمثلونه كي نخرج من متاهة الاختيار الفردي والشخصي والفئوي والمصالحي للوزراء والرئيس نفسه ، اذا نحن في دائرة مغلقة لاتؤدي إلا الى مقبرة تؤد بها الرجال وهي الدوار الرابع .