زاد الاردن الاخباري -
قررت هيئة مديري صندوق الحسين للإبداع والتفوق، منح جائزة الصندوق للإبداع الفني هذا العام، للقائد الاوركسترالي الدكتور هيثم سكرية، وذلك عن تأليف وقيادة "سيمفونية المملكة الأردنية الهاشمية”.
وكان سكرية قدم السيمفونية في احتفالية الدولة الأردنية بمئوية المملكة في شهر تشرين الأول الماضي، بمصاحبة أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى وأوركسترا القاهرة السيمفوني.
وتسلم سكرية الجائزة من مدير عام الصندوق الدكتور علي ياغي، الذي سلمه إياها نيابة عن محافظ البنك المركزي الدكتور عادل شركس الذي يشغل منصب رئيس هيئة مديري صندوق الحسين للإبداع والتفوق.
وقال سكرية اليوم الاثنين، إنه فخور بمنحه جائزة صندوق الحسين للإبداع والتفوق، معتبراً إياها تقديراً كبيراً من بلده نظير ما قدمه من إسهامات موسيقية خلاقة، وأضاف: "هي من أهم الجوائز التي حصلت عليها، بسبب ارتباطها بأهم منجز فني قمت بتأليفه للأوركسترا، إذ أن سيمفونية المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر أضخم وأهم أعمالي وأكثرها نضجاً وصياغة، فهي سيمفونية متكاملة مكونة من خمس حركات ترتبط كل حركة منها بمرحلة من تاريخ الأردن، منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى إلى يومنا هذا، من خلال موسيقى درامية سيمفونية يرافقها عرض صور من أرشيف ذاكرة الوطن يتماشى بشكل متزامن مع الموسيقى، وفي كل حركة محطة ومرحلة من تاريخنا”.
وشرح سكرية السيمفونية التي قام بتأليفها، وقال: الحركة الأولى بعنوان: الثورة العربية الكبرى، وهي موسيقى سيمفونية درامية تصور تاريخ الأردن، تبدأ بالتعريف بالهاشميين عبر التاريخ وبجهودهم الخيرة ونواياهم الطيبة، انطلاقاً من الشريف حسين بن علي، طيب الله ثراه، الذي أطلق الثورة العربية الكبرى، ثم الملوك الهاشميين الذين حكموا الأردن، وتصور هذه الحركة السرد التاريخي السريع من خلال موسيقى سيمفونية تتميز بالطابع الإيقاعي التاريخي يتخلله موسيقى ذات شجن.
وحملت الحركة الثانية عنوان ميلاد ملك هاشمي (The Birth of a Hashemite King)، وهي موسيقى درامية تصور ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو يكبر في ظل والده المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والمراحل العمرية له منذ الطفولة ومروراً بدخوله الجيش وانتهاءً بكونه واحدا من الضباط الأردنيين، ويتخلل الموسيقى ألحان شعبية وأناشيد وطنية جرى مزجها بأفكار موسيقية جديدة ومبتكرة تخدم التصوير السردي للقصة.
فيما جاءت الحركة الثالثة بعنوان العرس الأردني (Jordanian Wedding)، وهي موسيقى سيمفونية تعتمد على الموروث الشعبي الأردني من خلال تتالي الألحان الشعبية التي تصور النسيج الأردني المتنوع بريفه وباديته ووسطه وشتى أصوله ومنابته البدوية، الريفية، الوسط، الأصول الشامية، الأصول الفلسطينية، الأصول الشركسية والأرمنية، وتنتهي الحركة بموسيقى تصور عمان الجميلة بأهلها من شتى أصولهم ومنابتهم وتعايشهم الأخوي بمختلف عقائدهم من خلال موسيقى كلاسيكية تعبر عن هذه الصورة.
وحملت الحركة الرابعة عنوان مرثية الحسين (Lament King Hussein)، وهي عبارة عن "مارش جنائزي” يصوّر جنازة العصر للمغفور له لملك الحسين بن طلال، حيث تبدأ من خبر مرضه، وتجمع الأردنيون باختلاف عقائدهم للصلاة والدعاء له، ثم خبر وفاته الذي أحزن الأردنيين، حيث تصور الموسيقى هذه الحالة من خلال ألحانٍ ممزوجة بالنكهة الأردنية التي تؤدى بأسلوب حزين، مع مزج بعض الأغاني الأردنية التي ارتبطت به كملك، وتصوير جانبًا من حياته المليئة بالمواقف التاريخية المشرفة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
فيما حملت الحركة الخامسة عنوان الفجر الجديد (The New Dawn)، وتصور هذه الحركة فجراً جديداً في تاريخ الأردن، وهو تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية كملك للمملكة الأردنية الهاشمية، وتصوير امتداد نهج أجداده الهاشميين في الجهود الخيرة والنوايا الطيبة، وتتنوع هذه الحركة في موسيقاها الذي جمع بين الأفكار الموسيقية الجديدة التي تنقلنا لأجواء الفرح والتفاؤل وبين استخدام الأغاني الشعبية بقالب سيمفوني يخدم الفكرة الدرامية للقصة، مع تصوير للتعايش الأردني بمختلف معتقداته وايدولوجياته في ظل الراية الهاشمية.
كما تصور الأردن الحديث بعد مئة عام من التقدم في مختلف المجالات العلمية، الأكاديمية، الاقتصادية، الاجتماعية، التكنولوجية، العمرانية، إضافة إلى صور الإنتماء والولاء وحب الوطن.
يشار إلى أن هذه الجائزة تعد السادسة عشرة في مسيرة الدكتور سكرية الذي حصل على جوائز محلية وإقليمية وعالمية، ومثل الأردن في العديد من المحافل الثقافية والفنية والمؤتمرات العلمية، كما قدّم العديد من ورش العمل عن كيفية دمج الموسيقى العربية بالموسيقى الغربية وصياغتها للأوركسترا، كان أهمها في جامعة لندن لقسم الدراسات العليا، وفي كونسيرفتوار شنغهاي، ويترأس حالياً اللجنة الدولية لمسابقة التأليف السيمفوني العالمية.