زاد الاردن الاخباري -
واصلت السلطات العراقية الأربعاء، حملة الاعتقالات في صفوف اتباع حركة المرجع الديني الشيعي المثير للجدل محمود الصرخي، على خلفية دعوة احد ناشطي الحركة الى تهديم المراقد.
وقال جهاز الأمن الوطني التابع لرئاسة الوزراء في بيان انه واصل الاربعاء، حملة "ملاحقة واعتقال عناصر الحركات المتطرفة التي تحاول الإساءة إلى المعتقدات والرموز الدينية وتهديد السلم المجتمعي".
واضاف البيان عناصر الجهاز تمكنوا من "القبض على 29 متهماً بالانتماء إلى تلك الحركات المتطرفة في محافظات بغداد، ذي قار، بابل، القادسية، المثنى، البصرة، ميسان، واسط، النجف".
وأضاف أنه تمت إحالة المقبوض عليهم إلى الجهات القضائية المختصة بعد "تدوين أقوالهم أصولياً لينالوا جزاءهم العادل".
ويشير البيان على ما يبدو الى اتباع رجل الديني الشيعي (محمود عبد الرضا محمد) الملقب (محمود الصرخي)، بعد دعوة ناشط من حركته قبل أيام، إلى تهديم القبور والأضرحة والجوامع.
وأصدر القضاء العراقي الأربعاء، مذكرة قبض بحق رجل الصرخي نفسه، موضحا ان المذكرة تاتي "وفق أحكام المادة (372) من قانون العقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لأحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها".
والثلاثاء، أضرم محتجون النار في مكتب المرجع الديني الشيعي المثير للجدل محمود الصرخي، في محافظة بابل (وسط)، على خلفية دعوة خطيب تابع للحركة الصرخية، إلى هدم المراقد الدينية الشيعية في البلاد.
وللصرخي مناصرون ينتمون إلى حركته (الصرخية) في محافظات الجنوب، وهو معروف بآرائه الناقدة للأحزاب التي حكمت بعد عام 2003.
كما ان لديه مواقف رافضة لجميع مواقف علي السيستاني الذي يعد المرجع الديني الأول لشيعة العراق، خصوصا إعلان الجهاد ضد تنظيم "داعش" عام 2014.
وصيف 2014، أصدر السيستاني فتوى بالجهاد ضد "داعش" بعد سيطرته على ثلث مساحة العراق، لتتشكل بعدها فصائل الحشد الشعبي، التي يتهمها البعض بالقيام بأعمال انتقامية على أسس طائفية في مناطق ذات أغلبية سنية شمال وغرب البلاد، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.
من هو محمود الصرخي ؟
يُعرف محمود الصرخي (58 عاما) عن نفسه بأنه مرجع شيعي عراقي عربي ينتمي إلى طائفة الشيعة الإثني عشرية. ولديه عشرات آلاف الأتباع الذين يُطلق عليهم "الصرخيين"، بينما يصفه خصومه بأنه "مشعوذ وقائد عصابة بعثية".
واشتهر الصرخي الحاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة بغداد في عام 1987، بآرائه المناهضة للأحزاب التي تحكم العراق منذ عام 2003، وينتقد مواقف آية الله علي السيستاني الذي يعد أكبر مراجع الشيعة في العراق والعالم.
ومع ان معظم رجال الدين الشيعة في العراق يجمعون على أنه لا يملك صفة المرجعية التي تبيح للناس تقليده، الا انه بلغ من الشهرة حدا بات معه صوتاً ومرجعية فعليا لدى بعض شيعة العراق منذ عام 2004.
ومع سيطرة تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق عام 2014، دعا الصرخي إلى الحوار مع التنظيم وليس "الجهاد" ضده حسب الفتوى التي اصدرها السيستاني، لأن من شأن ذلك برأيه اشعال حرب اشعال حرب اهلية وتاجيج النعرات الطائفية.
وأثار هذا الموقف في حينه غضب حكومة نوري المالكي آنذاك وقَصَفت قوات الأمن مقر الصرخي في كربلاء، وقُتل العشرات من اتباعه ومنذ ذلك الحين ابتعد الصرخي عن الأنظار، ولم يظهر إلى العلن.
الصرخي يحرص على النأى بنفسه عن إيران ويعارض مواقفها. وسبق ان قال في تصريحات صحفية عام 2015: "أنه لا يوجد خطاب ديني مذهبي شيعي عراقي، فالخطاب الديني في العراق هو خطاب إيراني خالص وبامتياز لا علاقة له بالمذهب الشيعي إلا بالمقدار الذي يخدم فيه سياسة السلطة الإيرانية الحاكمة وأمنها القومي".
عدد أتباع الصرخي ليس بالكبير ويقدرون بالآلاف وينتشرون في مختلف محافظات العراق أبرزها كربلاء والناصرية والديوانية والبصرة.
هناك من يرى الصرخي من علماء الدين الشيعة المعتدلين، حيث يدعو إلى نبذ الطائفية و إلى بناء دولة يعيش فيها الجميع بغض النظر عن مذهبهم أو ديانتهم أو قوميتهم.
ويتبنى الصرخي آراء تختلف عن مواقف رجال الدين الشيعة في العراق ويقول عن نفسه إنه يتبع مدرسة رجلي الدين محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 ومحمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999.