زاد الاردن الاخباري -
عدا الدِّين والأخلاق، ما هي أهم مواصفات شريك العمر؟ أيهما أفضل: العروس الجميلة أم العروس المثقفة؟ العريس الحنون أم العريس المرح؟
أسئلة سعيناإلى البحث عن إجابات لها في هذا التحقيق.
تحولات عديدة طرأت على مواصفات الزوج والزوجة المثاليين، كشفها الإستبيان الذي أجريناه ، والذي شمل 50 شاباً و50 شابةً، طُلب إليهم تحديد أهم مواصفات شريك العمر المثالي من وجهة نظر كل منهم، من خلال إعادة ترتيب 8 مواصفات خاصة بشريك العمر بادئين بأكثرها أهمية. هذا بالطبع عدا شرط حُسن الخُلق، الذي يُعتبر مطلباً جوهرياً. لذا، تم إستثناؤه من الإستبيان. وقد كشف الإستبيان تراجعاً في درجة أهمية بعض المواصفات، حيث تراجعت أهمية أن تكون العروس موظفة، وأن تجيد الطهو، أمام مواصفات الرشاقة والمرح. كما لم يعد العريس الذي ينحدر من أسرة ميسورة، أو مَن هو على إستعداد للمساعدة في شؤون البيت مرغوباً، بقدر العريس الرومانسي والمثقف.
- وصفة سحرية:
في قراءَته للإستبيان، يقول المستشار الإجتماعي د. حسن إيماعيل عبيد، إنّه "في ما يتعلق بشرط الرومانسية، فإنّ التكوين النفسي والجسدي للمرأة، يجعلانها من أكثر الكائنات حاجة إلى الحنان والحب. أمّا أن يكون الزوج ميسور الحال، وهو شرط احتل المرتبة الثانية، فيعتبر أمراً معقولاً، لأنّ الزوج الميسور يستطيع أن يَفي بالتزاماته المادية تجاه زوجته وأسرته، وهو أمر حيوي، حيث أصبحت المادة في عالم اليوم مسألة ضرورية في الحياة". ويوضح د. عبيد "أهمية الثقافة والتعليم، الأمر الذي دفع الزوجة إلى أن تضع الثقافة في مرتبة متقدمة"، مشيراً إلى أنّ "الزوج المثقف يشيع جواً من الحوار المبني على المعرفة، لذلك تعتبر الثقافة ركناً مهما في أي منظومة أسرية ناجحة. أمّا الوظيفة المرموقة، فقد أصبحت من الأهمية بمكان لعلاقتها بالوجاهة الإجتماعية". ويستطرد د. عبيد موضحاً أن "شرط الوسامة، الذي جاء في المرتبة الرابعة، هو مسألة نسبية، وقد لا تشترط الزوجة أن يكون الزوج وسيماً إذا توافرت الشروط الأخرى، لأنّ الوسامة عنصر مكمل وليس أساسياً". يضيف: "أمّا المرح، فهو ضروري، لأنّه يَشيع جواً من البهجة والحبور في المنزل، لذلك تفضل الزوجة أن يتمتع الزوج بخفة الظل". وفي ما يتعلق بضرورة أن يكون الزوج من أسرة ميسورة الحال يقول د. عبيد: "إنّ هذا الشرط لم يعد مهماً بالنسبة إلى المرأة، لأنّها تعيش مع زوجها وليس مع أسرته، وعلى الرغم من ذلك، فهذا الشرط يندرج أيضاً تحت باب الوجاهة الإجتماعية". يتابع: "على الرغم من أن مساعدة الزوج لزوجته في المنزل مطلَب حضاري، وأنّه كفكرة يُعدّ مسألة مقبولة، غير أنّ المرأة لا ترغب في أن يتدخل شخص لا يفهم شيئاً عن الشؤون المنزلية، لذلك من الأفضل لكليهما ألا يمارس الزوج هذا الدور". وبالإنتقال إلى قراءته للإستطلاع الخاص بمواصفات الزوجة المثالية التي يتمناها الرجل، يقول د. عبيد: "إنّ الرجل، وإن كبر، فهو طفل صغير يحتاج إلى الحنان والدلال، كما يحتاج إلى الزوجة حتى ولو كبر". ويشير إلى أنّه "لهذا الأمر جاءت صفة رومانسية في المرتبة الأولى". يضيف: "أمّا مطلب الرشاقة، الذي جاء في المرتبة الثانية، فهو مطلب حضاري فرضته الحياة والنظرة الجمالية، حسب د. عبيد، الذي يؤكد أنّ المجتمع كلما ارتقَى، تغيّرت نظرته إلى الأمور، لافتاً إلى أنّ التغنّي ببدانة المرأة سمة من سمات العصر الجاهلي، والمجتمعات المتخلفة. أمّا الجمال، كما يقول د. عبيد، فهو من الشروط الأساسية التي حدّدها الدين الإسلامي، وإذا اشترطت المرأة أن يكون الزوج وجيهاً فمن باب أولَى أن تكون الزوجة جميلة، وأعني الجمال الشامل الذي يتضمّن الشكل، والروح والخلق. أمّا المرح، والذي يحتل المرتبة الخامسة، فهو أمر ضروري لإشاعة جو من الفرح والسعادة في المنزل".
من جانب آخر يؤكد د. عبيد أنّ الزوجة المثقفة، أو المتعلمة كأقل تقدير هي الأفضل أمّا إذا جمعت بين الاثنين ليكمّل بعضهما بعضاً، فيكون الزوج قد اصطاد عصفورين بحجر واحد. يضيف: "وفي ما يتعلق بإجادة الطهو فهو مطلب ضروري بالنسبة إلى الأسرة العربية، وإن أظهَر الرجال خلاف ذلك".
ويشير د. عبيد إلى أن شرط أن تكون الزوجة من أسرة ميسورة ليس ضرورياً، ولكن لا بأس إذا وجد هذا الشرط كنوع من الوجاهة الإجتماعية، وفي ما يتعلق بالوظيفة والتي جاءت في ذَيل القائمة يقول د. عبيد: "وظيفة المرأة ليست مسألة ضرورية في المجتمع العربي، ولا يشترط الزوج أن تكون زوجته إمرأة عاملة، بل يُفضّل ألا تختلط بالآخرين مادام قادراً على تلبية إحتياجاتها المادية". يختم د. عبيد حديثه، مستشهداً بما قالت إحدى الباحثات البريطانيات في شؤون الأسرة "إنّ المرأة لا تَعنيها الجوانب المادية في علاقتها بزوجها، لأنّها تُريد شيئين أساسيين هما: الإبتسامة واللمسة الحانية".
- مواصفات الزوجة المثالية:
هل هناك حالة من إعادة الصياغة إلى المفاهيم المرتبطة بمواصفات شريك الحياة، ودرجة أهميتها؟ الجواب عن هذا السؤال نكتشفه من خلال الآراء والتعليقات التالية.
يَعتبر خالد محمد (موظف)، أنّ "الزوجة المثالية هي التي تعرف كيف تدير مملكتها بجدارة، هي المثقفة المطّلعة التي تُواكب الحدث، وهي الرومانسية المرحة، التي لا تتذمر من واجباتها المنزلية، ولا تشكو من تربية أبنائها". لكن، لم تقتصر صفات الزوجة المثالية بالنسبة إلى خالد على ما سبق، حيث أكد أنّه يفضّل "أن تكون "بنت ناس" وليس بالضرورة أن تكون من أسرة ميسورة، فهذا شرط لا يعني شيئاً بالنسبة إليَّ، والأهم من ذلك ألا ترتبط بوظيفة حتى تتفرّغ لبيتها وأسرتها".
- الكلمة الأولى والأخيرة:
لا تختلف صفات الزوجة المثالية، التي يتمنّاها أحمد زناتي (موظف)، على الصفات التي يأمل أغلب الرجال توافرها في شريكات حياتهم، ومن بين هذه الصفات أن تكون زوجته حنونة، رومانسية ومثقفة. يضيف الزناتي: "لا أرغب في أن تعمل زوجتي حتى إن كانت حاصلة على أعلى الدرجات العلمية، لأنّه من الأفضل بالنسبة إليها كأُم وزوجة، التفرغ لرعاية أبنائها وإدارة بيتها". يقول: "إضافة إلى ذلك، فإنّ الزوجة العاملة تَصرّ على أن تصنع قراراتها بنفسها، وأنا لا أؤيد هذا المنطق، إذ لابدّ أن تكون كلمتي هي الأولى والأخيرة".
- دين وخلق:
أمّا المهندس طارق إمام، فيؤكد أنّ "الزوجة المثالية هي التي ينطبق عليها قول النبي (ص): "تُنْكِحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالها ولحَسَبها ولِجمالها ولدينها، فاظفَر بذات الدِّين تربَتْ يَداك". ويشير إمام إلى أنّ "الزوجة المثالية هي التي تتميّز بالتدين والخلق، في المرتبة الأولى، ثمّ يأتي الحسب والنسب، ولا مانع إذا وُجد الجمال لأنّه شيء مكمّل وليس أساسياً".
- جميلة وحنونة:
"المرأة المتعلمة والمثقفة هي الزوجة المثالية"، من وجهة نظر محيي الدين عبدالمطلب (موظف)، الذي يرى أنّ "الوظيفة ليست مهمة" بالنسبة إليه مادام قادراً على الوفاء بمتطلّبات بيته، ويستطرد: "ليس من المهم أن تكون زوجتي من أسرة ميسورة الحال، فلست في حاجة إلى مساعدة أهلها، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة إليَّ أن تكون حنونة وجميلة، فالله جميل يُحب الجَمال".
- الثقافة:
ربّة البيت التي تقوم بإدارة بيتها، ورعاية أبنائها وزوجها على الوجه الأكمل، هي الزوجة المثالية في نظر عبدالله عبدالرحمن المرزوقي (متقاعد)، الذي يوضح أن "ثقافة الزوجة مسألة أساسية وضرورية لتربية الأبناء على أسس سليمة". وعلى الرغم من أنّ المرزوقي يرى أنّ "التعليم لا يعني الثقافة، فقد تكون الزوجة متعلمة، ولكنها ليست مثقفة"، إلا أنّه يلفت إلى أنّ "المرأة التي تجمع بين العلم والثقافة، هي بالطبع زوجة أكثر من مثالية".
- الرومانسية:
ويبدو أنّ الجمال ليس مَطلباً أساسياً بالنسبة إلى فادي العوابدة (خرّيج جامعي)، الذي يرى أنّ "الزوجة المثالية هي التي تعرف كيف تدير شؤون بيتها، وهي التي تدرك أهمية التعامل مع زوجها وأهله بأسلوب سلس ومرن، لكي تكسب ودّهم وتنال رضاهم، لاسيّما أنّ هذا السلوك فنّ لا يُجيده جميع الناس، ومن تُجيد فن التصرف مع الآخرين هي بلا شك إنسانة مثالية، خصوصاً إذا كانت زوجة رومانسية، وحنونة".
- المثقفة:
في رأي المستشار القانوني محمد عبدالغفار، أنّ "المرأة ذات الخُلق والدِّين، هي الزوجة المثالية"، موضحاً أنّ الرسول (ص)، يُوصي بالزواج بذات الدين والأخلاق الحميدة، وتالياً تأتي صفات الحسب والنسب والجمال". وبسؤاله أيهما الأفضل الزوجة الجميلة أم المثقفة، يسير عبدالغفار إلى أنّ "الجمال مسألة نسبية، وليس مهمّاً في نظري بقدر أهمية الثقافة، فجمال الزوجة لا يفيدها في تربية أبنائها وإدارة شؤون أسرتها، في حين تؤهلها ثقافتها للقيام بذلك خير قيام".
- صفات الزوج المثالي:
في دراسة أعدَّها لـ"معهد الزواج البريطاني"، كشف الباحث البريطاني مارتن دوك مانز، عن صفات الرجل المثالي الذي تفضّله المرأة على غيره وذلك بقوله: "إنّ الإحساس المرهَف، والروح المعطاءَ هي حلم كل النساء، وعندما تجتمع كل هذه الصفات في رجل واحد، لا تستطيع المرأة أن تنساه مهما طال الزمن، حتى ولو لم ترتبط به". فما هي إذن أهم صفات الزوج المثالي بالتأسيس على ذلك؟
الزوج المثالي، حسب منال عبدالهادي (ربة بيت)، "هو الرجل المثقف والحنون والرومانسي الذي يمنح زوجته الثقة، والشعور بالأمان". أمّا في ما يتعلق بالوظيفة المرموقة، فتؤكد عبدالهادي أنّ هذا الأمر "ليس مهماً" بالنسبة إليها، ولكن "من المهم أن يتميّز الزوج بالقدرة على تطوير ذاته، وأن يكون طموحاً وإيجابياً وقادراً على تحمّل المسؤولية".
- الصادق المتفهم:
لا يمكن أن يكون الزوج مثالياً بالنسبة إلى أُم محمد (موظفة)، "إلا إذا كان صادقاً، مثقفاً، متفهماً، ولديه القدرة على كسب ثقة زوجته، لاسيّما أنّ الزوجة التي تشعُر بصدق زوجها وبحبّه، تكون من أسعد الزوجات، وأكثرهنّ إستعداداً للتضحية ونكران الذات".
في سياق متّصل، تشير أُم محمّد إلى أنّ "الزوج الذي يمكن تسميته المثالي، لا يكون صعب المراس، بل متفهّم للأمور بعقلانيّة، وينأى بنفسه عن الغضب السريع، كما يظل تفكيره دائماً للمدى البعيد".
- شفافية:
من ناحيتها، تتفق سهيلة (ربة بيت)، مع الآراء التي تؤكد أن "أهم مواصفات الزوج المثالي هي أن يكون على دين وخلق". وتقول: "أمّا في المرتبة التالية مباشرة، فتأتي ثقافة الزوج، لأن ثقافته تنعكس على أبنائه بصفته الحلقة الأقوى في الأسرة"، لافتة إلى أنّ "الرجل المثالي هو صاحب الكلمة، الحنون، والقوي في المواقف التي تتطلّب القوة بلا غرور، الواثق بنفسه، المعتدل في تصرفاته بحيث لا يكون ليّناً ليُعصَر أو قوياً فيُكسر".
- المتدين والمتعلم:
"الرجل المتعلم والمثقف"، هو الزوج المثالي بالنسبة إلى غادة الألفي (ربة منزل)، "ذلك لأنّ التعليم والثقافة يُسهمان في تذليل الكثير من العقبات، كما يجعلان الزوج أكثر تَفهّماً لقُدسية الحياة الزوجية" بحسب ما تقول. تُضيف: "لا شك في أنّ الرجل الذي يقدّر الحياة الأسرية، ويهتم ببيته وأبنائه، اللين في تعامله، الرقيق في مشاعره هو الزوج المثالي الذي تتمناه كل الزوجات، خصوصاً أنّ بعضاً من أزواج هذه الأيام يضعون الأسرة والأبناء على ذَيل لائحة إهتماماتهم".
- الطاعة والجمال:
ما هي مواصفات الزوجة المثالية والزوج المثالي، من وجهة نظر التوجيه الأسري؟
يجيب الموجّه الأسري الدكتور عبدالله الأنصاري بقوله: "إنّ الزوجة المثالية في نظر الزوج، هي المرأة المطيعة ولا أعني الطاعة العمياء، بل الطاعة المطلوبة، لأن تركيبة الرجل تؤكد حاجته إلى التقدير والإحترام من كل الناس، فما بالنا إذا كان هذا الشخص شريك حياته؟ لهذا، فإنّ الرجل الذي لا يجد هذه الصفة في زوجته لا يعتبرها زوجة مثالية". من ناحية أخرى، يؤكد الأنصاري أنّ "الجمال لا يقل درجة عن الطاعة وذلك تيمّناً بقوله (ص): "المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته، وإذا غاب عنها حفظته". يضيف: "لهذا السبب، فإنّ الجمال المادي هو من الأمور المهمة وإن كان الأمر نسبياً، إلا أنّ الرجل يفضّل المرأة التي تسر نظره وتُشبع عينه، علماً بأنّ الكثير من المشاكل التي تحدث بين الأزواج سببها عدم قدرة الزوجة على إشباع نظر زوجها". وفي سياق حديثه عن الزوجة المثالية، يؤكد د. الأنصاري أنّ "الزوجة المثالية هي التي لا تمنّ على زوجها بمالها، تعليمها، جمالها، أو بحسبها ونسبها، بل تكون متواضعة على الرغم من تميّزها بكل الصفات السابقة"ن لافتاً إلى أن "بعض الأزواج يجدون المثالية في معايير فرعية. فمثلاً، نجد البعض منهم يبحث عن زوجة من وسطه المادي أو الإجتماعي، أو الأكاديمي، ويعتبرها زوجة مثالية. أمّا البعض الآخر، فيبحث عن معايير تكاملية، فإذا كان حظه في التعليم أو المال، أو الوضع الإجتماعي قليلاً، فإنّه يبحث عن زوجة ذات مستوى أعلى منه حتى يكمل نقصه".
- عاطفي ومسؤول:
أمّا في ما يتعلق بمواصفات الزوج المثالي في نظر المرأة، فيقول الأنصاري: "إنّ الزوج المثالي بالنسبة إلى المرأة هو الرجل الذي يتحمل مسؤولية بيته وأسرته كاملة، سواء أكانت مادية أم إجتماعية". من جانب آخر، يؤكد الأنصاري أنّ "الرجل العاطفي صاحب المشاعر الدافئة، هو الزوج الذي تفضله جميع النساء. فالزوج العاطفي هو الذي يُراعي مشاعر زوجته على الدوام، وهو الذي يسامحها إذا أخطأت، ويعاتبها بعطف وحنان إذا قصّرت، ويُثني عليها ويكرمها إذا أحسنت".
- تغيُّرات بالجملة:
تقر الأخصائية النفسية، منال عبدالكريم، بأن "ثمّة تغيّراً طرأ على المواصفات المرغوبة في شريك العمر"؟ وتقول: "لعلّ أهم تلك التغيُّرات، يتمثل في النتائج التي أظهرها الإستبيان، الذي أجريناه ، وتصدّرت فيه الرومانسية قائمة مواصفات شريك العمر المثالي من وجهة نظر كل من الذكور والإناث". تضيف: "هذا التَّوق إلى الرومانسية، إن جاز التعبير، هو وليد هذا العصر ويمكن أن نعزوه إلى ظروف الحياة وضغوطها ذات الطابع المادي الصرف". تحوّل ثانٍ تلفت إليه منال عبدالكريم، يتمثل في "التراجع الواضح الذي طرأ على أهمية عمل المرأة"، وتوضح ذلك بقولها: "في أواخر القرن الماضي، ارتفعت كثافة مشاركة المرأة في سوق العمل، وأخذت دورها كشريك قادر على الكسب والمشاركة في إعالة الأسرة، وهو الأمر الذي طالما مثل ميزة إضافية في عين الشاب الباحث عن عروس". تضيف: "لكن، يبدو أنّه مع مرور ما يكفي من وقت لإختبار مزايا وعيوب خروج المرأة إلى العمل مع إلتزاماتها كزوجة وأُم". وتشير إلى أنّه "نتج عن ذلك نُكوص أو تراجع في نظرة الشاب الراغب في الزوج إلى العروس العاملة، بإعتبارها عروساً "لقطة". تقول عبدالكريم: "في سياق متّصل، لم تعد الزوجة تعول كثيراً على أسرة زوجها، بقدر ما تعول على زوجها نفسه. لهذا، فإنّ الزوجة لا تشترط أن يكون الزوج من أسرة مرموقة". تختم بالإشارة إلى أن "تحوّل المجتمع نحو الأسرة الصغيرة، وإبتعاده عن الأسرة الممتدة أو الكبيرة، أضعَف حجم التواصل القائم بين أفراد الأسرة والدعم المتوقع منهم"، لافتة إلى أنّه "لهذا السبب، جاء ترتيب الأسرة المرموقة في المرتبة قبل الأخيرة".