زاد الاردن الاخباري -
يهدد خروج رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، من السلطة البلاد بحالة من الفوضى والاضطرابات السياسية والأمنية، بعد أسابيع من التصعيد والخطابات التحريضية من قبل خان وأنصاره.
ولم تهدأ موجة الغضب العارم من قبل أنصار لاعب الكريكت السابق بعد إقالة البرلمان له في 11 أبريل الماضي، وتشهد العديد من المدن الاحتجاجات المنددة بإقالته، وسط ادعاءات بأنه كان ضحية "مؤامرة" غربية.
وتشير صحيفة الغارديان البريطانية إلى حادثة تعرض حليفه السابق، نور علم خان، لاعتداء أثناء تناوله وجبة عشاء في مطعم من قبل أحد أنصار خان، الذي صاح في وجه واتهمه بـ"العمالة" و"الخيانة".
ويقول خان الذي كان عضوا في حزب رئيس الوزراء السابق قبل أن يصوت ضده في البرلمان إنه تلقى مكالمة هاتفية تقول له: "سنقتلك أنت وأطفالك مثل بينظير بوتو (رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت)".
ويوم السبت الماضي، حدثت أعمال فوضى في تجمع لمجلس البنجاب كان من المفترض أن يناقش انتخاب رئيس وزراء جديد، حيث بدأ أنصار حزب "حركة أنصاف" الذي قاد جهودا لإقالة خان ونواب المعارضة في مواجهة بعضهم البعض بقوة.
تهديد بـ"الفوضى"
وفي تغريدة بعد الحادث، غرد وزير الإعلام السابق لخان وحليفه المقرب، فؤاد شودري، بأن باكستان "على بعد إنشات (بوصات) من الاضطرابات المدنية الكاملة".
وقال: "لقد مارس عمران خان أقصى درجات ضبط النفس... قريبا جدا لن يكون قادرا على إيقاف غضب الحشود وسنرى البلاد تنغمس في اضطرابات مدنية".
تم انتخاب خان في عام 2018 وسط موجة من المشاعر الشعبوية، حيث استفاد من الحديث علانية ضد الغرب، ومن نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزا لفساد النخبة.
لكن في حين أن جاذبيته وخطابه لم يفشلا أبدا في جذب الجماهير في المسيرات، فقد مرت ولايته بفترة من الاضطرابات المالية والتضخم الهائل الذي دمر الاقتصاد.
وفي ضوء ذلك، انشق عليه بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم، وأعلن أعضاء في حزبه "حركة أنصاف" أنهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.
ومع خسارته دعم مؤسسة الجيش القوية في البلاد، دخلت المعارضة في تصويت بحجب الثقة بدعم من تحالف خان. وانتخب المجلس الوطني شهباز شريف، زعيم الائتلاف المعارض وشقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف خلفا له.
لكن عزل خان، وفق الغارديان، لم يؤد بأي حال من الأحوال إلى زوال السياسة الشعبوية التي رعاها أثناء توليه منصبه.
فترة من الاضطرابات
ويخشى الكثيرون من أن "الاستقطاب العميق الذي زرعه خان يمكن أن يزعزع استقرار باكستان بشدة، ما يدفع بالبلاد إلى فترة اضطراب سياسي أكبر قد يتعذر على رئيس الوزراء الجديد، المعروف بمهاراته كمسؤول أكثر من كونه قائدا يتمتع بكاريزما احتوائه".
ومن خلال إثارة المشاعر الشعبية المناهضة للغرب التي لعبها على مدى السنوات الأربع الماضية في منصبه، واصل خان الترويج للرواية القائلة بأن التصويت بحجب الثقة الذي أطاح به كان "مؤامرة غربية".
وقال خان، مخاطبا حشدا ضخما إن لحظة حاسمة قد وصلت وأن الأمة بحاجة إلى اختيار ما إذا كانت تريد "العبودية أو الحرية" من الولايات المتحدة.
وأصبح أفراد المؤسسة العسكرية، التي تتمتع بقوة هائلة في البلاد، هدفا لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها أنصار خان الذين يرون أن الجيش لعب دورا في سقوطه.
وفي شوارع المدن والبلدات في جميع أنحاء باكستان، كانت الرواية القائلة بأن خان كان ضحية لمؤامرة غربية قوية ومنتشرة واستمر الآلاف في الاحتجاج لدعمه.
رجل "خطير"
ويقول برويز هودبهوي، المحلل الذي له كتابات سابقة عن خان: "لقد استقطب خان باكستان إلى هذا المستوى المتطرف... ستكون الأيام المقبلة فوضوية لأن شهوته النهمة للسلطة تجعله خطيرا حقا على هذا البلد".
وكان خان قال أمام حشد مؤخرا: "لم أكن خطرا عندما كنت في الحكومة... لكنني سأكون كذلك الآن".
وقالت ريما عمر، المحامية التي كانت ضحية لحملة تصيد طويلة عبر الإنترنت من قبل أنصار خان، إنه يخلق موجة من الغضب العام قد يصعب السيطرة عليها.
وتحدثت عن ترويجه "أكاذيب مريحة تثير مشاعر قوية وتنشر الكراهية والازدراء، ولا تهتم بمدى خطورة التأثيرات على المجتمع".
ويتوقع محللون أن تشهد البلاد حالة من الاضطرابات قبل الانتخابات العامة المقبلة، التي من المحتمل أن تتم الدعوة لها قبل نهاية العام وقد يشارك خان فيها فيها.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني الجديد قال الخميس الماضي إن اقتصاد البلاد عانى من الركود في عهد سلفه، في تصريحات تنبئ بخصومة شرسة، قد تستمر لأشهر بين معسكري الزعيمين وصولا إلى الانتخابات.