ليس رمضانا مختلفا أو جديدا، بقدر ما هي جهود حقيقية وعملية تبذلها الحكومة لعودة شهر رمضان المبارك إلى ما قبل عامي جائحة كورونا، بصورة تعيد فيه تفاصيل هذا الشهر المبارك روحانيا واجتماعيا واقتصاديا، اضافة للأجواء العامة لهذا الشهر الذي ينتظره المسلمون للعيش خلاله بتفاصيل ارتبطت به على الصعيدين الديني والاجتماعي تحديدا، لتأتي جائحة كورونا وتغيّر من كافة هذه التفاصيل لجهة سلبية وأبعدت الشهر الفضيل عن تفاصيله المميّزة.
سبق شهر رمضان بأسابيع وأيام وعود حكومية بأن يكون هذا الشهر كما كان قبل جائحة كورونا، بفضل الله نتيجة لتحسن الوضع الوبائي في المملكة، وعمليا بدأت الحكومة باجراءات لعودة رمضان لما قبل الجائحة ليس فقط في تخفيف الإجراءات بشكل كبير، إنما أيضا في تنظيم فعاليات حرّكت من ساكن الكثير من القطاعات، حيث أعدت أجندة لإقامة أنشطة متنوعة، ثقافية وسياحية واجتماعية وشبابية ورياضية، بالتزامن مع بدء فصل الربيع وحلول شهر رمضان المبارك، لتعلن بذلك أن هذه الفعاليات عنوان لبدء مرحلة التعافي من وباء كورونا، فتغيّر شكل الأيام الرمضانية التي عشناها خلال فترة كورونا بصورة رائعة وعملية.
جهد حكومي لا يمكن اغفال العين عنه، جهد مقدّر وكبير وله أثر كبير على الشارع المحلي في كافة محافظات المملكة، حيث يتم تنظيم فعاليات ونشاطات ستستمر خلال الشهر الفضيل، بعد التحسن التدريجي على الوضع الوبائي في المملكة، وتتميز هذه الفعاليات أنها تناسب جميع الفئات العمرية، والأهم أنها تعيد للحياة نبضها في هذه الشهر الذي أكثر ما يميزه هو النشاطات والفعاليات واللقاءات، فهو شهر الرحمة والتواد، واليوم يعود ضخ دماء الحركة في تفاصيله من جديد بعدما توقفت لعامين متتاليين، الأمر الذي يجعل للفعاليات التي تقيمها الحكومة قيمة مضاعفة كونها تعيد بشكل عملي الحياة الرمضانية التي افتقدناها نتيجة كورونا.
رمضان هذا العام مختلف، فقد عادت المساجد لصلاة التراويح دون أي إجراءات أو ضوابط، ولهذا الجانب أهمية كبرى في أن نعيش رمضان وجمالياته، التي عمليا اشتقنا لها بحرفيّة المعنى، وكا يتبع أداء الصلاة من حركة اجتماعية أيضا اشتقنا لها، ليعود رمضان الشهر الذي نشتاقه ونحتاجه، وعادت الحياة لطبيعتها وأيام رمضان لما قبل جائحة كورونا.
حرصت الحكومة على عودة رمضان لما قبل كورونا عملا لا قولا، وسعت جاهدة لوضع خطة متكاملة لتحقيق هذه الغاية بعدما تم التنسيق مع لجنة الأوبئة، فكان أن بدأت بتنفيذ فعاليات متعددة ومتنوعة أعادت رمضان بشكل عملي لما قبل الجائحة وتبعاتها التي أثرت سلبا على تفاصيل رمضان وغيّرت منها، فها هو رمضان هذا العام يعيدنا لما كنّا نشتاق له وننتظره، فرمضان شهر استتثنائي والفرح به أيضا يبقى استثنائيا.