أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
افهموا الأردنيين قبل أن تتهموهم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة افهموا الأردنيين قبل أن تتهموهم

افهموا الأردنيين قبل أن تتهموهم

11-04-2022 10:10 AM

حسين الرواشدة - أسهل ما يمكن أن نفعله هو إطلاق الأحكام الجاهزة، لدينا مخزون كبير من “الكليشيهات” نستدعيها، بمناسبة ودون مناسبة، لوصف ما يحدث في بلدنا، الأردنيون ، حسب هذه التصنيفات، متشائمون وسوداويون، يتذمرون من الفقر وقلة الحيلة، يعزفون عن المشاركة بالعمل العام ، ويفضلون ممارسة النقد والسخرية أحيانا.
خلف هذه الصورة السلبية التي تشكل الانطباع العام ، ويتذرع بها المسؤولون لتحميل المجتمع مسؤولية ما تراكم من فشل واخفاقات ، ثمة صور أخرى مشرقة نتعمد اخفاءها ، ربما لمزيد من الاستثمار بالمظلومية ، او لاستغراق منصات توجيه الرأي العام “بالتصفيق” للواقفين، وغيابها عن قضايا الناس وأولوياتهم، أو ربما بفعل فاعلين يصرون على ابقاء المجتمع عاجزا وفاشلا على الدوام.
الأخطر من ذلك ، أن وجه المجتمع الحقيقي ما زال غير معروف ، أقصد أن ثمة ملفات داخل المجتمع ما زال مسكوتا عنها، مع أنها تشكل مفاتيح لفهم حالة الأردنيين وواقعهم ومعاناتهم، كما أنها تعكس طبيعة حركتهم وأسباب نجاحهم أو عجزهم، ومع أنه من الواجب أن تحظى باهتمام الدولة والمجتمع معا، الا أنها تخضع للاهمال غالبا، أو للتوظيف من قبل بعض الشركات التي تعتاش على التمويل الأجنبي.
لدي ، هنا، سبعة ملفات ،على الأقل، أشير اليها لفهم واقع الأردنيين ، وما طرأ على حياتهم من تقلبات وتحولات، وما أصاب شخصيتهم من اهتزازات، ربما تشكل هي وغيرها مفاتيح لمن يريد الإصلاح الحقيقي ، لا الإصلاح المزيف الذي تتصارع على “كعكته” النخب، ليس فقط لأهمية المجال الاجتماعي وأمنه وتحصينه من الاختراقات، وإنما لإعادة العافية للدولة التي لا يمكن أن تحافظ على وجودها وقيمها، بلا مجتمع سليم ومعافى نفسيا واجتماعيا.
خذ ، مثلا، ملف الأيتام، الذي قلما يحظى باهتمامنا، لدينا نحو 120 الف يتيم ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما( احصائيات 2019)، يشكلون
3 ٪ من عدد سكان المملكة، واعتقد أن عددهم الحقيقي يتجاوز الان الـ200 الف يتيم، خذ مثلا آخر، ملف النساء المعيلات ، سواء الأرامل أو المطلقات، لدينا أكثر من 300 الف امرأة معيلة لأسرهن ، معظمهن بلا عمل، واغلبهن تزيد اعمارهن عن ٦٠ عاما، ويشكلن نحو ١٥٪ من عدد الاسر الأردنية.
خذ، مثلا ثالثا، ملف المخدرات، أعلنت مديرية الأمن العام الخميس الفائت أنها تعاملت مع 1743 قضية خلال شهر آذار فقط، منها 533 قضية ترويج واتجار، ألقي القبض خلالها على 899 مروجا وتاجرا، مجموع ما تم ضبطه ٥ ملايين حبة مخدرة و 283 كغم من الحشيش ، وكميات متفرقة من المواد المخدرة الأخرى، علما أن نسبة المخدرات تضاعفت بأكثر من 500 ٪ خلال العام الماضي، وسؤال المخدرات لا يتعلق بهذه الأرقام المفزعة، ولا بضحاياها، وإنما أيضا بالأباطرة الذين ما زالوا غائبين عن المحاسبة.
خذ الملف الرابع، الأردنيون الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، وصل عددهم لنحو مليونين (قبل كورونا) ، معظم هؤلاء لا يجدون مصحات نفسية للعلاج، وبعضهم لا يذهب لها أصلا، ( يوجد نحو 60 عيادة نفسية بالمملكة)، خذ الملف الخامس ويتعلق باللقطاء ومجهولي النسب حيث يبلغ عددهم السنوي نحو٧٠ طفلا، ووصل عددهم الإجمالي إلى نحو (1000) حسب التقديرات، هؤلاء يتوزعون على ثلاث فئات، لقطاء تجدهم الشرطة بالأماكن العامة، أو نتاج زواج غير شرعي، أو معروفي الأم ومجهولي الأب، وغالبا ما ينظر اليهم المجتمع بالرفض ، وقلما يجدون من يساعدهم.
إذا أضفنا لذلك، ملف العازفين عن الزواج (80 الفا من الذكور و123 الفا من الاناث ممن تزيد أعمارهم عن ٣٥ عاما) ، وملف الطلاق (123 الف مطلق و145 الف مطلقة) وملف العنف الاسري الذي يعد المتسبب الأبرز للطلاق ( نحو 50 ٪ من الحالات سببها العنف بأنواعه) ، وملف الانتحار(نحو 200 حالة انتحار سنويا) ، وغير ذلك من القضايا المسكوت عنها ، يمكن عندئذ أن نفهم ما يتغلغل داخل المجتمع من كوارث ، ثم نجيب بصراحة عن سؤال ،كيف يفكر الأردنيون، وكيف يتصرفون ، ثم من المسؤول عما أصابهم، كل ذلك لكي نفهمهم بدل أن نتهمهم بالسلبية ، ونجلدهم بالسوداوية. وفهمكم كفاية








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع