لو سألوك أين يعيش الشعب الأردني ؟ إيّاك أن تكون إجابتك القاطعة أنه يعيش في البيوت ..فهذه الإجابة تنطبق على القلّة من الشعب ..لأن الأردنيين منذ سنوات قليلة يسكنُ في الأوهام وكلها أوهام مفروشة و ديلوكس ..! و الجميل في هذه الأوهام أنها قابلة للورم و غير قابلة (للفش)..!
الأردنيون يبنون بيوتهم الوهميّة في الفيسبوك ..ويسبتدلون جلسات العائلة بجلسات عائلية وهميّة ..الأردنيون يهربون من كلّ شيء يذكّرهم بأنهم على تراب حقيقي و مع أناس حقيقيين ؛ إلى تراب وهمي وأشخاص وهميون ..!
الأردنيون أصبحوا في أفراحهم يبنون بيوت الشعر في الفيس بوك ..و يستقبلون الناس في الفيس بوك ..ويقيمون الولائم في الفيس بوك ..و يقبلون النقوط في الفيس بوك و النقوط عبارة عن شمط لايكات و تعليقات و مشاركات ..! حتى عزاءاتهم صارت هناك ..قرآنهم صار هناك ..تقبيل بعضهم البعض صار هناك ..حنفيّات (غداء التربة) صارت هناك ..و نكّاشات أسنانهم موجودة هناك ..!
لا يعاتبني أحد لماذا لم أبارك له في عرسه أو في طهور ابنه أو أبارك له لأن أمّه حامل ..فقد فعلتُ كل ذلك ..وحضرتُ إلى واجهاتكم في الفيس ..و إلى دواوين آل فلان و آل علنتان على الفيس ..ألم تروني و أنا أضع لكم صورة كلاشن و أطخّ لكم ألف طلقة في الفيس ..!
إيّاكم و إن يبعث ليّ أحدكم بلوم لأنني لم أعزّيه ..لأنني عزّيتُ الجميع و حضرتُ إلى (صواوين ) العزاء كلّها ..وزرت الخيام خيمة خيمة ..و جلستُ في كراسي الفيس بوك هناك ..وشرّبتموني قهوتكم السادة يا سادة ..و أطعمتموني تمراً فيس بوكيّاً ..وقلتُ لكم ذات العبارات : عظّم الله أجركم ..إنا لله و إنا إليه راجعون ..و إللي خلّف ما مات ..يا رب آخر الأحزان .. و البقية يحياتكم ..!
يا سادة ..كلنا جلوس في بيوتنا ؛ ومَنْ يعش معنا في بيوتنا لا يعلم أننا في البيوت ..لأنه تم اختطافنا جميعاً وبمحض إرادتنا و تمّ ترحيلنا من كوكب الأرض إلى كوكب اسمه الفيس بوك ..وها نحن هناك نزاحم بعضنا بعضنا و نشكو قلّة الماء و ارتفاع فاتورة الكهرباء و لم نجد فيه مصفّاً لسياراتنا ..
اعيدونا إلى الأرض كي نلعب بالتراب مع بعض زي زمااان ..!!