زاد الاردن الاخباري -
كتب بسام بدارين - طبخ منسف على بركان
حتى «سي إن إن» نشرت النبأ العجيب «أردني يطبخ المنسف على بركان»!
الشاب الأردني، وهو في المناسبة مدون ومصور إلكتروني رفع رايتنا كأردنيين فوق بالعلالي، وهو يزور قمة أحد جبال البراكين في غواتيمالا، للعلم لا يعرف معظم أبناء شعبنا أين تقع غواتيمالا.
أحضر صاحبنا في حقيبة السفر بعض حجار اللبن الكركي الصلب واشترى لحما وطنجرة، ولاحظ عندما زار البركان أن الأهالي يقدمون القهوة والمشروبات مغلية على رماد البراكين، فقرر توثيق طبخته العجيبة مع اقتراح إلكتروني أن تستفيد وزارة السياحة من المشروع الفردي، الأمر الذي لم يحصل عمليا لأن طاقم الوزارة مشغول بدفع كلفة تذاكر طيران لتشجيع السياحة من أجل رحلات لم تحضر، فقد حضرت طائرات مدفوعة التذاكر فعلا إلى العقبة، لكنها حسب مصادرنا الخاصة خالية من الركاب.
فضائية «المملكة» هلكتنا ليلا نهارا وهي تتحدث عن «تشجيع السياحة»، لكن أحدهم ذكرني بفكرة «الفزعة» مجددا، حيث ننام ونستيقظ فجأة مع أن الأردن بلد سياحي بامتياز لنتحدث عن استقطاب السياح أكثر بكثير من توفير البيئة لهم.
تذكرت صديقنا «الفلتر الأمني – البيروقراطي- الكبير الذي رفض منح «كوافيرات أجنبيات» تأشيرة دخول للمشاركة في برنامج تلفزيوني ضخم ممول بذريعة «الارتباط المحتمل بحزب الله». أعجبني الأمر، فنشامى وزارة الداخلية يتابعون حتى كوافيرات محور الممانعة إن تطلب الأمر.
لكن النتيجة كانت وببساطة خسارة مشروع «سياحي تلفزيوني» بـ300 مليون دولار.
مصائب قوم عند قوم فوائد
بالمسطرة نفسها، فقد القطاع الطبي مليارات الدولارات، لأن موظفا ما قرر فرض قيود على تأشيرات المرضى من 4 دول عربية، حتى انتعشت مشافي بيروت وإسطنبول بزبائن الاستشفاء الذين رفضناهم في عمان لأغراض «مكافحة الإرهاب».
أحد المتحدثين لحوارية شاشة «رؤيا» طرح مؤخرا وهو يعيد تقسيم الأرزاق العودة إلى تنشيط السياحة العلاجية لأنها سحبت ملياري دولار على الأقل سنويا لمستشفيات الأردن في الماضي وعلى إلكترونيات ليبيا المتبعثرة يهاجمون القطاع الطبي مجددا.
أحد أطباء لبنان وبعد قيود أمنية على تأشيرات المرضى وقتها أرسل لزميل أردني معني بالسياحة العلاجية وعلى «واتس آب» العبارة التالية «خيي… كلكن زوء. تشددوا أكتر مع المرضى الملاعين من ليبيا، واليمن، والعراق والسودان. بيروت بتنتظرهم».
لاحقا بتاع العلاج السياحي التركي أرسل لجمعية المستشفيات شكرا خاصا على المساهمة الأردنية في «تشغيل فنادق ومستشفيات إسطنبول».
نحن باختصار قوم «ما بنحكي كلمتين» في مسائل «الأمن الوطني» ونصفق لأي نشمي يطبخ منسفا على بركان غواتيمالا ونعدكم بالإشراف قريبا على مشروع «إعداد قلاية بندورة» فوق قمة الهمالايا في انتظار سقوط النيزك الذي تتحدث عنه تغريدات الفيسبوك.
وفي انتظار التذكير بإحدى أكثر العبارات ترددا على فيسبوك «بالله عليكم… هذا شعب بينفرض عليه ضرائب؟».
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
القدس العربي بتصرف