أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن الجيش يعلن استقبال طلبات الحج لذوي الشهداء
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة النفاق مكتسبٌ وليس متوارثاً

النفاق مكتسبٌ وليس متوارثاً

18-04-2022 09:35 AM

بقلم الدكتور المهندس أحمد الحسبان - مشكلة الناس - بما فيهم الانبياء والرسل - تكمن في النفاق، فالظهور بوجهين غالبا ما يحير العاقل كيف يتعامل معه، هل يصدقه وهو منافق كاذب، أم يكذبه وقد يكون مجاملاً لبقاً صادقاً، فلا يعلم المنافق من المجامل الا الله وحده، أو يكشف بانتهاء مصلحته، وفي هذا المقال طرح تحليلي لأول نسخة نفاق على وجه الارض، خدعت الناس ما يقارب الف عام كشفها الله بعد ردح من الزمن طويل.

عندما بنى سيدنا نوح عليه السلام السفينة أو الفلك من الواح خشبية ودسر (مسامير) - وقد كان نجارا، أمره الله ان يحمل فيها المؤمنين معه، وأهله الا من سبق عليه القول منهم، وكان عددهم حسب أصح الروايات ثمانين شخصا على الاكثر، وهم حصيلة ٩٥٠ سنه من الدعوة لله - (وما آمن معه الا قليل)، بالاضافة الى ذلك أمره أن يحمل فيها ما يمكن حمله من الحيوانات زوجين اثنين فقط - ذكر واحد وانثى واحدة من كل نوع، فشحنت الفلك بكامل غرفها وطاقتها الاستيعابية، لذلك سميت بالفلك المشحون، وكانت الحد الفاصل بين الكفر والايمان.

الامر الالهي كان واضحا، المؤمنون فقط هم من يركبون، والباقي سيغرقون، لكن لماذا نادى نوح ابنه وكان في معزل - (يا بني اركب معنا)، مع انه مأمور ان لا يحمل الكفار معه بتلك السفينه؟ السبب هو - وحسب رواية ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه - ان ابنه هذا كان منافقا، يظهر ايمانه امام ابيه نوح عليه السلام ويخفي كفره عنه، لذلك ناداه نوح ظانا انه مؤمن - التزاما بالامر الالهي، ولم يكن يعرف انه منافق، فمن المستحيل ان يخالف نوحٌ امر ربه وهو النبي المرسل، الامر الذي يرجح صحة رواية ابن عباس عم الرسول وترجمان القرآن.

الاغرب من هذا، ان هذا الابن أبى الا ان يستمر بالنفاق، فلم يركب بالسفينة، وقال لأبيه نوح انه سيأوي لجبل يعصمه من ماء الطوفان العظيم، رغم ان اباه نوحاً حذره من ذلك، اذ قال له لا عاصم اليوم من امر الله، ولكنه استمر بنفاقه ولم يقل لأبيه غير ما قال، ولما برر نوح ذلك لله تعالى بان هذا ابني من اهلي، وأنت من قلت: وأهلك الا من كفر منهم، قال له سبحانه وتعالى انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح، عندها عرف ان ابنه كان منافقا، يخفى كفره ويظهر ايمانه الكاذب مما يدل على انه لم يكن يعرف ذلك قبلا، الامر الذي يجعل هذا التفسير لابن عباس منطقيا أكثر من غيره، اما من يقول انه لم يكن ابنه، وانه كان ابن امرأته فقط، فهذا يرد عليه بقوله تعالى: (ونادى نوح ابنه)، مما يثبت انه ابنه وليس اي شخص آخر، والله أكد ذلك بهذه اللفظة، فهو ابنه ولكن ليس من اهله المؤمنين، فالمقياس للنجاة وقتها هو للعمل وليس للنسب، لأن السفينة كانت أمر رباني لتمييز اهل الخير المؤمنين من اهل الشر الكفار، بغض النظر عن نسب الدم. كما ان نساء الانبياء ليس من بينهن من كانت زانية بغي قط.

لقد كان هذا الابن آخر منافق على وجه الارض وقتها، لأن كل من ركب السفينة الناجون كانوا مؤمنين، بما فيهم ابناءه الثلاثة الباقون سام وحام ويافث، وغرق كل الكافرين بالطوفان، ولم يبق على الارض من الكافرين ديارا - حسب دعوة سيدنا نوح المستجابة، ولربما كان هذا الابن هو المنافق الوحيد وقتها، لأن نوحاً لم ينادي غيره، فكل من ناداهم هم من المؤمنين حسب اعتقاده وكلهم ركبوا، اذن فهو المنافق الوحيد والأخير وقتئذ، خدع الجميع ولم يستطع خداع الله.

السؤال الافتراضي هو، كيف يتجدد النفاق في الناس بعد ان رأوا نهاية النفاق غرقاً بالطوفان العظيم؟! حتما لم يتجدد بالجينات، هو فقط نفاق مكتسب، شجعته الظروف المناسبه لكي يظهر ويستمر الى يومنا هذا، فلم يكن اخوته منافقين مثله، فلو كانوا لكشفهم الله تعالى لنوح أيضاً كما كشف هذا الابن، ولَما ركبوا اصلا لو كانوا كفارا او منافقين، فنهاية النفاق ستكون بالمكاشفة ولو بعد حين، قصر ام طال، حتى لو طال ٩٥٠ عاما او اكثر.

كيف يجرؤ المنافق على الخداع مرات ومرات خوفا من - أو طمعا ب - متاع قليل من الدنيا؟! ومع ذلك، يسترهم الله حتى أمام أقرب الناس لهم، ولو كانوا انبياء - ليتوبوا، ولكنهم لا يفعلون، فيكون عقابهم بالنهاية الدرك الاسفل من النار، وهذا فعليا ما يستحقونه جراء استغفالهم للناس، ومن قبلهم خداعهم لله تعالى وهو خادعهم وكاشفهم. هذا والله اعلم.

مقصد القول؛ سفينة نوح المشحونة بالمؤمنين كانت هي الفيصل الابلج بين الايمان من جهة، وبين الكفر البائن او النفاق المستتر من جهة أخرى، وجاءت حلاً جذرياً لأطول دعوة حقٍ امتدت ٩٥٠ سنة (الف سنة الا خمسين عاما)، والسنة تنسب للقحط والعام للخير والغلال - اذ لم يؤمن فيها الا قليل فكانت سنين قحط ايماني.

خلاصة القول؛ بعد ذلك الطوفان العظيم الفارق بين الخير والشر بدأت الحياة مثالية رائعه بالايمان والصدق، الا ان الانسان بطبيعته يميل دوماً للحد الأعلى من النفور والأدنى من الالتزام بضوابط الله في الارض، فهو ميال لنكران جميل نعم الله، إما يكفرها، او ينافق من اجل جناح بعوضة - والله رازقه رغد العيش في الأولى، وجنات الخلد في الآخرة لو آمن، فهل يتعظ المنافقون بقصة ابن نوح قبل ان تفوتهم سفينة النجاة!! .

الدكتور المهندس أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع