زاد الاردن الاخباري -
بقلم: حسن محمد الزبن - صدر عن دار الفنيق للنشر والتوزيع في عمان :كتاب منهج دبلوم الرواية التفاعلية: 80 ساعة تطبيقات عملية، للدكتور محمد حميد أسد ، الحاصل على حقوق ملكية فكرية واعتماد كلية كنغستون البريطانية لإدارة الأعمال واعتماد مؤسس المنهج من اتحاد المعلمين العرب ومركز لدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة الدول العربية، ويعد إضافة مهمة وأسلوب متقدم في محتواه، ويقدم آلية جديدة بأسلوب عصري يتوافق مع الحداثة للأدب وصناعة القصة والرواية والعمل السردي بشكل عام، ويحتوي على تطبيقات عملية لتكوين شخصية بطل الرواية وتدريبات على وصف المكان والزمان في السرد الروائي، ونموذج يمكن تبنيه واعتماده في إنتاج روايات تفاعلية مماثلة، تقوم على المشاركة الإبداعية لمجموعة من الروائيين، تساهم في توظيف ابداعاتهم واسقاط تجربتهم على ورق، كما في صناعة أحداث وفصول الرواية التفاعلية للدكتور محمد حميد أسد، والتي تتضمن ٣ أجزاء، تبين منهجية وخطوات تنفيذها، ويعتبر منهج دبلوم الرواية التفاعلية بأجزائه الثلاثة، اختزال للخبرة والمعرفة والالمام بطريقة إنتاج روايات تفاعلية محكمة الشخصيات والأحداث والحركة الدرامية تساهم في إكساب الكتاب مهارة في الكتابة السردية وبناء الحدث التفاعلي، وأهمية التطبيقات التفاعلية في تدريب المستهدفين كالخرائط الذهنية أثناء تنفيذ التطبيقات بهدف تشجيعهم على الابداع وتحفيز ملكات التخيل، وهنا نؤكد أن النص التفاعلي، لا يؤمن بالمبدع الواحد، إنه يتبنى التأليف الجماعي، تجد كل قارئ يكمل النص بطريقته وحسب رؤيته الفكرية، ومزاجه الآني لحظة القراءة والتأمل، والدكتور محمد حميد اسد صدر له عدد من المؤلفات منها حديث الروح مجموعة قصصية، فيتنام الزوجة الرابعة (رواية اخبارية – أدب الرحلات)، (حي تيفو عليك) (أسكن في مقهى) رواية تفاعلية تأليف مشترك، (حبر عمانيات ) خواطر أدبية تأليف مشترك أيضا، ورافق اصدار هذه المجموعة اطلاق منهج دبلوم الرواية التفاعلية التدريبي وهو الأول من نوعه في الوطن العربي.
واعتمد العمل على فريق عمل ساهم بتأليف المنهج في عام 2019م، حيث تم المباشرة بالتطبيقات العملية له مع بدايات عام 2020م، وقياس أثر المنهج على المتدربين وتطويره ليشتمل على تصاميم تطبيقات عملية تمكن المتدربين من انجاز أعمال أدبية فردية أو جماعية، معتمدا معايير وقواعد علمية ترتقي بمهارات المؤلفين، كما تم تقديم المنهج للبروفيسور مصطفى عطية والدكتور أسامة عبدالرحمن والدكتور على عبدالظاهر والدكتور سعد مكاوي والاستاذ فيصل سليمان لدراسة المنهج وترتيب ورشة عمل ومناقشة ونقد لخبرتهم واختصاصهم في وضع مناهج التعليم، ليحصل على إجازة علمية مهنية.
إن الرواية التفاعلية ضيف جديد إلى مجموعة الأجناس الأدبية التي نعرفها، بسبب الحداثة التي تفاعلت مع الفضاء الرقمي وأخصبت التلاحم الحاصل بين النص الروائي، والتقنية الحديثة في العالم التكنولوجي ويعبر عنه أحيانا التكنو-روائية، بدا فيها المتلقي في فضاء أرحب، فيما كان سابقا أفقه يركز في مساحة الورق الذي يكتب عليه ، ولكنه في هذا الأدب تحرر كثيرا، ويتفاعل مع النص عن طريق التحرك بالفأرة (الماوس) لجهاز الكبيوتر، ويعيش عوالم مختلفة، وخياراته المتاحة أكثر مما مضى، وبالمقابل المتلقي للرواية التفاعلية ليس قارئا فحسب، بل ينمج مع عوامل أخرى تتمازج مع آفاقه الحرة، من وسائط رقمية متعددة تجتمع فيها الصوت والصورة والألوان والحركة، ولذلك نجد هنا أشبه ما يتوافق مع الدهشة أو الصدمة، فمن متلقي يتفاعل ويقبل بالفكرة، نجد آخر يرفض فكرة التفاعل مع هذا الأدب ويعتبره غريبا عن ماضيه، وتصنيفه على أنه أدب هجين، وهذا يحدث في كل الأجناس الأدبية، ومثال ذلك عندما دخل الشعر الحر على الشعر التقليدي أو ما يسمى العامودي، كان هناك رفضا وسجالات فتحت كثير من الضوضاء، وتم محاربته، وعدم الاعتراف به، إلى أن استقر لدى المتلقي وأصبح التعامل معه اعتياديا.
حقيقة الدكتور محمد حميد اسد يمتلك موهبة حقيقية، ولولا ذلك لما كان باستطاعته الولوج إلى عوالم الرواية التفاعلية، وأثبت أنه قادر على التعامل مع أرضية وآفاق التكنولوجيا الحديثة، لأنه رأى فيه أدبا ينسجم مع العالم المعاصر، رغم الصعوبات لحداثته، وعدم انتشار فكرة الأدب التفاعلي في العالم العربي بمستوى يمكن القياس عليه، أو التفرغ لعمل دراسات نقدية خاصة به تخضع للنقاش المعرفي وتحديد مسارات هذا الأدب.
النص الالكتروني سيكبر يوما في عالم الأدب العربي، كما هو الآن متقدما في دول أوروبا والغرب، بفضل تفاعلها مع الثقافة الرقمية، والعوالم التقنية والمعلوماتية، والصورة الثابتة أو المتحركة والتصميم الموسيقي وتوزيعه بما يتناسب مع النص الروائي في هذا الأدب التي تأخذ حيزا كبيرا مقارنة مع النص ومفرداته، مما يعني خلق سيناريو متقن وتقني يُعرّف عليه، ويكتشف أو يشير لمدلولاته ما هو مسموع ومرئي في الرواية، وكأننا أمام روائي يتقن فن المونتاج والبرمجة وفوق ذلك قادر على الإخراج بمفهومه التلفزيوني والسينمائي.
نتمنى أن نجد أعمالا جديدة إبداعية ومميزة شبيه لهذا العمل، وكل التوفيق للدكتور محمد حميد أسد ومجموعته.