معتصم مفلح القضاة
عندما تعترض إحدى الدول العربية سائحاً أجنبياً، وتسئ معاملته بكلمة أو أدنى من ذلك فإن الدنيا تقام ولا تقعد، وتهز عروش وتحرم النوم، وتعلن حالة الطوارئ على أعلى المستويات، بل إن اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية السائح الغشيم قد يكون سبباً في أرق وزراء وسفراء وتصبح الأمور (طعة وقايمة) الله لا يقيم لهم قايمة.
عندما تستمع لابن أوباما نصحه للعالم الثالث بضرورة التمسك بالديمقراطية، وانتهاجها كأسلوب حياة، تشعر وكأنك تمشي في طرقات المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون، وسرعان ما تكتشف أن وكر الكلاب يختبئ خلف تلك الكلمات المعسولة، والتي فاحت منها رائحة نتنة لا تطاق، ولمثل ذاك الرجل أشباه في كل أقطار الدنيا. إذ أنه يعجز عن تطبيق هذا المبدأ بيه وبين نفسه.
تقود سيارتك في آخر الليل عائداُ إلى بيتك، يوقفك شرطي ليس لشئ ولكن إجراءات أمنية، ربما يقذف في نفسك الرعب من الأسلوب الذي يتم التعامل به من قبل الشرطي، أو تثير في ذهنك الكثير من التساؤلات، أقلها ماذا يحدث؟ دون أن تجل لها جواباً أو تبريراً. ويقودك التساؤل أي نهار أمضى ذلك المسكين ليفش غله فيك؟
عندما يزج برجل نزيه شفاف خلف قضبان السجن، ويترك الفاسد المفسد حراً طليقاً عندها تعرف أنك في زمنٍ ردئ، وأردأ من هذا الزمن أولئك الزمرة التي تحكم قبضتها على مجريات الأمور. وأسوأ منهم من يحاول مضاعفة الأزمات بشكل أو بآخر تحت عنوان الإصلاح قادم.
هنا وهناك الكثير الكثير مما يدفعنا إلى القول ، إنه زمن ُ الرداءة والرويبضة، كان آخر هذه المشاهد ما فعلته دولة كانت عظمى مع الشيخ رائد صلاح حفظه الله ورعاه.
دم طيباً يا ابن صلاح فالتاريخ سيمجد أمثالك وأما أمثالهم فإلى مزابل التاريخ آجلاً أم عاجلاً...
ainjanna@hotmail.com