زاد الاردن الاخباري -
لا تزال واقعة تحويل كاتدرائية بنغازي، احدى اكبر كاتدرائيات شمال افريقيا، الى مسجد تثير جدلا وردود فعل في الاوساط الرسمية والشعبية في ليبيا، والتي كان اخرها مطالبة النيابة العامة بالتحقيق في الواقعة.
وكانت القضية قد ثارت عقب تداول مواقع اخبارية وشبكات تواصل اجتماعي صورة لافتة معلقة على واجهة الكاتدرائية كتب عليها "مسجد الإمام مالك بن أنس"، في اشارة الى تغيير صفتها من مكان عبادة مسيحي الى اسلامي.
ورغم نفي بلدية بنغازي والعديد من الهيئات الرسمية تحويل الكاتدرائية الى كنيسة، الا ان القضية لا تزال تثير جدلا متصاعدا.
وفي هذا الاطار، طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا النيابة العامة في بنغازي بالتحقيق في الواقعة.
وقالت المنظمة في بيان إنها "تتابع بقلق بالغ ما أثير عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وما تم تداوله لدى بعض المدونين، من تحويل مبنى الكاتدرائية بمدينة بنغازي إلى مسجد، وتعليق لوحة تحمل لاسم الامام "مالك بن أنس" على المبنى".
وأضافت أن ذلك يعد مخالفة صريحة لأحكام القانون "كما يشكل انتهاكا للحق في حماية التراث وضمان التنوع الثقافي"، مؤكدة أن "هذه الكاتدرائية تعتبر من المباني التاريخية وتعد من أملاك الدولة الليبية، ولا يجوز التصرف فيها".
وحملت المنظمة "المسؤولية القانونية لهيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمخالفتها القانون رقم 3 لسنة 1995"، داعية مكتب النائب العام والسلطات المختصة بالمنطقة الشرقية لوقف عملية طمس جزء من تاريخ الأمة الليبية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن رئيس المنظمة عبد المنعم الحر قوله "أن ما حدث أمر مؤسف أن يحصل هذا الأمر لمعلم تاريخي"، مضيفا: "أصبحنا نخشى أن يحصل لهذه المعالم المسيحية ما حصل للزوايا الصوفية".
اتهامات للسلفيين
وفيما لم تتبن أي جهة مسؤولية تحويل الكاتدرائية الى مسجد، الا ان مسيحيين في بنغازي قالوا ان التيار السلفي المتواجد في شرق ليبيا وبالتحديد فى هذه المدينة، هم من يقفون وراء تعليق اللوحة التي تحمل اسم مسجد الإمام مالك بن أنس على واجهة الكنيسة.
وقالوا ان ذلك جاء بهدف إثارة البلبلة بشرق البلاد الذي تسيطر عليه قوات المشير المتقاعد خليفة حفتر.
وفي الاثناء، نفى أسامة علي يونس، مدير مكتب الإعلام فى بلدية بنغازي، تحويل الكاتدرائية إلى مسجد، مشيرًا إلى أن الجهات الليبية لا تعلم من وراء وضع اللافتة.
وأضاف يونس أن الكنيسة لا يقام بها أي شعائر دينية حاليا ومنذ عشر سنوات، وهى تخضع لعمليات ترميم وذلك جاء بعد تعرضها لقذائف أر بي جي من خلال الحروب والتي شهدتها الأراضي الليبي على مدار العشر سنوات الماضية.
وتحتل الكاتدرائية، التي بناها الإيطاليون بين عامي 1929 و 1939، مكانًا متميزًا في وسط مدينة بنغازي خلف فندق قصر الجزيرة وإطلالة على شاطئ البحر، حيث تعد الأكبر من نوعها في شمال أفريقيا وتتميز بقبتيها النحاسيتين وارتباطها التاريخي بتطور ونشأة معالم مدينة بنغازي.
و قد تعرضت الكنيسة إلى حريق ضخم فى عام 1976 لتغلق لاحقًا، و ايضا يتم ترميمها وإعداة فتحها ولتأدية الشعائر الدينية وفى استقبال زائريها، وجاء ذلك قبل أن يتم غلقها مرة أخرى من جراء الأحداث التي شهدتها ليبيا من خلال العشر سنوات الأخيرة وبداية من عام 2011.