القضاء والقدر الذي نقول فيه «لا يُحمد على مكروه سواه»، هو أن تصيبنا جائحة كوباء كورونا، الذي ضرب الاقتصاد العالمي، بما فيه اقتصادنا الوطني، وأصاب 1.69 مليون أردني و أودى بحياة 14048 أردنيا. كما اصاب 504 ملايين وأودى بحياة 6.2 مليون إنسان.
أمّا أن تندلع حرب طاحنة مدمرة، لحماية مصالح روسيا الإتحادية، لأن أوكرانيا تآمرت عليها، خاصة في هذا القرن، الذي يتميز بوجود عشرات المحاكم والهيئات والمنظمات الدولية، فذلك وباء جديد ندين من بعثة وأطلقه، كائنا من كان.
أَحبّوا ما شئتم من القادة والطغاة، فذلك ليس جديدا، وهو حال مستشر منذ فجر التاريخ إلى أفوله. أحبوا القيصر فلاديمير بوتين والسلطان رجب طيب أردوغان، وأحبوا حتى «المهتوف» المضطرب كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، الذي يعدم لأسباب تستدعي المكافأة، أو يكافئ حيث يتوجّب الإعدام، فذلك تأثير الإعلام الموجّه، الذي ضلل الملايين على مدى التاريخ وجعلهم يحبون الطغاة الفاسدين، ويغفرون لهم، رغم أن أشداقهم تدفق دما !!
غزو أوكرانيا كان مجرد نزهة روسية.
كان متوقعا أن تصل الجحافل الروسية إلى كييف فتلقي القبض على طبقتها الحاكمة وتصفّها على الجدار وتطلق النار عليها، لتنصّب محلها عصبة موالية.
لقد انقلبت الموازين، وأصبحت النزهة مستنقعا وحوّامة.
وأصبح الغزو حرباً !!
وتورط القيصر الذي كان معقد آمال محبيه على تغيير موازين القوى العالمية ووضع حد للهيمنة الامريكية، فقد بات عليه أن ينجو برأسه أو بنصف قوته ومركزه ومكانته السابقة.
حصل هذا التطور والتورط، على غير رغبة أو رأي محبي الروسي بوتين و محبي الاوكراني زيلينسكي.
ستُلحق هذه الحرب الأذى والشر والدمار، بالدولة المعتدية أو بالدولة المقاوِمة، وستسبب الدمار وستريق دماء شباب لهم أمهات وزوجات وأطفال، وستورث الإنسانية مأساة نقص الغذاء وفقر الدم وارتفاعا فاحشا في أسعار كل السلع التي يحتاجها بنو البشر وستسبب الجوع والشح.
بالنسبة لنا، هذه الحرب آذتنا كما آذانا فيروس كورونا.
وأختم بسؤال الأستاذ عريب الرنتاوي في «الحرّة»: «هل يربح بوتين الدونباس ويخسر روسيا ؟».