أعجبني تعليق احد المواطنين على تصريح دولة الرئيس لصحيفة القدس العربي بأن ( الذين يطالبون برحيله هم نفر لايمثل الاردنين ) ، فكان تعليق المواطن على الخبر أنه يتحزر أين سمع مثل هذا الكلام من قبل في مصر أم تونس أم ليبيا أم اليمن ... .
وللتوضيح أكثر حول معنى كلمة نفر فهي تعني في الهندي شخص أخر غير الهندي أو الباكستاني .. ، وهي تلفظ مع مرادف لها كلمة الدين ... نفر الدين ... ،وفي الخليج عندما تدخل لمطعم وتطلب وجبة يقول لك الهندي أو عامل من الجنسيات الشرق اسيويه : وجبه لكم نفر صديق .....، وفي النهاية نعود لقاموس المعاني للغة العربية ونجد أن كلمة نفرا تعني : نفرا ونفورا هجر وطنه وضرب في الأرض وفي التنزيل العزيز) فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين (وفي التنزيل العزيز) وما كان المؤمنون لينفروا كافة (والجلد نفورا و ورم وتجافى عن اللحم ومن الشيء نفورا ونفارا فزع وانقبض غير راض به ويقال نفرت المرأة من زوجها أعرضت وصدت ومن المكان نفرا تركه إلى غيره يقال نفر الحاج من منى دفعوا إلى مكة والناس إلى العدو أسرعوا في الخروج لقتاله وفي التنزيل العزيز) انفروا خفافا وثقالا (وفلانا نفرا غلبه في المنافرة .
وهذا النفر الذي لايمثل الاردنين كما يقول دولة الرئيس هم صوت الاقلية حسب تفسير دولته للمعنى ، والقاعدة الديموقراطية تقول أنه لابد من سماع صوت الاقلية حتى ولوكانت صامته ، وهنا نختلف مع دولة الرئيس في فهمه لكلمة نفر ، إذ نجد ان صوت من يطالبون برحيلة عالي جدا ويخرج عن مفهوم الاقلية الصامته ، لأنها تخرج كل يوم جمعة وتعلن للملاء أنها تطالب برحيل الحكومة .
ولكن ومن حسن حظ دولته أن الاعلام الأخر لايجد في الاصوات التي تخرج كل يوم جمعة مطالبة برحيلة سبق صحفي يستحق التغطية ، لأن الوطن العربي يشهد حركات ثورية مسلحة في دول كاليمن وليبيا .. ، وهو اعلام غير معني بنفر من الناس تطالب برحيل حكومة أردنية سينتهي عمرها قريبا دون الحاجة لأصوات هذا النفر من الناس .
واذا كان ما يتم في داخل مجلس النواب مجرد مناكفات سياسية من قلة من اعضاء السلطة التشريعية ، ونعيد هنا مقولة أن دولته لايعلم ما هي الحدود ما بين القلة والكثرة والاغلبية ، فعدد النواب الذين صوتوا على اتهامه بقضية الكازينو بلغ 50 نائبا مع امتناع 10 نواب وغياب 6 نواب ، و53 نائب لم يصوتوا لإتهامه ، اذا الفارق 3 اصوات ،وهو فارق لايستحق الحديث عنه من وجهة نظر الرئيس وبقية الخمسون نائب هم مجرد مناكفون سياسيون لايشكلون وزنا في الحياة التشريعية الاردنية .
ونترك لدولته حرية تفسير معاني الكلمات كما يشاء ويرغب ، لأنه في النهاية لابد لهذا النفر من الاردنيين الذين لايمثلون الاردنيين أن يصبحوا أكثرية مع الزمن القصير لعمرالحكومات الاردنية .