لم يكن الاتصال الهاتفي عاديا، عندما فوجئت بأن جلالة الملكة رانيا العبدالله منحتني شرف أن أكون من ضمن بعثة جلالتها لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك والتي تضم 550 سيدة، اتصال ربما وضعني في مكان حسبته حلما لكنه اليوم حقيقة.
بالأمس تشرفت بأن أكون ضمن أول أفواج بعثة جلالة الملكة رانيا العبدالله لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك، حيث وصلنا الديار المقدسة عبر خطوط الملكية الأردنية فكانت الترتيبات بأعلى درجات التنظيم، فلم يقف أمامنا أي عائق بالمطلق او صعوبة، منذ ساعة انطلاقنا من عمان حتى وصولنا لمدينة مكة المكرمة، وبتوفير كافة وسائل الراحة لتترك لنا ساعات المساء لاداء مناسك العمرة بكل سهولة.
وتستوقف أي قارئ لعيون السيدات اللاتي ضمتهن القائمة الأولى من أفواج بعثة العمرة، هي لغة ربما يصعب نقلها بالحرف والكلمة حيث تحدثت نظراتهن قبل السنتهن عن مدى الفرح الذي يعشن، وعن قصصهن التي تخفيها ملامحهن بأن قدومهن لمكة المكرمة حلم تحقق، مرددات بألستهن كما رددت أنا الدعاء بأن يديم الله على الأردن قيادته، وان يديم الله على صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله الصحة والعافية، ويعز ملك جلالة الملك ويبقيه سندا وأبا وأخا لكل أردنية وأردني.
فرح زرعته جلالة الملكة رانيا في قلب أكثر من 500 سيدة، تم اختيارهن من جميع محافظات المملكة من أسر الشهداء والمتقاعدات العسكريات والناشطات في خدمة المجتمع ومن المستفيدات من الجمعيات الخيرية والتعاونية ومؤسسات المجتمع المدني، اضافة الى عدد من المتطوعين الشباب، فرح تجاوز حلم السيدات اللاتي تجاوزت سنين انتظاره حدود ان يتحقق، لتأتي جلالة الملكة وتضعه موضع الحقيقة والواقع، وعند سؤالهن عن مشاعرهن كانت تسبق دموع الفرح اي كلمات لتعبّر عن ما يعشن.
تفاصيل كثيرة عنوانها الفرح سردها يحتاج لغة خاصة، ومساحات واسعة، فهو الفرح الاستثنائي الذي أهدته جلالة الملكة لـ550 سيدة بحجم انتظارهن لتحقيقه سنوات من عمرهن الذي رسمت ملامحه من جديد بألوان زاهية مزخرفة بفرحة اداء العمرة وبفرحة اختيارهن ان يكن ضمن بعثة جلالة الملكة للعمرة.
البعثة ستكون على أربعة أفواج بالطائرة، انطلق أول وثاني أفواج البعثة أمس واليوم من محافظات العاصمة واربد والبلقاء والمفرق والطفيلة ومعان والعقبة. وسيكون الفوجان الثالث والرابع في منتصف الشهر من محافظات الكرك ومادبا وجرش والزرقاء وعجلون، فيما تشارك جلالتها في أحد الأفواج خلال الأيام القادمة.