زاد الاردن الاخباري -
أكّدت السلطات المحلية الثلاثاء، سقوط اكثر من 20 الف قتيل في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق اوكرانيا، والتي تتعرض منذ 40 يوما الى قصف عنيف من قبل الجيش الروسي الذي يحاصرها ويعزلها تماما عن العالم.
وقال بافلو كيريلنكو حاكم منطقة دونيتسك في مقابلة مع شبكة ”سي.ان.ان“ الإخبارية ان عدد القتلى في ماريوبول ”ما بين 20 ألفا و22 ألف شخص“، مقرا بـ“صعوبة تحديد عدد الضحايا“، نظراً للحصار المفروض على المدينة.
ويتعذّر التثبّت على الفور من صحة الأرقام من مصدر مستقل. لكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أعرب سابقا عن خشيته من ”سقوط عشرات آلاف الضحايا“ في ماريوبول.
وتحدث كيريلنكو على تطبيق تلغرام عن أن المدينة تشهد ”قتالا مستمرا ليلا نهارا“ وأن التواصل أصبح شبه معدوم مع ماريوبول.
وأشار مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياكوعلى تويتر، إلى أن ”الجنود الأوكرانيين أصبحوا محاصرين وعالقين“ في المدينة التي ”دمّر ”90 بالمئة من منازلها“.
ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014.
ومن جهته أكّد الجيش الروسي أنّه أفشل الإثنين محاولة تقدّم نفّذها نحو مئة عسكري أوكراني مع مدرّعات موجودين في مصنع في شمال المدينة كانوا يحاولون الفرار، وفقا له.
اغتصاب قاصرات واطفال
وفيما يترقب العالم المعركة الكبرى المرتقبة للسيطرة على دونباس في الشرق الأوكراني، تتضح شيئا فشيئا حصيلة القتلى المدنيين في بقية انحاء البلاد.
والثلاثاء أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غيداي أن نحو 400 مدني دفنوا في مدينة سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، مضيفا أن ”مشارح المدن (التي تسيطر عليها أوكرانيا) مليئة بجثث المدنيين“.
وندد الرئيس الأوكراني الثلاثاء بـ“مئات من عمليات الاغتصاب“ التي سجلت في مناطق احتلها الجيش الروسي منذ بدء غزوه في 24 شباط/فبراير وشملت ”فتيات قاصرات وأطفالا يافعين“.
وأضاف ”في المناطق المحررة من المحتلين، يستمر تسجيل جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا والتحقيق فيها. ويتم العثور بشكل شبه يومي على مقابر جماعية جديدة“.
وقال ان ”آلاف وآلاف الضحايا. مئات حالات التعذيب. ما زلنا نعثر على جثث في المجاري والأقبية“.
ومن جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إن المجزرة المفترضة في حق مدنيين في بوتشا قرب كييف ”أخبار مضللة“. وقد انسحب الجنود الروس من بوتشا في ضاحية كييف الشمالية الغربية في نهاية آذار/مارس بعدما حاصروها مدة أسابيع عدة.
هجوم الشرق الوشيك
أعلنت كييف أنها تترقب قريبًا جدًا هجومًا كبيرًا في شرق البلاد الحدودي مع روسيا التي تجعل من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس هدفها الأساسي،.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك ”بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبا جدا“.
وفي الاثناء، استمر مدنيون في الفرار من منطقتي لوغانسك ودونيتسك من حيث يتوقع أن تغادر ستة قطارات على ما أوضحت سلطات لوغانسك المحلية.
وخلال زيارة له في أقصى الشرق الروسي أكد بوتين أن هجوم قواته في أوكرانيا يتواصل ”بترو“ مع الحد من الخسائر رافضا تحديد جدول زمني له.
وأضاف إن ”مهمتنا هي تحقيق الأهداف الموضوعة مع الحد من الخسائر“.
وفيما أكدت كييف أن المفاوضات ”صعبة جدا“ مع موسكو، قال بوتين إن ”عدم تجانس مواقف“ المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفرّ أكثر من 4.6 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم منذ الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، وفق تعداد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وأدت الحرب في أوكرانيا إلى سلسلة تداعيات على الاقتصاد العالمي وإلى ارتفاع في أسعار الطاقة والمواد الغذائية ما من شأنه أن يفاقم الفقر والجوع وأن يزيد أعباء الدين، وفق ما حذّر منه الثلاثاء رئيس البنك الدولي.