مكافحة الفساد والاشاعات
قبل ايام وفي محاضرة لرئيس هيئة مكافحة الفساد استعرض فيها مسيرة العمل بالهيئة خلال النصف الاول من هذا العام وورد في معرض حديثة انة تم تحويل ما نسبتة 2% الى الادعاء العام في حين تم حفظ ما نسبتة 15% من الرقم النصف سنوي في حين لازال مانسبتة 83% منظورا قيد التحقيق وتطرق الى ان العمل بالهيئة ينطلق من الاعتبارات الوظيفية والمسؤولية الوطنية والتي تحتم عليهم التأني والتروي والتأكد والتمحيص الامر الذي يتطلب المواطنين معة سرعة الكشف عن ما يتناقلة المواطنين بالراي العام السائد حاليا .
ان الارقام التي اوردها رئيس الهيئة هي ارقام طبيعية وهي ظاهرة صحية اذا ما قارناها مع باقي الدول وخصوصا دول الجوار والاهم ما جاء بالمحاضرة ان اكبر مشكلة تواجهها الهيئة هي الاشاعات والكلام غير المسؤول في الصالونات السياسية وفي بعض وسائل الاعلام غير المسؤولة وان اسهل شيء هو توجية الاتهامات بالفساد ولكن الاصعب والاعقد اثباتة .
اذن نحن امام مشكلة حقيقية وهي الاشاعة . فما هي ؟ وكيف تنتقل ؟ وما هي مراحلها ؟ وكيف يتلقاها الافراد ؟ وما هي مصادرها بشكل عام وفي الاردن بشكل خاص ؟ وما هو الحل ؟.
فالاشاعة عبارة عن خبر او معلومة غير مؤكدة (قد تكون صادقة او كاذبة او مبالغ في دقتها ) تنتقل من شخص الى شخص اخر . وهي بكل الاحوال لا بد ان تحتوي على جانب غامض وظيفتة اثارة الجدل العقيم والنقاش الهدام حول موضوع الاشاعة . اما كيف تنتقل الاشاعة من شخص الى اخر فانة عندما يقوم (س) بابلاغ ص بخبر ما فان (ص) يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغتة من جديد وذلك باضافة معلومة جديدة للخبر او يحذف معلومة منة وذلك حتى يصبح موضع الخبر اكثر ملائمة لمستواة التعليمي والثقافي وطريقة تفكيرة وبعد قيام ص بعملية التحليل واعادة الصياغة هذة يقوم بنقل الخبر الى ( ع ) والذي بدورة سيعيد صياغتها مرة اخرى ليصبح ذو معنى بالنسبة لة ويقوم بنفل الخبر الى الاخرين وهكذا دواليك . ومما يزيد من نقل الاشاعة مرورها باربعة مراحل هي الابلاغ والتلقي ومرحلة الصياغة والتحريف واعادة التدوير والنشر .
اما تلقي الاشاعة فتتم بثلاثة طرق الاول التلقي النقدي وهو حينما يكون الشخص ملما بمعلومات وبقدر كاف من المعرفة حول موضوع الاشاعة فانة يستخدم معرفتة في تحليل الخبر .والثاني التلقي العاطفي وهي الحالة التي يتلقى بها الشخص الاشاعة وهو تحت تأثير العاطفة وليس العقل فهو والحالة هذة يود تصديق الاشاعة وان لم تكن منطقية بالنسبة لة وهذا النوع من التلقي يحدث في ايام الازمات .والثالث التلقي المحايد وهو الشخص الذي لا تنطبق علية الحالة الاولى والثانية من التلقي ويلتزم الحياد وان الاشاعة لاتمثل شيئا بالنسبة لة .
اما فيما يتعلق بمصادر الاشاعة وبشكل عام فهم كثر منهم عدو واع وصديق جاهل وصاحب مصلحة وشخص جبان واخيرا ما يصدر عفويا عن المسؤولين اما بعفوية او بغرض دغدغة عواطف الناس واستمالتهم وكما حصل بتصريحات دولة رئيس الوزراء قبل حوالي الشهرين من ان هناك قضايا فساد من النوع الثقيل سوف يتم الاعلان عنها وكذلك تصريحات رئيس هيئة مكافحة الفساد بانة سيتم الكشف عن قضايا فساد وبالقريب العاجل ....... فكان من الاولى ان لا يتم التصريح باي شكل كان , الا بعد التأكد من اجل الابتعاد عن الاتهام واغتيال الشخصيات المشهود لها بالنزاهة لانة مع تلك التصريحات من مسؤولين واصحاب قرار وعلى مستوى عال ستصبح جوا خصبا لنمو الاشاعة وسريانها مثل النار بالهشيم .
وبعد ماذا علينا ان نفعل اذا علمنا ان الاشاعة مهما كانت غير منطقية ومهما كانت باطلة فانها قابلة للانتشار في المجتمع وبخاصة هذة الظروف التي نعيشها هذة الايام . لذا علينا ان نتحلى بالصبر ما استطعنا الية سبيلا ومواجهة انفعالاتنا السلبية بقوة وجسارة وان نفترض حسن النية دائما وان لا نحكم على ظواهر الامور او على معلومات مضللة او الصمت فهو قوة في اغلب الاحيان وحمى الله الاردن .
بقلم الدكتور حسين الطراونة