ملعونه تلك السياسة التي تحول الانسان الى ذئب ينهش هنا وهناك يجرج بالاخر ويرفض محاورته او احترام الانسانية فيه ويتغول على كل الدساتير والقوانين والانظمه والتعليمات ويخرج عن طور البشر
ولا اراني احبذ اليوم ان اكتب بالسياسه ولا اتعرض لها وقد خذلتني مرات ومرات ورايت من واجبي كاعلامي مخضرم ان اكتب بالبدوره......لان الاعلامي من مهامه تبني ثضايا الشعب والبندورة مطلب شعبي وحدبث الساعه بعد ان مل الناس الحديث بالسياسه وحتى بالرياضه التي اصبجت تفرث ولا تجمع وبعد ان اصبحت مهنتنا الشتم والردح والتعريه مهنه المتسلقيت ومن لامهنه ولا مصدر رزق له الحافظ الله كلها صحفيه واعلاميه تحولت بيوم وليله .....
واليوم ابح حديث الشارع والدواوين ووالحارات عن الاسعار وكبف قفزتوميف تحول تفكير الناس من الراس للبطن وغدت لقمه العيش الشغل الشاغل وتتحدث عن جشع التجار والحيتان وغياب الضمير وما برجعونه للعرض والطلب ليصح مشجذب تعلق عليه الفساد والاحتكار والحرب على الفقرا والمعوزين سبما انها لها تسميات كثر ومخارج ودهاليز خلونا بالعرض والطلب .....وبالبندور التي ولعت بيومين وصارت لعبه التجار
ولو أردت اختبارا حقيقي لقانون العرض والطلب عندنا فلن تجد نموذجاً أهم من "البندورة لتجعلها محوراً للتطبيق، فهي السلعة المثالية، التي تتحرك أسعارها وفقاً لوفرتها في الأسواق، وحجم المزروع منها، ومع حلول شهر نبيان من كل عام ترتفع لمستويات قياسية، خاصة أن هذا التوقيت يمثل فاصل زمني بين العروات الشتوية والصيفية، لكن سرعان ما تعود أسعارها للانخفاض مرة أخرى
البعض يطلق عليها لقب البندورة المجنونه نظراً للطفرات السعرية التي تحققها بين الحين والآخر، لكن لو أردنا وصفاً دقيقاً لها فهي "العاقلة" أو "العادلة"، التي تتحرك أسعارها دائماً وفق قانون العرض والطلب، والكميات المتاحة في الأسواق، فكلما توفرت قلت أسعارها، والعكس صحيح،
لكن الأهم من كل ذلك أنها تعود لمستوياتها السعرية الحقيقية بسرعة كبيرة، دون أن تتحكم فيها احتكارات أو جشع التجار،
على خلاف سلع أخرى مثل العصائر المعلبة، والألبان بمنتجاتها المتنوعة، فهذه السلع إذا تحركت للأمام وارتفعت أسعارها لا أمل في عودتها كما كانت مرة أخرى.
إذن ما السر الذي يجعل االبندوره مثالية في العرض والطلب دون غيرها؟ الحقيقة
أن هذا السؤال كان يحيرني منذ الصغر، وقد صادفت إجابته في عدة نقاط،
أولها أن الارتفاع السنوي في أسعار الطماطم يرتبط بشهر نيسان من كل عام، بسبب فاصل العروات الشتوية والصيفية،
فالأولى انتهت ثمارها أو كادت أن تنهى،
أما الثانية لم تخرج إلى الأسواق بعد،
بينما السبب الثاني يتعلق بأن االبندوره سلعة غير قابلة للتخزين لفترات طويلة، وسريعة التلف، وغالباً ما يتم شراؤها طازجة، كما أن تخزينها غالباً ما يكون غير اقتصادي،
لذلك لا تخضع لاحتكارات أو عمليات تخزين ضخمة كأى سلعة أخرى، بالإضافة إلى أن فاصل العروات هذا العام تزامن مع شهر رمضان، المعروف باستهلاكاته العالية من المواد والسلع الغذائية، خاصة الطماطم.
سبب مهم يجعل االبندوره سلعة نموذجية للعرض والطلب، مرتبط بأن الاردن من احدى أكبر دول إنتاجا لها، بما يحقق الاكتفاء الذاتي، والسماح بتصدير الفائض، بالإضافة إلى أن البندوره متوفرة طول العام، وإن كان موسم زراعتها الأساسي صيفاً.
أتصور أن االبندوره سوف تعود إلى أسعارها الطبيعية خلال فترة من أسبوع إلى 10 أيام مقبلة على أقصى تقديران لم تكن قج عادت ، حين يتم جنى بشائر العروة الصيفية، ووفرة الإنتاج بمعدلات تكفي احتياجات السوق، بجانب تراجع رغبة الغالبية العظمى في التخزين بعد انخفاض الأسعار بمعدلات مقبولة، وتدخل منافذ الحكومة لضخ كميات كبيرة إلى الأسواق.
الخلاصة من كل ما سبق
أن البندوره نموذج قياسي أو مثالي نحتاجه في أغلب السلع والخدمات التي نشتريها، لكن هذه المعادلة حتى تتحقق يجب أن تكون مرتبطة بسلع متوفرة محلياً، وإنتاجها يكفي، ويستهلكها عدد غير محدود من المواطنين، ولا يمكن تخزينها أو احتكارها لفترات طويلة، في هذه اللحظة ستصبح كل السلع بندوره