عاد الى البيت في حال يرثى لها قبل أخبار الساعة الثامنة مساء بقليل، كان رأسه مشجوجا، وعينه اليسرى تميل إلى السواد ومتورمة، وهناك جرح عرضي في أنفه، وكان يعرج في مشيته، وملابسه تحولت إلى أسمال ممزقة من كل الاتجاهات، ويده اليسرى تكاد تكون مشلولة.
دخل الشاب الى بيته فرحا ومبهورا، بينما تلقاه الأهل بالخوف والجزع وهم يتفقدون ملامحه المجعلكة، لكنه لم يأبه بهم، واستمر في إبداء سعادته الشديدة، وقال لهم بفرح:
- يالا.... قربت الأخبار تعالوا شوفوني !!
- شو يا ولد اندعست ؟؟
- لا أبدا.
- وقعت عن ظهر عمارة؟
- لا يا جماعة...لا تروحوا لبعيد.... تعالوا شوفوني ع التلفزيون!!
جلسوا في صالة التلفزيون، بينما أخته تحاول ان تطهّر بعض جروحه، لكنه كان يبعدها عنه بشراسة وهو يصرخ بفرح:
- هلا بطلع بالتلفزيون .... تعالوا انتبهوا .... هاي اللقطة اللي بطلع فيها رح يشوفوها بالعالم كله .... صرت مشهور .... ابنكو صار مشهور.... نيالكو فيي!!
بدأت نشرة الأخبار، وصار المذيع يتنقل بين مجريات الإشتباكات بين الشباب.
قال له الوالد الصامت منذ دخوله:
- انته شو وصلك لهناك؟؟
- كنت رايح ع السرفيس مشان أرجع ع البيت.... بس منيح اللي مريت من هناك .... شوف شوف .... هلا بطلع.
بالفعل بعد قليل شوهد شاب وهو يتعرض للضرب الشديد بالعصي والشلاليط.
- شايفين هاظا انا ...شفتوني ؟؟
واستمر في الحديث بفرح وتأثر. :
- شوفوا كيف ضربني الشلوط.... شفتو كيف طرت عن الأرض؟؟؟؟ ..هاي القنوة الذي ضربت عيني ..يسعد الله صرت مشهور!!
وبفرح شديد ...غاب عن الوعي!!