والاستهداف هذه المرة في غاية الخطورة، و في غاية الغباء !!
فالحكومة الإسرائيلية في أكثر حالاتها هزالا، وها نحن نراها «تفرط» وتلفظ أنفاسها الأخيرة، وليس فيها أي عزم أو قدرة على الوقوف في وجه الأحزاب الدينية المتطرفة، وليست تفعل الحكومة سوى حمايتها !!
فمن أجل تحقيق الخرافة اليهودية المتمثلة في ذبح سخل، في حرم المسجد الأقصى، تستفز العصاباتُ اليهودية، أُمّةَ لا إله الا الله، في كل أقطار العالم، وأولها الشعب العربي الأردني، الذي يقف بالباع والذراع مع شقيق الروح الفلسطيني، شعب الجبارين، في دفاعه المجيد عن شرف الإسلام والمسيحية والحق والشرف الإنساني.
و لا شك أن بلادنا العظيمة لن تقف متفرجة ولا مكتوفة الأيدي.
ولا شك أن بلادنا تملك ما تدعم به المرابطين الفلسطينيين الذين يواجهون المزيد من التنكيل والقمع.
وكي نرتب المواجهة، علينا أن نرتب الأولويات الأردنية والفلسطينية والعربية والإسلامية، ودور ومسؤوليات قوى النزاهة والحق والعدل والسلام العالمية.
أولا: أردنيا، لا مجال لتحمل ولو وزن شعرة، في مجال انتهاكات الاحتلال الصهيوني المتصاعدة، التي تركل فرص السلام كل ثانية وتستقوي بالسلاح وبالدعم الأمريكي والتطبيع الرسمي العربي.
وأمام مسؤولياتنا، يقف الشعب العربي الأردني، وفي طليعته ملكُه وحكومتُه، الوقفة اللازمة مهما بلغت كلفتها، للدفاع عن المسجد الأقصى، وسيكون سحب السفير الأردني، وطرد السفير الاسرائيلي بهارات الموقف الأردني، الذي يتوحد على القدس والمسجد الأقصى خلف قيادته المسؤولة.
ثانيا: يعرف الشعب العربي الفلسطيني، أن بلاءَه الكبير بعد الاحتلال، هو في الانفصال والفصائلية المشينة المريبة !! وأن كفاحه وشهداءه و أسراه وعذاباته، ستتفاقم، وأن ليل الاحتلال سيطول بدون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وبدون هذه الوحدة، سيسقط المسجد الأقصى في التقسيمين الزماني والمكاني، كما تم في الحرم الإبراهيمي الشريف سنة 1996.
الكارثة التي سيعصف الشعبُ العربي الفلسطيني بها، هي أن يرى أنّ همّ الحفاظ على سلطة رام الله وفسطاط غزة، باتَ أكبر من همّ الحفاظ على إسلامية المسجد الأقصى وعروبته !!
ألا بئس الانفصال وبيانات الشجب وشعارات المقاومة ونضال الدجال !!
ثالثا: إن المطلوب على الأقل الآن، ليس مواجهة الاحتلال الصهيوني، بل كسر موجة التصعيد الإسرائيلي الجديدة على المسجد الأقصى. وقد فخت كلَّ طبولِ الحرب الكرتونية، تصريحُ العقيد إريك مويئيل بأنّه نفّذ نحو 150 عملية اعتقال وبحث عن أسلحة واقتحام قرى في مناطق الضفة الغربية المحتلة كافة (أ، ب، ج).
ومرجل الغضب يتصاعد.